في صباح الخامس والعشرين من أيار من عام 2012 تظاهر أطفال الحولة ضد نظام الإجرام الأسدي لينذروه بأن "دمشق موعدنا القريب" ولم يكونوا يعلمون أن هذه الأصوات التي تصدح بها حناجرهم قد زلزلت عرش الشبيح الأكبر في قصره وأقضّت مضجعه فأبى أن ينام ليلته تلك قبل أن ينال من هذه الحناجر.
صدى سكاكين الإجرام
توجهت مجموعة من شبيحة القرى الموالية للنظام والمحيطة بمدينة الحولة وهي (القبو والشرقلية والقناقية) مدعومة بدبابات الجيش الأسدي مساء ذلك اليوم لتقتحم أطراف مدينة الحولة وتقتحم عدداً من المنازل لتنفذ مجزرة بحق 130 شخصاً من المدنيين العزل معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، حيث قام شبيحة النظام المجرم بذبح الأطفال بالسكاكين واقتلاع حناجرهم التي نادوا بها بإسقاط النظام في الصباح، كما وجد بعض الشهداء وقد قضوا رمياً بالرصاص بالإضافة إلى تهشيم رؤوس عدد من الشهداء ليفتدي شبيحة النظام رئيسهم المجرم بسيل من دماء أطفال الحولة ونسائها، وليؤكدوا للعالم أجمع بأن مصطلح البربرية قد بات شيئاً من الماضي وأن المصطلح الجديد للإجرام والوحشية في هذا العصر هو "الأسدية"، نعم فلقد قتل الأطفال وقطعت حناجرهم بطريقة أسدية بحتة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً في الوحشية والحقد والإجرام وهكذا نام الشبيح الأكبر "بشار الأسد" ليلته على أنغام سكاكين شبيحته وهي تقطع أعناق أطفال الحولة راوياً ظمأه للدماء ومشبعاً غريزته الوحشية في القتل والتنكيل.
ما قبل المجزرة
تعرضت مدينة الحولة منذ صباح يوم الجمعة 25 أيار 2012 لقصف عنيف من قبل العصابات الأسدية وقد تركز القصف حينها على قريتي تلدو والطيبة وقد وجه نشطاء الثورة السورية آنذاك نداءات استغاثة للمنظمات الدولية من أجل وقف القصف، ولكن دون جدوى كما أن فرقة المراقبين الدوليين التي كانت موجودة في المنطقة حينها كانت قد غادرت المدينة منذ الصباح بحجة أن النظام الأسدي لا يستطيع حمايتهم خلال الاشتباكات الدائرة في المنطقة، حيث كان يتواجد في تلك الفترة حوالي 300 مراقب دولي برئاسة روبرت مود من أجل تنفيذ الهدنة المتفق عليها حينها، ولكن فرقة المراقبين انسحبت من المدينة بحجة القصف دون أن تحاول إجبار النظام على وقفه ولو لساعة واحدة وقبيل المجزرة بساعات قليلة أعاد ناشطوا مدينة حمص الاتصال بلجنة المراقبين الدوليين لتحذيرهم من هجوم وشيك يستهدف المدنيين في الحولة، فكان جواب اللجنة بأنها لا تستطيع التحرك ليلاً، لتترك المجال مفتوحاً أمام وحوش الأسد لتنفيذ مجزرتهم بكل هدوء ودون وجود أي شيء يعكر صفو إجرامهم وحقدهم.
ردود فعل دولية
تباينت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالمجزرة ولا سيما بعد أن حملت لجنة المراقبين الدوليين النظام الأسدي مسؤولية المجزرة، فكانت جميع الإدانات والتصريحات الإعلامية الصادرة عن مسؤولين عرب وغربيين تصف إجرام ووحشية النظام الأسدي وتبعها طرد سفراء النظام من عدة دول منها ضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها.
في حين قام أبناء الحولة بدفن شهدائهم في مقابر جماعية وعلى مرأى العالم أجمع دون أن ينال المجرم عقابه أو يصدر أي تحرك دولي على أرض الواقع ضده وهكذا يستمر الأمر حتى بعد عامين من المجزرة، ولا يزال السفاح متربعاً على عرش الوحشية ولا يزال يضيف المزيد من المجازر في سجله الأسود بشكل يومي دون رقيب أو حسيب على أفعاله.
ذاكرة الحولة
أضاف أبناء الحولة إلى ذاكرتهم ذكرى مجزرة يندى لها جبين الإنسانية ويؤكدون اليوم أنهم رغم الحصار والقصف والقتل اليومي الذي تتعرض له المدينة إلا أنهم لم ولن ينسوا ما فعل أعداء الإنسانية بأطفالهم في الخامس والعشرين من أيار عام 2012، وأنهم سيستمرون في نضالهم ضد القتلة حتى تحقيق النصر وتقديمهم إلى محكمة عادلة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم في مدينة الحولة وفي كل شبر من أرض سوريا الحبيبة وهو أقل شيء يمكن أن يقدمه أهل سوريا لشهدائهم الذين رسموا طريق النصر بدمائهم الطاهرة.
عمر الأتاسي –زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية