بدأت الاتهامات تسيطر على الموقف في حلب، التي تشهد في هذه اللحظات أعنف المعارك وأشدها بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام مدعومة من ميلشيات طائفية عديدة.
ففي معركة سجن حلب المركزي التي بدأت مع ساعات الفجر الأولى ليلة أمس استخدم فيها النظام كل أنواع السلاح الثقيل، حيث أمطر سماء حلب بعدد كبير من البراميل المتفجرة على مساحة لا تتجاوز الواحد كيلو متر، خلال ساعات قليلة، في محاولة لقطع طريق إمداد رئيسي يعتمد عليه الثوار هناك، في هذه الأثناء حدث ما لم يتوقع في حلب على وجه الخصوص، فالتقارير الأولية تشير الى انسحاب فصيل مقاتل من موقعه دون تلقي أوامر عسكرية أو حتى الرجوع إلى قيادة غرفة عمليات "أهل الشام"، كما يفترض الحال، وكان لانسحاب هذا الفصيل، كما رأى مراقبون عسكريون على الأرض، كان له كبير الأثر في تراجع الموقف لصالح قوات النظام التي خسرت رغم فداحة القصف وترهل سلاح المعارضة، خسرت أكثر من 100 عنصر من ميلشيا لواء القدس المشارك في عملية فك الحصار عن السجن، وحسب مصادر محسوبة على الجيش النظامي، فقد سقط في البدء مئات الجرحى والقتلى في صفوف النظام وكانت المعركة لصالح الثوار الذين أبدوا شجاعة منقطعة النظير في الدفاع.
لتنقلب الصورة بعد مضي عشر ساعات على بدء المعركة، وتبدأ أجواء التخوين تلوث الأجواء بين الثوار، فقد ذكر قائد عسكري مرابط في "حندرات" من الجهة الغربية لمنطقة السجن المحاصر، ذكر أنهم كقيادة فعلوا ما في وسعهم على الإطلاق، وأن التراجع يتحمله فصيل آخر غيرهم انسحب دون معرفة السبب. ونفى أن تكون جبهة النصرة قد تراجعت عن قصد نحو الوراء تاركة فراغا في مواقعها، فالقصف كان عنيفا جدا، متحدثا عن لحظات حرجة للغاية عاشتها الكتائب الإسلامية ليلة معركة السجن، وصلت إلى درجة الإضراب عن الطعام على مدى يومين كاملين تحت القصف، فأين العالم من كل هذا، أين هيئة الأركان وغيرها، على حد قوله.
وتحدث ناشطون عن انسحاب مفاجئ لعناصر جيش المجاهدين تحديدا دون تبادل التهم والشتائم كما روجت بعض الصفحات، ليرمي هذا الفصيل الأخير المسؤولية فيما جرى ليلة أمس على فصيل آخر سبق واعتمد عليه في معارك حاسمة ومصيرية وكان موقفه الانسحاب دون الحاجة إلى ذلك.
يذكر أن قيادات حلب العسكرية ترابط الآن على جبهة حندرات ولم تترك غرفة العمليات منذ أكثر من أسبوع ووصفت الوضع قبل قليل بالمقبول حتى الآن، داعية إلى وقف حد لكل ما يجري في غرفة عمليات "أهل الشام" بضرورة لملمة الصف في هذا الظرف التاريخي من عمر الثورة، كما دعت نشطاء الثورة لعدم بث الشائعات عن احتمال تحول حلب إلى حمص ثانية، فالمدينة تخضع لظرف دولي إقليمي مختلف تماما بحسب وصفهم.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية