بعد أشهر طويلة من التفاوض تم إجراء عملية تبادل قضت بإخراج عدد من جنود النظام الأسرى لدى ثوار الغوطة، مقابل إطلاق النظام أسرة مؤلفة من أب وأم، وطفلين لم تتعد أعمارهما 3 سنوات!
وشملت قائمة الأسرى المفرج عنهم من الثوار 7 عسكريين، منهم الملازم أول غدير اليوسف، والرقيب أول حسين قطريب من السلمية، فضلا عن 5 آخرين.
ويعد الملازم "اليوسف" الرقم الصعب في صفقة التبادل من وجهة نظر النظام، فهو ابن ضابط علوي يعمل في القصر الجمهوري، ومن عائلة ثرية، وقد حاول ذووه إخراجه مرات عديدة عارضين على الثوار مبالغ مالية، لكن الثوار رفضوا وأصروا أن يكون إطلاقه مرتبطا بالإفراج عن معتقلين لدى النظام.
وقد تم أسر "اليوسف" أثناء عملية تحرير فوج النقل في منطقة الشيفونية بغوطة دمشق، على أيدي جيش الإسلام قبل أكثر من سنة ونصف.
وفي تصريح لـ"زمان الوصل" قال "أبو صبحي طه" قائد لواء شهداء دوما، الذي أتم صفقة التبادل مع النظام إن تعامل الأسرى داخل سجون الثوار في الغوطة كان إنسانيا بل وراقيا، كما توضح صور الأسرى الذين أطلقهم الثوار، وهم من مختلف الطوائف (علوي، إسماعيلي، درزي، مسيحي)، وقد تم أسرهم أثناء في الميدان وأثناء الاشتباكات.
وأوضح "طه" بالمقابل أن معاملة النظام للمعتقلين الذين أفرج عنهم لم تكن إنسانية أبدا، فقد تعرضوا للتعذيب والإهانة، كما عرف عن تعامل النظام مع المعتقلين، وكما استبان جميع من رأى الأسرة المعتقلة بعيد تحريرها.
وأكد "طه" أن الوحشية التي عامل ويعامل بها النظام معتقلينا، لن تدفعنا لمعاملة أسرى النظام بنفس معاملته لأسرانا، مضيفا: نحن لدينا قيم ومبادئ ودين يمنعنا من معاملة الأسير بهذا الشكل، ولو كان يقاتلنا.
وأبان "طه" أن سجن التوبة مليء بأسرى علويين ومن طوائف أخرى، وأن معاملة الأسرى في السجن تتم عبر الالتزام بالحقوق والكرامة، انطلاقا من شرع الإسلام.
وقد تم إطلاق عساكر النظام، مقابل إفراج الأخير عن أسرة مكونة من أب (محمد مرجان) وأم (هبة سريول) وطفليهما اللذين لم يبلغا 3 سنوات بعد.
وعلق أحد القادة المشرفيين على عملية التبادل قائلا لـ"زمان الوصل": إنه لعار عظيم على النظام أن يحتجز نساء وأطفالا بريئين، ثم يفاوض عليهم لإخراج ضباطه الذين أجرموا بحق الشعب السوري.

زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية