ظهرت الفجوة الواسعة بين أداء الثوار على الأرض والمعارضة السياسية منذ بدايات الثورة السورية، غير أن الأدهى والأمرّ بالنسبة للسوريين هو توسع تلك الفجوة بدلا من ردمها بعد تضحيات وأثمان لم تدفعها ثورة في العصر الحديث.
وما موقف الائتلاف السوري المعارض من هدنة حمص إلا دليل على تلك الفجوة، حيث لم يظهر أي دور يذكر للائتلاف أو الحكومة المؤقتة إلا بمعالجة النتائج بعيداً عن الأسباب، واقتصر ذلك الدور ببيان يحدد موقف الائتلاف من الهدنة، إضافة إلى حديث عن تخصيص مبلغ للمقاتلين والمدنيين الخارجين من الحصار.
ويضاف إلى ذلك بعض الاتهامات أو وجهات نظر لدى بعض أعضاء الائتلاف فهمها البعض الآخر على أنها اتهامات، على غرار ما حدث بين عضو اللجنة القانونية في الائتلاف مروان حجو الرفاعي، وثلاثة من أعضاء وفد الائتلاف في مفاوضات جنيف هم أنس العبده وسهير الأتاسي ونورا الأمير.
وعرض الناصر رسالة الرفاعي موضوع "الاتهام" والتي تنص على مايلي: "لست على علم إن كان اتفاق الانسحاب وتسليم حمص سيتم بسلاسة كما تسعى عصابات النظام وإيران أم سيكون هناك للمعترضين من الثوار على الاستسلام والتسليم شأن آخر ...
المهم بالنسبة لجماعة جنيف 2 وبالأخص الست سهير والست نورا والسيد أنس العبده طمنونا هل أثمرت نتائج مفاوضاتكم وتم شرعنة تسليم حمص على أياديكم لإيران وشبيحة النظام، يا من كنتم تفاوضون حينها باسم حمص وشرعنتم مع الأمم المتحده التهجير والاستسلام مقابل لقمة الطعام بدل من أن يتم فك الحصار وعودة الأهالي واللاجئين ....التاريخ لن ينسى ..
وكان العبده ذكر في شكوى للهيئة طلب خلالها التحقيق مع الرفاعي قائلا "يبدو لي أن البعض بات يستسهل الاتهامات والتخوين بحق زملائه. لست معنيا بالرد على هذا البهتان. كما أطالب قيادة الائتلاف بتشكيل لجنة تحقيق للنظر في هذه الاتهامات ومحاولات التخوين واتخاذ الإجراءات اللازمة وعرضها على الهيئة العامة."
وكان جواب الرفاعي على العبده بمايلي:
"إن من لايريد أن يتحمل مسؤولية ما قام به تجاه المحاصرين في حمص ومن تكلم باسمهم أثناء فترة التفاوض في جنيف2 يعتبر نفسه الآن ضحية، ولايرى ما آلت إليه الأمور من شرعنة للتهجير..
وعلى هامش المطالبات بالتحقيق الأولى أن يتم التحقيق بمن كان طرفا مفاوضا وساهم بشرعنة التهجير بدلا من فك الحصار...
وكشف الرفاعي أنه أثناء مفاوضات مؤتمر جنيف2 أرسل رسالة للائتلاف وللوفد المفاوض بالإضافة إلى رسائل لاحقة حول حمص وما يخطط له النظام وتشرعنه الأمم المتحده من تهجير أهالي حمص القديمة بعد أن عجز النظام عن ذلك.
كما حصلت "زمان الوصل" على عدة رسائل للرفاعي موجهة لزملائه في الائتلاف حول ما رافق محادثات جنيف من هجمات شرسة للنظام، خاصة على حلب، يحذر فيها من خطة النظام في المصالحات والهدن بعد فرض الحصار لهذه الغاية وغيرها من الغايات كتجنيب النظام إحراج فرض "الممرات الإنسانية" لإيصال الإغاثة من قبل المجتمع الدولي في مناطق نجح فيها بعقد هدن ومصالحات.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية