تضاربت الأنباء يوم أمس الثلاثاء، حول مجريات الأحداث التي تدور على أشدها في الجزء الشمالي الشرقي من مدينة حلب، والذي يشهد اشتعالاً عنيفاً إلى جهة ضغط قوات النظام على جبهة "الشيخ نجار" في محاولة ليست الأولى لشق طريق واصل بين المناطق التي يسيطر عليها الآن والمتاخمة للمدينة الصناعية وبين السجن المركزي المحاصر منذ أكثر من عام ونصف.
وتبدو العمليات العسكرية الآن هناك أكثر اضطراباً من ذي قبل بالتزامن مع القصف العنيف الذي تقوم به الطائرات، أمرٌ يعطي أنباء غير دقيقة، بسبب تبدل المواقع والتقدم والتراجع على مدار الساعة.
المصادر متضاربة بخصوص أنباء سيطرة النظام على الطريق الواصل إلى السجن المركزي، فبعض الصفحات الإخبارية المحسوبة على المعارضة أكدت خبر وصول مجموعة استطلاع إلى السجن، فيما ذهبت أخرى للقول إن الجيش يبعد 500 متر فقط عن السجن، إلا أن المصادر الميدانية (المتضاربة أيضاً) أكد معظمها لـ "زمان الوصل" أن الخبر عار عن الصحة، وأن ما حدث روتيني في الاشتباكات العسكرية (كر وفر) ولم يصل أي جندي من قوات النظام إلى السجن (على الأقل حتى لحظة تحرير الخبر).
إلى ذلك أكد مصدر ميداني موثوق لـ "زمان الوصل" أن قوات النظام استطاعت يوم أمس السيطرة على نقاط جديدة، والوصول إلى أطراف "قوس الصناعة" منذرة بخطر قادم على المدينة خاصة بعد السيطرة على تلة "حيلان" المطلة على السجن.
وأضاف المصدر أن تعزيزات عسكرية بعشرين سيارة من تلة الشيخ يوسف مدعومة بغطاء جوي وصلت ضمن نية النظام التقدم باتجاه السجن المركزي.
وتسعى قوات النظام ومنذ أكثر من ستة أشهر إلى مد نفوذها عبر الجناح الشرقي الريفي لحلب والذي ابتدأ منذ أن سيطرت على مدينة السفيرة، واستمر صعودها شمالاً لتسيطر على اللواء 80 والنقارين وصولاً إلى تخوم المدينة الصناعية، ومنطقة "هنانو" من الشرق، ومن البديهي أن تدرك الفصائل المقاتلة هناك أن وصول النظام مناطق سيطرته مع السجن المركزي يعني ضمناً قطع طريق إمداد المدينة الوحيد بالريف الشمالي والذي يمر من مخيم "حندرات".
ميدانياً، واصل الطيران الحربي قصفه للأحياء الشرقية لمدينة حلب، وشهد حي "الأرض الحمرا" استشهاد المعمرة "عيوش حميد اليوسف" والتي تبلغ من العمر 100 عام، نتيجة سقوط برميل متفجر على الحي.
وذكر الناشط "عقيل حسين" على صفحته على "فيس بوك" إن الجدة "عيوش" هي "الأكبر سناً على الإطلاق في سوريا".
وبالتزامن مع ذلك شهد حي الأشرفية سقوط صاروخ أرض -أرض ألحق دماراً هائلاً في المنازل، دون ورود أنباء عن شهداء أو جرحى.
وتركز أغلب القصف أمس في الريف الشمالي، حيث قام الطيران الحربي بقصف بلدات ووقرى حلب، كمدينة مارع بصاروخ أرض -أرض أدى إلى استشهاد 14 شخصا، وفي معارة الأرتيق استشهد 8 أشخاص جراء القصف بالطيران، الذي استهدف أيضاً الطريق الواصل بين مدينة تل رفعت ومارع وطال سيارات الدفاع المدني المتوجهة إلى المنطقة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية