كنا نظن أن الدنيا قد تغيرت . وأن ماجرى في ظلمة الليل في حماه لن يتكرر بفعل النور الأعلامي وبفضل تطور العقل الأجرامي .
كنا نظن أننا شعب مثل كل الشعوب لنا آمالنا وآلامنا ولنا تطلعاتنا لمستقبل أفضل لنا ولأجيالنا . كنا نظن أن ساعة الحريه قد اقتربت وأن ساعة الظلم قد اقترب انتهائها .
لم يخطر ببالنا يوما أننا لانساوي قيمة الطلقة اللتي نموت فيها . صدقنا لعبة الأمم وعناوينها البراقة . أفهمونا أنك عندما لاتقتل أو تعذب أو تعتقل أو تُهان هذه هي قمة حقوقك . أما حقك في الحياه والتعلم والرعاية الصحية والحريه الفكريه فهذا كله عبارة عن ترف فكري لاعلاقة لنا به .
كنا نظن أن الدكتاتور إذا حاول مجرد محاولة لقتل أو تدمير بلده وشعبه سيجد العالم كله يضرب على يديه . كنا نظن أننا بالعولمة أصبحنا مثل بقية العالم . لم يخطر ببالنا أننا سنتشرد ونقتل ونعتقل بالملايين .
لم يخطر ببالنا أننا سنتحول لشعب كله عاهات مستديمة . كنا نتطلع لتنمية أقتصاديه غير استيراد مصانع صناعة الأطراف الصناعيه .
كل هذا وأكثر حصل للشعب السوري لأنه لم يفهم أنه كغثاء البحر لاقيمة له . ولأنه لم يفهم الدرس الذي لقنه لنا النظام من 50 سنه بالخنوع والذل .
وبعد كل هذا يتم تلميع المجرم لتوليه الرئاسة حقبة أخرى . وليقف على قمة جبل قاسيون ويقول للعالم . أنا من غير الأسطورة أن الشعوب لاتقهر .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية