اختار حسين العلي، المنشق عن نظام الأسد بعد خدمة قاربت 29 سنة، أن يكتب عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومن خيمته في الزعتري، مخاطبا وحيده داعيا له بالشهادة بما فيها من لوعة الأب وبجانبه زوجه حين يتخذون قرار الدعوة لوحيدهم، سيما أن القوانين السورية كانت تعفي الوحيد لأسرته من الخدمة العسكرية.
وقال العلي في رسالته نظرا لصعوبة التواصل المباشر هاتفيا: "ولدي أحمد أنت الآن ترفع من مقامك عند الواحد الأحد الفرد الصمد أتمني من الله، وراجيا ربي أن يطعمك الشهاده في سبيله ودفاعا عن بناتنا في أرض سوريا وانتقامنا من أعداء الله".
وأشار الأب في حديثه لـ"زمان الوصل": نعم اتخذت دعوتي لأشجع الأهل على الصمود بوجه حلفاء الأسد واحتلالهم لوطن اسمه سوريا ولعل في رسالتي أيضا تحفيزا لشباب الزعتري ممن اختاروا المكوث بعيدا عن الأرض التي عاشوا فيها وثاروا لأجلها".
وتبرز بين سطور الرسالة لوعات الأب حين يعترف بخذلان القريب والبعيد وجور الدهر على السوريين فهو غير القادر على حمل إناء أو سلاح لأمراض إصابته يقدم وحيده وهو الأحوج إليه في هذا العمر.
"صحيح أنك وحيدي ومعيلي في آخر أيامي ولكنني أريدك أن تفوز بالآخره لا بهذه الدنيا الفانيه، وها أنا أكتب لك هذه الكلمات وأمك بجانبي وأختك سماح جانبي ولك ثلاث أخوات غير سماح، فأرجو الله عز وجل أن تلحق بابن عمك الشهيد علي تقبله الله عنده".
ويستذكر الأب شهادة ابن أخيه قبل رسالته مخبرا ولده بذلك وطالبا منه المواجهة بشجاعة الرجال قائلا:"يا ولدي لا تكن ضعيفا في طلب الشهادة أنا وأمك وإخواتك ندعو الله عز وجل أن تكون شهيد".
وفي إشارة لا تخلو من تذكير الشباب بواجبهم يضيف: "لا تكن مثلي أو مثل الشباب الذين هربوا وتركوا أرض سوريا للطغاة".
وفي تحفيز مضاعف يستذكر الأب زوجه بجانبه ليؤكد الطلب الجماعي بنيل الشهادة: "وهذه أمك تقول قبلي يا رب ارزق ولدي الشهاده في سبيلك ودفاعا عن عرضنا وأرضنا".
وفي إجابته على سؤال "زمان الوصل" قال العلي:" ابني مع المئات من شباب سوريا يرابطون في تلال القنيطرة يواجهون البراميل المتفجرة بمزيد من الإصرار على حياة سوريا للسوريين، مضيفا وهل تعتقد أنه أمر سهل أن يوصي أب أو أم ابنها بطلب الشهادة، سيما وأن دماء ابن أخي علي لم تجفِ بعد، كتبت كلماتي ودموعنا تنهمر نريد لأرضنا أن تعود لنا ولأهلنا أن يعودوا إلى سوريا وليس هناك خيارات سوى بمزيد من التضحيات التي يصنعها أبناؤنا".
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية