أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يوميات معتقلة بزنازين الأسد: 350 امرأة في سجن عدرا بانتظار صفقة تبادل

رويدا: المعتقلة التي لا تملك النقود غالباً تنام جائعة

أكثر من عشرة أشهر من الاعتقال قضتها الصحفية الدمشقية رويدا كنعان، قبل أن يدرج اسمها ضمن صفقة تبادل جرت في شهر آذار/ مارس من العام الحالي، حين خرجت مع عشرات المعتقلات السوريات بموجب الصفقة التي قضت بأن يفرج النظام السوري عن 153 سجينة، مقابل الإفراج عن راهبات دير مار تقلا بمعلولا، بعد وساطة قطرية استغرقت أشهراً.

تروي كنعان لـ " زمان الوصل " قصة معاناتها مع الاعتقال، حيث بدأت حين أوقف حاجز لقوات النظام السيارة التي كانت تستقلها خلال توجها إلى إحدى مدن الريف الدمشقي، واعتقالها بعد أن وجدوا بحوزتها "بطاقة صحفية" وتم نقلها فيما بعد إلى فرع المخابرات الجوية بدمشق، المكان الذي تلقّت فيه أسوأ أنواع التعذيب والإهانة طوال فترة اعتقالها حسب تعبيرها.

وتضيف رويدا، "تم نقلي بعد خمسة أيام إلى فرع التحقيق بالمزة، وتم إجباري على فتح حسابات التواصل الخاص بي على شبكة الإنترنت، وقراءة كافة المراسلات التي جرت بيني وبين الجهة الإعلامية التي أعمل لديها، ناهيك عن صور الإيصالات التي كنت أرسلها عبر البريد الإلكتروني للجهات التي تكفل الايتام "أبناء الشهداء" بغرض توثيقها لديهم، كوني وسيطة بين الجهة الداعمة وأسر بعض شهداء ريف دمشق".

وأوضحت كنعان إلى أن الفرع نسب إليها عدة تهم بناء على المعلومات التي عثر عليها في حساباتها من بينها تهمة إعداد تقارير تهدف للإساءة للجيش وتحسين صورة المسلحين، إضافة إلى تهمة تمويل الإرهاب والترويج له، علماً أن كافة التقارير الإذاعية التي كانت قد أعدتها تعنى بالأوضاع الإنسانية والاجتماعية للسكان، على حد تعبيرها.

ولفتت رويدة إلى أن عدد المعتقلات في الزنزانة التي كانت فيها بفرع المخابرات الجوية في المزة كان آنذاك يترواح بين 15 إلى 25 معتقلة، من بينهن نساء تجاوزن سن الستين، وأشارت إلى وجود رضيعين وطفلة اعتقلوا مع أمهاتهم، وقدرت إجمالي عدد الفتيات اللواتي كن في الفرع حينها بحوالي ستين معتقلة، إلا أن أعداد المعتقلات في سجن عدرا "جناح الإرهاب" أكثر بكثير، حيث أكدت وجود خمس زنزانات مخصصة للنساء في كل زنزانة يوجد اكثر من 20 معتقلة في الجناح المذكور فقط، لافتة إلى أن الأعداد تصل إلى أكثر من ذلك بكثير تم توزيعهن على الأجنحة الأخرى. 

وقالت كنعان إن النقود هي التي تحدد طبيعة الحياة التي تعيشها المعتقلة في سجن عدرا المركزي، لدرجة أن المعتقلة التي لا تملك النقود غالباً تنام جائعة حسب تعبيرها، في إشارة منها إلى سوء المعاملة التي تتلقاها المعتقلات اللواتي حرمن من زيارة ذويهن لأسباب عديدة أبرزها الأوضاع الأمنية في المحافظات والمدن السورية في ظل الثورة والحملة العسكرية، إضافة إلى أن وجود بعض السجينات اللواتي لا يعلم ذويهن بوجودهن في السجن بسبب انقطاع الاتصالات والنزوح.

وعبرت عن استيائها الشديد من المعاملة التي تتلقاها المعتقلات في سجن عدرا المركزي، متسائلة فيما إذا كان السجن المدني قد تحول إلى فرع أمني.

وتروي قصصاً عن ضباط لن تنسى ضربهم وإهانتهم للمعتقلات داخل السجن، مؤكدة إلى أن العنف ضد السجينات يزداد يوماً بعد يوم حسب مشاهداتها في آخر أيام اعتقالها قبل أن يتم إخلاء سبيلها وفق صفقة الراهبات.

ولفتت إلى أن أعداد المعتقلات في سجن عدرا المركزي ازداد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة من اعتقالها، حيث وصل العدد إلى اكثر من 350 معتقلة، مشيرة إلى أن النظام لن يخلي سبيل معظمهن إلا ضمن صفقة مبادلة مع الثوار.

وكشفت أن النظام كان قد بدأ فعلاً بإعداد الطابق السفلي من سجن عدرا وتجهيزه ليستوعب أعداد المعتقلات اللواتي تتزايد يوماً بعد يوم.

وتوضح رويدة أنها كانت تتوقع خروجها ضمن صفقة تبادل، ولكن لم تكن تتوقع أن تكون راهبات دير معلولا طرف آخر في الصفقة، مؤكدة أنها قابلتهن في منطقة المصنع قرب الحدود السورية اللبنانية، حيث ظهرن بصحة جيدة ومظهر لائق على عكس الحال الذي كانت عليه هي ورفاقها عليه، بعد أن تم نقلها و22 معتقلة أخرى وشابين بعد منتصف ليل العاشر من شهر آذار/ مارس الماضي من سجن عدرا المركزي إلى فرع الأمن السياسي ومنه إلى منطقة المصنع حيث جرت المبادلة.

أحمد بريمو - زمان الوصل - خاص
(129)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي