أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هكذا ينظر لاجئو حمص إلى مدينتهم بعد انسحاب الثوار

الثوار إلى شمال حمص

منذ انسحاب الدفعة الأخيرة من الثوار من أرض حمص المحاصرة ظهيرة يوم الجمفة الفائت/9 /5/ والحمصيون الذين هجرهم النظام الأسدي قسرا كغيرهم من أشقائهم السوريين إلى الأردن وغيرها من البلدان، يعيشون حالة من الترقب والانتظار لما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية والحياتية في مدينتهم التي أنهكتها الحرب والدمار..والأمر الذي أجج مشاعر الشوق والحنين لمدينتهم العدية هو رؤيتهم على شاشة تلفزيون النظام لمن تبقى من أهل مدينتهم وأهلهم وأقاربهم وجيرانهم يتجولون في وسط حمص وداخل أحيائها القديمة التي دمرها نظام "المقاومة والممانعة" وهؤلاء الحمصيون آثروا البقاء في الأحياء الحمصية التي تخضع لسيطرة النظام، رغم ما عانوه على مدى أكثر من عامين من الويل والثبور وعظائم الأمور من قوات النظام من قصف واعتقال وتضييق لم يسلم منه أحد.

ولا يخفي الكثير من الحمصيين اللاجئين في الأردن رغبتهم بالعودة إلى بيوتهم وأحيائهم التي ولدوا فيها وترعرعوا في ربوعها ولكن ما باليد حيلة، فما يحصل في حمص حتى الآن لا يعدو عن كونه لعبة خبيثة من النظام يهدف من خلالها تمرير مسرحية الانتخابات المزعومة كما يقول إياد الذي يحمل شهادة في الهندسة المعمارية ويعمل في الأردن محاسبا لدى أحد محلات الألبسة. ويضيف إياد: ما إن ينتهي النظام من مهزلة الانتخابات ويعطي انطباعا للرأي العام الدولي أن الحياة قي حمص عادت إلى طبيعتها حتى يعيد سيرته الأولى في قمع أهل المدينة الأصليين بل وحتى إجبارهم على ترك مدينتهم نهائيا لينفذ مخططه بإقامة دويلته الطائفية على أرضها.

أما أبو يامن، فيبدو أكثر تحمسا بالعودة إلى حمص بعد اتفاق الهدنة مع أنه، كما يقول، من المستحيل على عاقل أن يصدق ما يقوله النظام عن مصالحات بين أبناء الوطن، وهو الذي عمل جاهدا عبر سياساته الطائفية الممنهجة والمتعمدة على إذكاء روح الانقسام والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد.

ويستطرد أبو يامن الذي استأجر منذ عامين محلا في أحد أحياء عمان يبيع فيه الحلويات السورية: على الرغم من إيماننا المطلق بأن ما فعله بشار وما يزال بشعبنا وبوطننا من قتل وتدمير وتشريد ..إلا أنه لايوجد أمامنا خيار آخر سوى العودة إلى حمص، وهذا القرار قد أتخذه خلال الشهرين القادمين ريثما تعود الحياة إلى طبيعتها المعتادة رويدا رويدا..فحمص، كما يقول، بحاجة في مثل هذه الظروف إلى جميع أبنائها. للحيلولة دون تنفييذ مخطط النظام المفضوح بالاستلاء عليها وتفريغها من سكانها الحمامصة.

وتبدو أم عادل وهي مديرة مدرسة كانت على رأس عملها عندما بدأ نظام الأسد بقصف أحياء حمص القديمة ثم انشقت لاحقا..تبدو قي حيرة من أمرها، فإذا عادت إلى حمص في مثل هذه الظروف فمن يضمن لها ألا تتعرض للاعتقال والتنكيل بها وبأولادها، وهي التي دمر النظام بيتها المكون من طابقين هو ثمرة عملها لسنوات طويلة كمعلمة في أحد الدول الخليجية. وتختم أم عادل حديثها قائلة: أنا من جهتي لن أعود إلى حمص إلا بعد سقوط النظام وكما يقول مثلنا الشعبي "اللي بيجرب مجرب بيكون عقله مخرب".. فالنظام لا يمكن لعاقل أن يثق به أو أن يصدق نواياه الخبيثة وما سماحه بإدخال أهل حمص لتفقد بيوتهم إلا مسرحية سمجة يقصد من خلالها أن يعطي صورة إيجابية عن وجهه القبيح أمام الرأي العام العالمي.

وتبدو النقاشات المطروحة بين الحمصيين تأخذ حتى الآن طابع العاطفة الجياشة المفعمة بالشوق والحنين إلى مدينتهم أم الحجار السود.. خاصة مع تيقن الكثيرين منهم بأن هذه الكارثة التي حلت بمدينتهم وبوطنهم سوريا لا تبدو نهايتها في القريب العاجل، وبات من الطبيعي أن تسمع السوريين يرددون عبارة 'شغلتنا مطولة" مع تخاذل المجتمع الدولي عن حل قضيتهم التي، كما يقول الكثيرون منهم، هي قضية شعب أبى ويأبى أن يعود إلى حياة الذل والعبودية كما كان الوضع قبل 15 /3/ 2011 مع أن الكثيرين منهم ليسوا متأكدين ما إذا كانوا سيعودون إلى عاصمة ثورتهم في القريب العاجل أم لا.....!؟

مأمون أبو محمد - زمان الوصل - خاص
(118)    هل أعجبتك المقالة (118)

واحد سوري

2014-05-18

الله ينتقم منك يابشار كوهين حافظ .... ..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي