انقلب سحر آلة الإعلام الأسدي على ساحره فما روجه طيلة سنوات الثورة عن تدميره لأنفاق المسلحين من حمص إلى ريف دمشق إلى حلب انقلبت غضبا عليه، فباتت حقيقة تقض مضاجعه وتأتي أُكلها بعد أن ضاق ثوار سوريا ذرعا بمساعدات "غير فتاكة" من الأصدقاء الداعمين.
وتتوالى حرب الأنفاق في المدن السورية بدءا من الشمال، فتعبر وسط البلاد ولا تنتهي بجنوبها محرزة تقدما ملحوظا وإصرارا من كتائب الجيش الحر على المضي في قولها الفصل بإسقاط النظام وآلته العسكرية.
وفيما تنجح كتائب الثوار في حفر وإنشاء أنفاق عديدة وطويلة تمتد لمئات الأمتار وتحصد نتائجها بالقضاء على مجموعات أمنية ومواقع لنظام الأسد، فإن آلته الإعلامية وحلفاءه يتحدثون عن اكتشافات مذهلة لأنفاق تصل داخل دمشق وهو ما سيعزز الخوف بين عناصره وقواته والتي باتت لا تعرف ماهية الأرض التي تقف عليها إلا بعد فوات الأوان.
ويرى الصحفي محمد الحمادي:"ثمة خوف، نعم، لم يكن سوري بوارد ما يحصل لولا تقاعس أصدقائنا الكثر بلا طائل، حرب فوق الأرض السورية، وأخرى تحتها أمام انسداد الأفق, لكن هذا خيار المضي في النصر, وهي تجربة مذهلة تفاجئ أي متابع لواقع مجريات الثورة السورية, أنفاق تصنع بحيطة وسرية تامة تواجه آلة النظام وحلفاءه وطيرانهم, لكن أجزم أن النتيجة المرجوة لا تكون بضربة هنا وأخرى هناك الجميع ينتظر الخلاص نبحث عن خبر النفق الأهم للخلاص من الطاغية".
وبالرغم من الحديث المموج حول قدرات استخبارات جيش النظام السوري وأجهزة الرصد التابعة له وعملها على مدار الساعة لتحديد المواقع والأنفاق في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية واشتباكات عنيفة، إلا أن تتالي عمليات الأنفاق مؤخرا وانتقالها من الشمال مرورا بوسط البلاد وليس انتهاء بجنوبها يؤكد فشل النظام الذريع في إحراز ما هو أكثر من ثرثرة إعلامية تقول بعض المصادر الإعلامية المؤيدة لنظام دمشق إنه حصل مؤخراً على أجهزة رصد تستشعر الحركة تحت الأرض لكن بأعداد قليلة غير كافية لتغطية جميع المناطق المحتملة وهو ما يرفضه العديد من المتابعين نظرا لتسارع عمليات الأنفاق وأيضا كثرة الداعمين له.
ويشير الحمادي إلى أن مقولة "الدبور مقابل الخلد" باتت مكررة كثيرا على ألسنة قادة في الجيش الحر في إشارة لأهمية حرب الأنفاق الدائرة بين مقاتلي الجيش الحر والمقاتلات التي تغير على كل هدف ومرئي فوق الأرض.. وليس تحتها".
ونفى ادعاءات إعلام النظام حول مقدرة حزب الله وخبرته في هذا النوع من الحروب، إذا كانت لديه الخبرة فكيف لم يوقف أيا من العمليات التي استهدفته وقواته والنظام السوري طيلة الأشهر الماضية؟؟.
وتصل أطوال بعض الأنفاق التي يعمد مقاتلو الجيش الحر وكتائبه لحفرها لأكثر من 2 كيلو متر في بعض الأحيان بحسب أحد المقاتلين الذي رفض مزيدا من التفاصيل نظرا لسرية المعلومات التي يبحث عنها النظام وحلفاؤه.
لكنه أضاف:" المفاجآت قادمة ومن كنا نعتقد بأنهم لا يعملون في المواجهة اليومية مع قوات الأسد كانت سواعدهم تحضر لهذه الأنفاق، إنها السواعد فقط، تضيء عتمة الطريق، فليس لدينا أية وسائل أخرى، ولا تعمل أية آليات، لأنها ستكون مكشوفة سلفا لقوات النظام".
وكانت الأيام السابقة قد سجلت عمليات نوعية لكتائب الجيش الحر عبر الأنفاق كان آخرها عملية استهدفت المؤسسة الاستهلاكية بدرعا، فكشفت أمام الحر خيارات التقدم والرصد لما كان يعيق حركته باعبتار المؤسسة كانت حصنا منيعا والأعلى في أبنية درعا تحت سيطرة قوات الأسد، فيما شهد وادي الضيف بإدلب وحواجز في مدينة حماة عمليات مماثلة استهدفت قوات الأسد.
محمد عويد - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية