كتائب الجيش "الباسل" للتعفيش في حمص.. من شبّ على شيء شاب عليه!

غالباً ما يشعر النقيب بعقدة النقص في ما يسمى الجيش العربي السوري لأنه يقف في الوسط مابين الرتب المتدنية وما دون الرتب التي تعتبر عليا، قد يفسر ذلك سلوكيات النقباء ممن رأينا صورهم على صفحات "فيسبوك" وهم ينهبون اسطوانات الغاز وغيرها من الأدوات المنزلية من البيوت التي تركها محاصرو حمص القديمة، ومثلما فعل جيش النظام عشية انسحابه من لبنان فعل في بيوت السوريين بعد أن دمرها بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة وقام جيش (الخلاص) كما سماه بعض الناشطين بتعفيش جرار الغاز والحنفيات وأسلاك الكهرباء في الجدران لا بل قام بفك مصاعد الأبنية (الأسانسيرات) لبيعها كقطع حديدية بالكيلو، وأشار الناشطون إلى أن عملا بهذا المستوى يحتاج إلى شبكة منظمة يديرها ضباط برتب عالية يفرغون الجنود من القطع العسكرية للقيام بها ويشغلونهم ويسخرون آليات الجيش لها ثم ينسقون عمليات البيع والتسويق مع المافيات وتجار الحروب وبهذه الصورة –حسب وصف الناشطين- يكتمل مشهد أكبر عملية نهب في التاريخ الحديث يسرق فيها جيش وطني بلده مدفوعاً برغبة في الانتقام من أبناء المدن والحضارة واستباحة ممتلكاتهم وأرزاقهم، وبذلك استطاع النظام السوري تدمير المؤسسة العسكرية وتحويلها إلى مؤسسة طائفية استشرى فيها الفساد كما يقول "علي أكرم".

يروي "علي النعيمي" الذي كان طالب ضابط في المدرسة الفنية الجوية بحلب إنه اجتمع بدورة ضباط مهندسين قادمين بعد تخرجهم من بلغاريا للخدمة في سلاح الجو وكانوا يضعون على أكتافهم رتبة ملازم أول  وهو وزملاؤه كانوا مهندسين برتبة طالب ضابط. 

وأضاف أنهم كانوا أصغر عمراً منا نحن الذين نؤدي الخدمة الإلزامية، وكنا نحاول التودد إليهم ولكننا صُدمنا بالمستوى الأخلاقي المتدني عندما كانوا يسرقون طعامنا من على طاولات الندوة حيث كانوا يتناولون وجباتهم قبلنا بحكم رتبتهم الأعلى.

وتابع النعيمي: كانوا لا يشعرون بالخجل منا ونحن نراهم يسرقون برتقالة أو رغيف خبز أو قطعة لحمة من مخصصاتنا المتواضعة والموزعة على طاولة سيتشارك عليها ثمانية منا مع أن طاولاتهم تكون عادة عامرة بالطعام والفواكه وبمخصصات أفضل نوعية وكمية.

وأردف إنه عندما تحدثنا إليهم كانوا لا يعرفون اللغة البلغارية ولا يعرفون من الهندسة شيئاً فكيف بالهندسة العسكرية. كانوا شخصيات تافهة همها السطو على ما يملكه الآخرون، وبكل وضاعة نفس.

ويعتبر النعيمي أن هذا الجيش الذي يضم ضباطاً بهذه الأخلاق الوضيعة إضافة لما يملكه من خبرات السطو والتشبيح مدة 29 سنة في لبنان ويعيش على "خوات" المجندين -الجزية الإجبارية- ليس جيشاً يحمي وطناً ولا شعباً، هو مجموعات مرتزقة تتحول لعصابات قتل وتشبيح، و"من شب على شيء شاب عليه".

حفلت صفحات "فيسبوك" التي نشرت صور ضباط وهم يسرقون اسطوانات الغاز خلال الأيام الماضية بالكثير من التعليقات الحادة بخصوص هذه الظاهرة، حيث كتبت د. سناء الملا معلقة بسخرية على إحدى الصور: (الجيش العربي السوري الباسل –كتيبة الهندسة– تقوم بتفكيك بيوت الإرهابيين في حمص.

وعلق"سعد سعد" (بهدلنا هذا النقيب درس بأكاديمية الأسد للسرقات العسكرية ومع ذلك نسي يقطع الساعة والخرطوم يا حيف على 5 سنين دراسة وخبرة 10 سسنين تشبيح ).

وعقّب "عماد الخطيب": (جيشنا الباسل تمرن مليح على التعفيش في لبنان). وتعليقاً على تصريح وزير دفاع النظام الذي قال إن إنجازات الجيش السوري ستدرس في العلوم العسكرية والإستراتيجية، نشر ناشطون صورة لأحد الجنود وهو يحمل بيده اليمنى جرة غاز ويحمل على كتفه كيسا مليئا بالأحذية.

ونشر آخرون صورة هازئة تحمل شعار ما سمي بالجيش العربي السوري وقد وضع في منتصفها صورة جرة غاز وفوقها سيفان ووضع لجرة الغاز جناحان بدل النسر وكتبوا تحتها (وطن -عفش –غسالات).

وعلقت الصحفية المعارضة إيمان الجابر بأسلوب مؤثر قائلة: (هتاف مستعمل بحالة جيدة للتعفيش، واحد واحد واحد الشعب السوري واحد).