أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نشطاء أكراد يعلنون تضامنهم مع حمص: النظام استلم دمارها ولم يقبض روحها والثورة مستمرة

حمص القديمة - وكالات

"في فيلم (300) رمى الإسبارطي رمحه على ملك فارس، فأصابه بخدش وبعدها انتهى الفيلم، هذا بالضبط ما رأيته في عيون ثوار حمص وهم يغادرون مناطقهم"، بهذه الكلمات يصف الحقوقي الكردي سامي أبو زيد خروج أبطال حمص كما يصفهم من مدينتهم بعد تطبيق بنود الهدنة مع النظام السوري، ويضيف: "النظام استلم دمار حمص ولم يقبض روحها، وروحها باقية في عيون أبطالها وأطفالها وهم سيعودون يوماً منتصرين والثورة مستمرة".

ويشير سامي إلى أنه عندما خرجت باصات النظام الخضراء تحت سواد الركام وبحراسة شبيحته علمت أنها جولة فارس وليس بكبوة حتى علمت حينها أنهم عائدون، وعودتهم هذه المرة ستكون كعودة النبي يوم فتح مكة بعد خروجهم قبلها بسنة كمعتمرين، منتقداً كل شخص جالس وراء "لابتوبه" الشخصي ولم يقدم شيئا لعاصمة الثورة حمص، ليستشهد بكلام أم آخر ملوك الأندلس لابنها عند سقوطها بيد الإسبان: "لا تبكِ كالنساء ملكا لم تستطع الحفاظ عليه كالرجال"، موجهاً الشكر لأهل حمص الذين "لا يريدون الرثاء الافتراضي".

من جانبه اعتبر الناشط الشاب شامل عيسى أن انتصار النظام ظاهري ومشبع بالفشل، حيث غاب النظام بشكل كامل عن المفاوضات التي جرت بين الروس والإيرانيين من جهة، والثوار داخل حمص من جهة أخرى وبإشراف مباشر من الأمم المتحدة، مؤكداً أن العملية حدثت تحت غطاء دولي، نافياً أن يطلق على عملية الهدنة وصف (سقوط أو استسلام)، واعتبر أن حديث الساروت واضح عندما قال "أخرجونا من حمص بعد سنتين ونصف وسوف نحارب لسنتين ونصف أخريين لنعود لحمص".

بدوره اعتبر عضو تنسيقية "مشعل تمو" الناشط وائل علي أن اتفاق حمص ناتج عن تخاذل المعارضة مع الثوار بالداخل، وهو مشروع لبدء عملية تقسيم سوريا برعاية أمريكا، مشيرا إلى أن هناك "سايكس بيكو" جديدا على الأبواب.

ولم تخفِ الحقوقية الكردية سميرة أحمو تشاؤمها من الحدث قائلة: "استسلام مقود الثورة في معركة وسباق ثورجي لا مثيل له على الساحة السورية، دليل إحباط وتخاذل أو لربما خسارة مبطنة ركيزتها الأساسية إن الثورة لم تعد ثورة بل جثة يمثل بها".

*حامي إسرائيل والأقليات
فيما اعتبر الصحفي الكردي محي الدين عيسو أن عملية انسحاب المقاتلين من حمص أمر عادي جداً لعدة أسباب لخصها عيسو بأن النظام هو حامي اسرائيل وحامي "الأقليات" بحسب العرف الدولي، ومن مصلحة الغرب استمرار الأسد في الحكم، بالإضافة إلى تستر المعارضة على داعش وجبهة النصرة، وامتلاك النظام جيشا من الإعلاميين المروجين لسياسته في الغرب، بينما المعارضة كانت تطرد صحفي بمجرد الاختلاف في الرأي، لتعين الأميين في المواقع الإعلامية، مشيراً إلى إن معارضة الداخل لا تزال تخاف من شرطي مرور في رابع سنوات الثورة.

ويقول الصحفي الكردي المقيم في مدينة عين العرب (كوباني) فرهاد حمي لـ"زمان الوصل": "من المجحف أن نبالغ في سقوط عاصمة الثورة السورية ولو أنها قد تحمل دلالات رمزية عميقة في ذاكرة جمهور الثورة منذ انطلاقتها، اليوم نحن أحوج في بلادنا إلى أن نحافظ على الأفراد والجماعات، فلم يعد البحث عن المبررات والمسببات يجدي نفعاً، فما جرى في الأحياء القديمة كان حتمياً بسبب فقدان الشروط الذاتية والموضوعية الخاصة في المضي قدماً بغرض تحقيق النصر العسكري أو البقاء والصمود والحفاظ على المكان الجغرافي".

ويضيف "قد يلوح في الأفق أن المراهنة العسكرية في هكذا الظروف ستجعل تلك المناطق الثائرة تتضرع جوعاً وتئن تحت وطأة الحصار، وفي نهاية المطاف سنشهد تطورات مماثلة في عموم البلاد".

وتم يوم الأربعاء الماضي تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة القاضي بخروجهم من أحياء وسط مدينة حمص، على أن يتجه المقاتلون شمالاً إلى تلبيسة والدارة الكبيرة، وهما معقلان للمعارضة في الريف الشمالي لحمص، على بعد نحو 8 كلم من المدينة، لبحث بعض الأمور اللوجستية، ومنها "اختيار الطريق المناسب وتفكيك الألغام ووجود نقاط تفتيش وتأمين وصول الناس واختيار الأطراف المشاركة في مكان الانطلاق والوصول".

زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي