أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سر "الدراغونوف"... "الموت قنصا" مسلسل سوري دخل عامه الرابع

قناص في حلب - وكالات

قد يكون أحد أسوأ الكوابيس في حرب المدن هو القناص، فقناص واحد متمرس ومحترف قد يكون قادرا على إبادة سرية (حوالي 100 جندي) من المشاة قليلة التدريب والخبرة في حرب المدن.

هذا ما قررته معارك المدن الدامية خلال الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت تبلور مفهوم ما يعرف بسلاح القنص أو القناصين، ليكون إحدى الركائز الأساسية لذلك النوع من المعارك.

بنادق القنص ظهرت قبل ذلك بكثير، لكنها أصبحت شيئا روتينيا بل أساسيا من أساسيات الجيوش الحديثة، وشهدت تطورا هائلا في التجهيزات والتكتيكات والتدريبات، التي يتلقاها العناصر المنوط بهم هذا الدور، فالقناص ليس فقط شخصا يصوب بدقة، ويمتلك بندقية بمنظار، بل هو شخص يتوجب عليه إدراك العديد من المعارف، أساسها الرماية ومبادئها وأدق تقنياتها، وصولا إلى مهارات التمويه والتخفي والتنقل المستور، ليكون الدور الأساسي له هو القتل، وبخاصة الأفراد المهمين كالضباط مثلا، وليس (القتال) بمفهوم جندي المشاة العادي.

عادة ما يختار القناص موقعا حاكما، ويستخدمه لإطلاق النار مستفيدا من تفوق سلاحه في المدى والدقة، وقدرته على تمييز أهدفه بحكم وجود منظار في بندقيته، وعموما لا يعمل القناصون منفردين بل في جماعة من قناص ومرافق، يجهز كل واحد منهما عادة بتجهيزات تؤهله للقيام بمهامه.

"لا بد أنه إيراني" يقول رجل عجوز إنه يطلق النار على كل شيء يتحرك, حتى القطط والكلاب الشاردة يطلق عليها، لم يسلم أحد من شره...القناص الذي قبله كان سورياً, لم يكن يطلق النار دائما حتى أنه كان أحيانا لا يصيب أهدافه...كلمات بسيطة قالها رجل عجوز لخصت فهما عميقا للأمور.

الجيش السوري هو جيش شرقي بامتياز, ورث لعقود عقيدة القتال السوفيتية المعتمدة على الكثافة العددية، مهتما بالكم دون النوع حيث يتلقى الجنود في الكثير من الوحدات تدريبا منخفض السوية, و بالأخص في كثير من الاختصاصات الحساسة ومن بينها سلاح القنص، حيث يعتبر سلاح القنص أحد اختصاصات سلاح المشاة في الجيش السوري، ويتم فرز قناص واحد لملاك كل سرية مشاة ميكانيكية (أحيانا لكل فصيلة), السلاح الأساسي للقنص هو بندقية الدراغونوف 7,62 x 54 سوفيتية الصنع.

عانى الجيش السوري الأمرّين في خلال احتلاله للبنان, من القناصين (حزب الكتائب خصوصا) الذين أردوا الكثير من الجنود السوريين، الذين لم يتعلموا كيف يتعاملون مع القناصين، ومع ذلك لم يهتم الجيش السوري إطلاقا بهذا الأمر، ولم يطور منظومة تدريب للإجراءات المضادة للقناصين، شأن كل جيوش العالم المتقدمة.

القناص السوري متخلف
لأسباب كثيرة منها ما هو مرتبط بعدم جدية الجيش في التدريب، ومنها ما هو مخاوف أمنية أو حتى إحساس بعدم الحاجة، يعتبر الجيش السوري متخلفا في هذا المجال، فتدريبات (القنص) تقتصر في كثير من الأحيان، على تدريبات أساسية على بندقية الدراغونوف (إن وجدت)، في الوحدة العسكرية، فكثيرا ما يتهكم الجنود الذين يفترض أنهم قناصون، بالقول أنا قناص ولم أرَ بندقية القنص خلال خدمتي كلها، حتى أنهم كثيرا ما كانوا يكلفون بمهام أخرى، ويستلمون أنواعا أخرى من الأسلحة، كبندقية كلاشنكوف مثلا أو رشاش خفيف ب ك س، حتى أنه لا يوجد معيار واضح لاختيارهم، فقد يلاحظ ضابط ما أن رماية أحد الجنود جيدة، فيقول له (أنت أصبحت قناص السرية مثلا) 

ويتدرب القناصون في كثير من الأحيان على نفس نماذج الأهداف، التي يتمرن عليها الجنود العاديون وبنفس المفاهيم، والمتطلبات وكم الذخيرة وعدد جولات الرمي خلال الشهر.

حتى أن الجيش السوري لا يحتوي مدرسة للقنص والرماية، باعتبارها فرعا مستقلا عن باقي صنوف الأسلحة، بل يوجد نادي للرماية في إحدى ضواحي العاصمة دمشق، تقام فيه أحيانا بعض البطولات الرياضية المرتبطة بالرماية وركوب الخيل، وهو غير مؤهل أصلا ليكون مدرسة رماية عسكرية احترافية.

يختلف الوضع قليلا بالنسبة لوحدات مثل، الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والأفرع الأمنية، بحكم مستوى التسليح الأفضل والولاء الأعلى، فيتلقى الجنود مستوى أفضل قليلا من التدريب، ويستلمون بنادق دراغونوف ويرمون بها، ويتلقون تدريبات أساسية على القنص، ولكنها ليست بمستوى يؤهلهم لأن يتم تسميتهم قناصين محترفين، فالقناص ليس فقط شخصا يحسن الرماية، بل هو شخص يتلقى كمّا هائلا من التدريبات على الكثير من المعارف، ويعتبر فردا ثمينا في ملاك أي قطعة أو جيش.

عموما يعتمد الجيش السوري على غرائز الجندي، أكثر من تدريبه و هذا أمر ملاحظ في كل الجيوش الشرقية.

القنص أسلوب القمع الأول للثورة السورية
مع بداية الثورة، وأثناء المرحلة السلمية منها، لجأ النظام إلى القنص كأسلوب لمنع المظاهرات والاحتجاجات، فاستخدم عناصر الأمن أولا كقناصين، ثم امتد الأمر وتطور معه، ليضطر إلى زيادة استخدامه لهذا السلاح على نطاق واسع، وأصبحت إشارة انتبه قناص هي أحدث الدلالات الطرقية في شوارع سوريا، حيث استخدم القناصون لفرض حظر تجول، أو إغلاق شوارع ومحاور محددة، وذلك خصوصا أيام الجمع وكان بداية يكتفي بالقناصين السوريين، ولكن مع بداية العمل الثوري المسلح وانتشار المعارك، وخصوصا في المدن اضطر النظام للاعتماد وبشكل واسع على القناصين، مع عدم حصول تغيير حقيقي في مستوى تدريبهم، بل تصبح المعارك هي مدرستهم، وعندما انكشف ضعف القناصين السوريين، بدا باستخدام القناصين الإيرانيين، والذين يتلقون تدريبات أفضل ومستوى تسلح أفضل، ودموية أعلى وظهرت أسلحة قنص جديدة بداية بقناصات عيار 6 ملم، وصولا إلى قناصات 12,7 ملم، بعضها (نمساوي) وبعضها إيرانية الصنع (نسخ من قناصات أمريكية)، وقد غنم الجيش الحر عددا من هذه القناصات وتم استخدامها في دور مضاد للطائرات أيضا، وأسقطت أكثر من هيلوكوبتر باستخدامها.

ليتطور الأمر ويبدأ النظام باستقدام مرتزقة روس, ومن دول آسيا الوسطى، كونهم يتلقون تدريبات قنص رفيعة المستوى، ويمكن شراء خدماتهم بمبالغ معقولة ولا شيء يردعهم عن القتل، ولعل أشهر قناص هي القناصة الروسية في برج (7 نيسان في الزبلطاني)، وصولا إلى تدريب مجندات من جيش الدفاع الوطني على أعمال القنص بحكم افتراض أنهن سيكنّ في مأمن من الهجوم عليهن بشكل مباشر، (وهذا افتراض أخرق).

يتطور الأمر في سوريا وتصبح مناطق كاملة من بعض المدن ساحة حرب قناصين، وتصبح المناطق معروفة بنقاط تمركز القناصين الموجودين فيها، وتتطور أساليب وتكتيكات النظام وخبرة عناصره نتيجة للتدريب الذي يتلقونه، سواء من الإيرانيين أو الروس أو بنتيجة الخبرة المكتسبة خلال المعارك التي دخلت عامها الثالث.

حتى الجيش الحر استفاد من الخبرة المكتسبة في معارك المدن وطوّر الأسلحة التي يمتلكها ليصنع أكبر قناصة في العالم عيار 23 ملم, وتتشكل سرايا مختصة بالقنص داخل بعض الألوية.

قناصو الثورة
قد تكون التنظيمات الجهادية هي الأكثر خبرة في مجال القنص في سوريا بحكم الخبرة الطويلة في هذا المجال والمكتسبة عر سنين من القتال ضد عدد من الجيوش النظامي، أما بالنسبة لتنظيم "ب. ك. ك" حيث تعتبر بندقية القنص سلاح أساسيا ضمن معدات أفراده، بحكم طبيعة الهجمات التي قام بها، خلال عقود من معاداته لتركيا، وطبيعة الأراضي التي يعمل بها، والتي تتطلب توافر كم من القناصين المدربين.

لا يوجد إحصائية لعدد القتلى بسبب القنص في سوريا لكنها تعتبر أحد أسباب الوفاة الرئيسية، وبالأخص في المدن.

الجدير بالذكر هو استهداف القناصين للمدنيين بشكل أكبر من عناصر الجيش الحر واستغلال حاجة الناس لاتباع بعض الطرق لاستهدافهم.

أسماء قناصي "شبيحة الدفاع الوطني" في اللاذقية بقبضة "زمان الوصل"
2014-04-03
تتابع "زمان الوصل" اختراقاتها للمنظومة الأمنية والعسكرية لنظام الأسد بحصولها على وثيقة تكشف أسماء عناصر سرية القناصات ضمن ما يسمى "جيش الدفاع الوطني" في اللاذقية أو "الشبيحة" بحسب وصف الناشطين. وتكتسب الوثيقة...     التفاصيل ..

بعد قرابة سنة.. مجاهدو جوبر ينتقمون لانتهاك عرض سورية بنسف مبنيين كاملين
2014-04-02
بعد مرور سنة تقريبا، ثأرت جبهة الأصالة والتنمية لامرأة سورية تعرضت للاغتصاب على يد شبيحة النظام، وألقيت عارية على الطريق العام قرب حي جوبر الدمشقي، حيث استشهد حينها عدد من الثوار الذين هبوا ( اضغط هنا) لمحاولة...     التفاصيل ..

داني مراد - زمان الوصل - خاص
(410)    هل أعجبتك المقالة (195)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي