أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حزب الجمهورية بداية مبشرة؟... عمر حداد*

أمل الاستقلال كان حاضراً في ذكرى الاستقلال وروح سوريا كانت تطوف في اسطنبول في السابع عشر من نيسان. أيام من  العمل الجاد والإصرار على النجاح سبقتها شهور من التحضير والعمل ... ربما من المرات القليلة في مسيرة الثورة السورية يغيب شعور تضخم الأنا وتظهر روح الجماعة، غاب ضجيج المزاودات لصالح الهدوء والتفكير العقلاني والعمل ، غاب المال السياسي الموبوء وحضرت روح المبادرة والتبرع من قبل الأعضاء، غاب الغرور، لم يكن الحاضرون مثاليين لكنهم حقيقيين وواقعيين ويحملون أملاً وهدفاً ويرسمون رؤية ، كنا سوريين حقاً. 

لماذا حزب الجمهورية و لماذا الآن وهل سيحقق حزب الجمهورية ما لم يحققه غيره من التيارات السياسية؟
ربما لا نبالغ إذا قلنا إن أكبر سلبياتنا في الثورة السورية حتى الآن هي الفوضى و تذبذب البوصلة، لذا يحاول الشباب في حزب الجمهورية تقديم نموذج من التنظيم في زمن الفوضى تخفيفاً من هدر الطاقات والاستفادة من العمل المشترك، ووضع بوصلة واضحة تحدد اتجاهات العمل وتستعيد أهداف الثورة في الحرية والكرامة وبناء دولة المواطنة وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، مدركين تماما أننا لسنا الوحيدين ولن نكون وحدنا قادرين على الوصول إلى أهداف بهذا المستوى، لكننا ندرك أيضا مدى طاقات السوريين وعظمتهم، ونطرح أنفسنا شركاء نعمل مع كل من يشاركنا الطموح والقناعات.

كانت البداية مبشرة، فمن المرات النادرة التي نتجاوز فيها القشور لصالح الجوهر  في كل النقاشات والحوارات، فلم يكن وصف الدولة مثلاً موقع صراع كما كان يحدث غالباً، بل كنا نحاول الغوص في ماهية الدولة وجوهرها، وإيماناً منا بأهميتها ودورها اخترنا اسم حزبنا "حزب الجمهورية" كاسم صريح يحمل دلالاته في المبنى والمعنى بلا صفات تختزل الموصوف وتشوهه ، ولم تكن العلمانية ايديولوجيا تبشر بدين جديد بل كانت مفهوماً علمياً حاضراً ومجسداً لسلوكيات الأعضاء في تعاطيهم بعضهم مع بعض من خلال تجاوز جميع الرواسب الايديولوجية والبحث عن المشتركات لبناء مؤسسة حديثة تحترم تميّز كل فرد من أفرادها وتعلو بعلوه، ويعمل كل عضو فيها لتكون المؤسسة هي الحاضن الجامع للمتمايزين، فلا يطغى الفرد على المؤسسة بل يزيد من ارتقائه بنجاحها وارتقائها.

أكثر ما كان يثقل عملنا جميعاً أننا لسنا في دمشق أو حلب أو درعا أو حمص  لكن حضور الشباب من الداخل كان يعزينا.

جمع مؤتمر حزب الجمهورية العديد من الشباب المتميزين بالمصداقية والواقعية والعطاء، بعيدين عن الابتزاز والمزاودة، مما ساعدنا على الخروج من استقطابات لا معنى لها من قبيل "داخل – خارج" ، "شباب – كبار" ... ليحل مكانها جدليات من نوع اخر "أهداف – إمكانات " و"فكر – واقع"  ..... ما جعل من حواراتنا وخلافاتنا علمية منطقية، ولتطغى روح التوافق من أجل الوصول إلى الأفضل في وثائقنا التي أعتقد أنها الأنضج بين كل ما تم إنجازه خلال مسيرة الثورة، ففي هذا الميدان كنا حريصين كل الحرص ألا يبنى الحزب استناداً إلى الشعارات، بل كان سعينا أن نصوغ مرجعية حقيقية لبناء حزب وطني يصلح أن يكون خطوة أولى في طريق بناء وطن.

اليوم وبعد الإعلان عن حزب الجمهورية و صدور البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي لم تعد هذه الوثائق التي ستنشر قريبا ملكاً حصرياً للمؤسسين بل أصبحت ملك السوريين، كل السوريين المدعوين لإغنائها ونقدها والاستفادة منها و تصويب أخطائها على المستويات كافة، ولنا جميعاً حق الحلم والطموح بجمهوريتنا السورية وعلينا واجب العمل.

*كاتب سوري
(154)    هل أعجبتك المقالة (151)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي