بداية وقبل التحدث عن تفاصيل هذه الخطة يجب أن لايغيب عن بالنا تفصيلاً صغيراً لم يلق َ اهتماماً اعلامياً في حينه .
وهي أنه يوم صدور القرار المشؤوم عن الحكومة الاحتيالية اللبنانية والقاضي بابعاد مسؤول أمن مطار بيروت الدولي واعتبار شبكة اتصالات حزب الله غير شرعية . أنه قد صدر بيان عما يسمى بمجالس الصحوة العراقية في نفس صبيحة الاعلان عن قرار الحكومة اللبنانية . وهذا البيان أذاعه المدعو ( ابو الريش ) المسؤول عما يسمى بمجالس الصحوة بأن هناك عملية استهدفت مركزاً للشرطة العراقية راح ضحيته عشرة عناصر وزعم البيان أن المنفذين قد قدموا من الأراضي السورية وانهم عرفوا من خلال لهجتهم السورية . ان هذا البيان كان من ضمن الخطة التي سنقرأها تالياً وغايته ارباك سوريا والهائها بخلاف مع العراق .
هنا لابد من الاشارة الى أمر مهم وهو الدليل الذي ساقه أبو الريش هذا وهو ( اللهجة السورية ) ولمن لا يعرف المنطقة التي زعم ابو الريش لأن المسلحين السوريين قد قدموا منها وهي
( البوكمال ) ولايعرف طبيعة السكان والمنطقة .. أن المنطقة ابتداء ً من دير الزور مروراً بالبوكمال ثم الحصيبة والقائم العراقية وصولاً الى عانه كلها ابناء عشائر واحدة تقريباً ونتحدى أبو الريش وأبوفروة وابو الشوك ..الخ ..أن يميز اللهجة وطبيعة السكان والأرض والسكن وكافة النشاطات الانسانية الأخرى , فكيف ميز اللهجة السورية عن العراقية هذا الأبو الريش ..؟ حتى أنه قد حدد المكان الذي دخلوا منها زاعماً أنه ( الباغوز وهي منطقة تقع بين أطراف مدينة البوكمال لجهة الشمال شرق وبين نهر الفرات ولايتجاوز عرضها أكثر من خمسمائة متر وربما أقل . ويمكن مراقبتها بسهولة وكشف ذبابة اذا مرت منها . والغريب انه لماذا في ذلك اليوم وتلك الساعات الخطرة على المنطقة ولبنان تحديداً تم الخروج بهذا الاتهام ..؟! هذا ماسنكتشفه لاحقاً .
وفيما يلي الخطة الأمريكية الاسرائيلية التي كشفها موقع الإنباء الألكتروني نقلاً عن مركز الشرق للبحوث والدراسات ..بقلم الكاتب والباحث سمير عبيد .
المرحلة الأولى:
كان هناك قرار بمباغتة سوريا وإيران وحزب الله والمعارضة اللبنانية بحصار بحري إلى لبنان، مع أنزال جوي في مطار بيروت واحتلاله، ونزول قوات خاصة وكوماندوز أميركي وغربي في الموانئ اللبنانية، مع تحليق كثيف جدا وليل نهار فوق سماء لبنان، ولمدة 73 ساعة مثلما حصل ضد العراق عام 1991 وتتم إبادة الأهداف المتحركة فورا، وإحراق وتدمير أي رادار يُشغل، وأي مدفع يطلق القذائف، وأي قاعدة للصواريخ تنطلق من قواعد حزب الله، وكان كل شيء بعلم قوة اليونفيل في لبنان، وبعلم إسرائيل، وحتى بعلم العماد ميشيل سليمان.
المرحلة الثانية :
هي المباشرة بالطريقة ( الهايتية) وهي إدخال الرئيس اللبناني الجديد نحو القصر بحراسة أميركية والاعتراف به أميركيا وغربيا وعربيا، مع بقاء فرقة أميركية خاصة لحراسة القصر الرئاسي ( قصر بعبدا)، وكذلك حراسة مقر الحكومة ( السراي الحكومي) من قبل القوات الأميركية والغربية الخاصة، والشروع بعزل مناطق حزب الله من جهة البحر والسماء والأرض ، ثم الشروع بالأرض المحروقة خطوة خطوة ، مع الحرب النفسية والابتزاز ضد حزب الله.
- المرحلة الثالثة:
من جهة الحدود السورية اللبنانية ..كان مقررا أن تُغلق من قبل قوات أوربية ومعها قوات اليونفيل بعد أن تقفز واجباتها نحو الفصل السابع،وهناك إتفاق ملحق بهذا الاتجاه، وهو موقع من جميع الأطراف، ومنذ أن تقرر إرسال قوات اليونفيل إلى لبنان، ولكن الأطراف أبقته سريا، وأن الحكومة اللبنانية والإسرائيلية تعرف بذلك، مع ترك فتحات من الجهة اللبنانية فقط ، وبإشراف قوات اليونفيل التي سيكون بينها مجموعات من المخابرات الأميركية والفرنسية والغربية لتفريغ السكان المدنيين والمقاتلين من درجات صغيرة نحو سوريا ،مع إلقاء القبض على القيادات الوسطية والكبيرة في حزب الله في حالة تسللها نحو سوريا.، ومع تحريك القرارات الدولية ضد سوريا من أجل أن تكون داخل علبة الكبريت!.
أما المرحلة الرابعة :
من الناحية الدبلوماسية، فلقد كان هناك قرارا جاهزا لدى الحكومة اللبنانية ( حكومة السنيورة) وهو قطع العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وإيران ، ومطالبة الفريق الدبلوماسي الإيراني بالمغادرة،وغلق السفارة الإيرانية ، يتبعه سيناريو يتشابه مع سيناريو قصف السفارة الصينية في بلغراد أبان الحرب ضد يوغسلافيا، أي يتم قصف السفارة الإيرانية على أنه قصفا بالخطأ ،والهدف هو التدخل نحوها لمعرفة ما يدور ومادار في قبوها وفي ردهاتها السرية من قبل مجموعات المخابرات الأميركية والغربية والتي ستدخل مع فرق الإنقاذ والإطفاء اللبنانية ، والعبث بأرشيفها .
وهناك معلومة أيضا بأن هناك مجموعات مواليه للنائب سمير جعجع كانت جاهزة للاستيلاء على السفارة الإيرانية ، وعلى نفس الطريقة التي استولت بها بعض المجموعات الإيرانية ( الطلبة) على السفارة الأميركية في طهران عام 1979.
المعلومات المتوفرة لدينا بأن هناك مصدر عسكري رفيع في الجيش اللبناني هو الذي سرب الخطة إلى حزب الله وباتفاق مع مصدر من الأكثرية اللبنانية رفض احتلال لبنان من قبل أميركا والغرب وتحويلها إلى قاعدة أميركية دائمة ، وبالفعل أوصل حزب الله المعلومة إلى إيران ، وقد قرر حزب الله الشروع بخطة الاستيلاء على المطار، والاندفاع صوب بيروت الغربية ، ومن هناك الاقتراب نحو المدن الساحلية.
وبذلك فشل المشروع الأميركي الإسرائيلي الغربي والمسنود من بعض الأنظمة العربية ،وصدق الجنرال الإسرائيلي ( زائيفي) عندما قال ( ما عملنا عليه بثلاث سنوات سقط بليلة واحدة).
وبذلك أنقذ حزب الله والسيد نصر الله لبنان والمنطقة من مخطط جهنمي ومعقد، وأنقذ لبنان من أن يحولها الجيش الأميركي إلى خارطة من الشوارع الممنوعة، والأماكن المسيجّة بالأسلاك والجدران، وأنقذها من مشروع التقسيم والتفتيت والكانتونات الطائفية والمذهبية والحزبية، وأنقذها من الأحلام التي كان يحملها البعض إلى لبنان والمجتمع اللبناني بأن يجعله بلدا للرقص والردح وعلب الليل فقط .
وبنفس الوقت أنقذ المنطقة من كارثة القواعد الأميركية الدائمة، وأنقذ سوريا من خطر محدق، وبنفس الوقت سدد ضربة قوية للمشاريع الاستعمارية الأميركية في المنطقة!.
لهذا علينا الفخر وليس الضجر!.
ولنعلّق الخلافات السياسية والمذهبية والعقائدية من أجل أهداف سامية وعليا تهم الأمة والمجتمعات العربية والإسلامية، فليس لدينا إلا حزب الله والمقاومة العراقية والفلسطينية والصومالية وغيرها ،فهي مقاومات مشروعة ضد الظلم والعدوان والاحتلال ، والواجب على الجميع دعمها مع محاصرة الخلايا والمنظمات الإرهابية والمجرمة ،والتي هي من صنع دوائر أميركية وغربية، وبعض الدوائر العربية التي تدور في الفلك الأميركي.
فمزيدا من الانتباه كي لا نقع بالأخطاء... وكي لا نكون فريسة للإعلام العربي الممول أميركا!!!.
- هذه هي حقيقة الحكومة اللبنانية الاحتيالية التي جاءت الى السلطة على أكتاف انقلاب اسرائيلي كان بيانه الأول هو عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري . ومع ذلك يزعجهم اتهامهم بالخيانة والعمالة ومعهم بعض الأنظمة .
فهل علمت قواعد وعناصر مايسمى بتيار المستقبل المغرر بهم ومعهم بقية المغرر بهم من تيارات مايسمى الموالاة في لبنان ويعودوا الى رشدهم بعيداً عن هذه القيادات الخائنة والمرتبطة بأمريكا ولم تعد تخفي تحالفها مع اسرائيل وإن كل مايصدر عنها الآن حول الدستور والشرعية ليس أكثر من الاستمرار في الخداع والتضليل . فإلى متى يستمر البعض بالانخداع بالفتنة الطائفية والمذهبية ولايستفيقوا على أنه ليست هناك أية أية خلافات مذهبية وطائفية وان أساس الخلاف ونهايته هو خلاف بين مشروعين أحدهما خائن وعميل واداة للمخطط الأمريصهيوني والآخر وطني مقاوم في لبنان وفلسطين والعراق وان المشروعين يضمان من كافة الأطياف والمذاهب , والخيانة ليس لها مذهب أودين .
17 أيار 2008
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية