الشبيحة يكملون سياسة الأرض المحروقة والمسروقة في حمص ورجال دين يخشون ويشكون "التعفيش"

شبيحان من الدفاع الوطني في حمص قرب حي الحميدية بعد انسحاب الثوار

ساعات قاسية عاشها آلاف الحمصيين على أعتاب أحيائهم التي كان يحاصرها النظام ومنع دخولهم إليها منذ أكثر من سنتين، انتظار طويل في ساحة المدينة -الساعة الجديدة– قضاها سكان الحميدية والخالدية وحمص القديمة وجورة الشياح بانتظار قدوم المحافظ، والسماح لهم بمعاينة بيوتهم ومحلاتهم ونقل ما لم يسرقه الشبيحة وعناصر ما يسمى بـ"جيش الدفاع الوطني" من المناطق التي انسحب منها ثوار المدينة ومدنيوها المحاصرون، بموجب اتفاق بين الطرفين.

وأخيرا وصل المحافظ "طلال البرازي" ليقف على أعتاب الساعة في محاولة لتنظيم دخول الآلاف التي لم تلقِ بالا لخطبته، بل دخلت مسرعة لتنفس هواء الساعة القديمة ومدخل شارع الحميدية، دخل الآلاف إلى الحميدية ومحيط السوق الأثري ولم يسمح لهم بالدخول إلى الأحياء القديمة ومنطقة الخالدية وجامع "سيدي خالد" بحجة العبوات المتفجرة التي زرعها "الإرهابيون والعصابات المسلحة"، رغم أن المنطقة وقعت تحت سيطرة النظام منذ4 أشهر.

ونقلت مصادر لـ"زمان الوصل" إن رجال دين طلبوا علنا من محافظ حمص دخول المدنيين إلى بيوتهم بأسرع ما يمكن خوفاً من السرقة و"التعفيش".

وحسب شهادات ممن دخل شارع الحميدية والسوق الأثري فقد قامت عناصر من الشبيحة وعلى مرأى الناس بسرقة مالم يتلفه القصف من محلات ومستودعات.

ولم يكتفِ الشبيحة بالسرقة، بل تعمدوا إشعال الحرائق بالسوق على مرأى ومسمع من رجال الجيش وعناصر الأمن المنتشرين. ونقل مصدر من الأهالي لـ"زمان الوصل" عن شقيقة له تسكن حي "باب هود" أنها ذهبت لتفقد ما سبق أن خبأت من مصاغ ذهبي يمثل "شقى العمر" بالنسبة لعائلتها، مؤكدا أنها وجدت ما خبأت كما هو في المنطقة التي كانت تخضع لسيطرة الجيش الحر. غير أن بيتها طاله دمار جزئي ناتج عن قصف قوات النظام.

وقال سكان من منطقة الحميدية –التي كانت واقعة تحت سيطرة مقاتلي الحر- في اتصال مع "زمان الوصل": بيوتنا لم تنهب ولم تسرق ومعظم محتويات البيوت والمحلات والكنائس لاتزال موجودة ولكن المنطقة تعاني دماراً كبيراً بسبب القصف.

وكان رجال دين مسيحيون قد اتهموا المعارضة المسلحة بنهب وإحراق كنيسة "سيدة السلام" و"دير الاباء اليسوعيين" على الشاشات الموالية للنظام السوري.

كما خاطبت إحدى السيدات من الطائفة المسيحية الشبيحة –ساخرة- الذين منعوها من دخول بيتها : .... "هلق عم تمنعونا؟ وين كنتوا وقت دخلوا المسلحين؟"
واختار معظم من دخل الأحياء البقاء رغم عدم وجود الماء والكهرباء خوفاً من سرقة ما لم يستطع الشبيحة تعفيشه خلال الأيام السابقة.



زمان الوصل
(187)    هل أعجبتك المقالة (185)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي