بعد أن دمر النظام السوري بيوت أهل حمص وسرق شبيحته محلاتهم وأملاكهم يعود إعلامه وبكل صفاقة ليجري لقاءات مع الأهالي في نفس الأحياء التي دمرها لكي يتكلموا عن إنجازات الجيش السوري.
فقد بث فريق عمل "سوريا للجميع" للرصد والترجمة شريط فيديو لمراسل القناة الأولى وهو يبحث عن مواطن بالسراج والفتيلة –كما يقال– ليتحدث على شاشة التلفزيون ويدعي المراسل في تقديمه أنه جاء ليرصد بشكل عفوي وحقيقي عودة المواطنين إلى حي الحميدية -منطقة الملجأ– التي يبدو الدمار فيها هائلاً والبيوت عبارة عن أكوام من الحجارة وبالقرب من سيارة محطمة وسط الساحة بدأ المذيع بالبحث عمن يتكلم دون جدوى حتى أنه راح يقوم بإشارة طقطقة من إصبعه في محاولة للفت المارة لإجراء لقاء، وتدور الكاميرا في كل الاتجاهات باحثة عن "نصف مواطن" يتحدث للمذيع دون جدوى مما يدفعه لأن يقول تحت الهواء وبصوت مسموع (ولا كلمة طالع معي ولا كلمة). ويقترب من أحد المواطنين دون أن يرينا وجهه محاولاً أن يستحثه للحديث، ولكنه يرفض أو يعتذر فيعود المذيع بخفي حنين، ثم يقترب من امرأة محجبة فيسألها حضرتك من سكان هذا الحي فتجيبه (لا والله جاي أتفرج) وعندما يسألها بارتباك (جاية تتتتعاطفي مع إخوتك السوريين) تشيح بوجهها عنه وتبدأ بموجة بكاء قائلة (معليش ما بدي أحكي).
ويقرر المذيع من تلقاء نفسه أن هذه مشاعر هذه المرأة هي مشاعر فرح بالعودة ومشاعر حزن على طريقة فيروز كما يبدو (يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً).
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية