أبدى أهالي نبل والزهراء الشيعيتين امتعاضا كبيرا من المساعدات التي أرسلها النظام إلى البلدتين الواقعتين في ريف حلب، والتي يروج بأنهما تقعان تحت حصار مطبق.
ورصدت " زمان الوصل" هذا الامتعاض من خلال التعليقات المبثوثة في صفحات البلدتين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال أحد المنشورات بالحرف الواحد: "نحن لا نريد مساعدات تحمل في داخلها الكذب والخداع والعار، وخلف هذه المساعدات تتم صفقة إعلامية من أكبر الصفقات التي عقدت، وإن كنتم تريدون حقاً مساعدتنا فأسرانا وأطفالنا ونساؤنا أولاً، إعلامنا السوري لأول مرة يذكرنا بخبر عاجل ألا وهو إدخال مساعدات ذل لنا ونحن محاصرين منذ عامين، أهالي نبل ترفض استقبال المساعدات قبل الإفراج عن المخطوفات والمخطوفين والقافلة تعود أدراجها باتجاه الزهراء".
وقال منشور آخر: "نحن لسنا بحاجة إبركم المخدرة لعقولنا، لسنا بحاجة علبة من التونا تسد رمقنا، لسنا بحاجة لعلبة الحليب لطفل تعود أن يشرب دمعته حفاظا على كرامته، لسنا بحاجة خداعكم، لسنا بحاجة أطعمتكم المعلبة... لسنا بحاجة سوى مخطوفينا وأسرانا".
وأكد خبر بثته شبكات الأخبار المختصة بمتابعة شؤون البلدتين أن الهالي في نبل والزهراء خرجوا بمظاهرة رافضين المساعدات، ما لم يتم الإفراج عن النساء و الأطفال المخطوفين، وكان من ضمن الشعارات التي رددوها: " "لامعونة ولاتموين، بدنا بس المخطوفين".
وتكشف مثل هذه المنشورات عن أمرين في غاية الأهمية، أولهما أكذوبة الحصار "اللاإنساني" الذي يفرضه الثوار على ميدنتي نبل والزهراء، وهو حصار غير واقع أصلا بشكله الذي يصوره النظام، إذ إن طرق الإمدادات لم تنقطع يوما عن البلدتين، سواء برا من خلال المناطق التي تسيطر عليها مليشيات كردية موالية للنظام أو جوا عبر نقل المساعدات بالمروحيات.
ولو كان هناك حصار مطبق ومميت كما في بعض مناطق جنوب دمشق وغوطتها أو حمص القديمة لما تردد أهل نبل والزهراء في الترحيب بالمساعدات خصوصا أنها تأتي من النظام الذي يؤيدنه ويضحون بأولادهم وأملاكهم في سبيله.
أما المر الآخر، فهو أن أهل البلدتين الشيعيتين اكتشفوا ورفضوا قبل غيرهم ألاعيب النظام، الذي أراد أن يستخدم ورقة المساعدات للتغطية بها على عجزه في إطلاق أسرى البلدتين، محاولا خداع من لا يعلم حققية الأوضاع المعيشية "المريحة" التي تعيشها البلدتان من جهة توفر معظم مستلزمات الحياة من ماء وطعام ودواء، حتى إن النظام وكل أعوانه لم يستطيعوا فبركة خبر واحد او صورة يتيمة عن شخص مات جوعا، كالذي حصل في جنوب دمشق وبعض مناطق غوطتها، وعلى وجه الخصوص مدينة المعضمية ومخيم اليرموك.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية