أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حزب الله: كيف يحاصر السنة ويراقب المسيحيين ويصنع أيامه المجيدة!

نصر الله أمين عام "حالش" - وكالات

حدثتني صحفية مسيحية تعيش في بيروت، أنهم اجتمعوا ذات مرة في أحد مطاعم بيروت، ثلة من قدامى مناهضي الوجود السوري في لبنان، ومن أنصار الثورة السورية اليوم. تحدثوا في السياسة والثقافة وفي ثورات الربيع العربي، وفي مشاركة حزب الله القذرة في قتل السوريين ومناصرة نظام الفساد والاستبداد وحكم العائلة الهمجي الذي استباح مقدرات سورية ولبنان ووزع الذل وامتهان الكرامة بالتساوي على ما كان يسميه (شعب واحد في بلدين) طيلة العقود الأربعة الماضية!

انفضت جلسة العشاء وتفرقوا... ليكتشفوا بعد ذلك أن في مطعهم الأثير الذي اعتادوا ارتياده في قلب بيروت بين الحين والآخر، نادل من حزب الله. كان يتجسس عليهم، ليكتب تقريره الأمني للحزب المقاوم... وأن عليهم ألا يعودوا إلى هذا المطعم مرة أخرى... أو لا يعودوا إلى الحديث في السياسة!

ذكرتني هذه الحادثة بما جرى لابنة سعد الله ونوس، المقيمة في بيروت، حين كانت تعلق على خبر مقتل طاقم تلفزيون (المنار) الشيعي، فما كان من سائق السيارة الذي ينتمي إلى حزب الله إلا أن تهجم عليها وشتهما بأقذع العبارات. وقد علق الكاتب يوسف بزي على هذه الحادثة، على صفحته في (فيسبوك) بالقول: "ما حدث لديما ونوس، هو المختصر المفيد في حالنا اللبنانية منذ العام 2005 مع حزب الله".

وقد ذكرتني هذه الحادثة وتلك، بـأحداث يوم (7 أيار) الأسود في بيروت، التي مرت ذكراها السادسة يوم أمس، وهي الأحداث التي جرت في المناطق السنية من العاصمة اللبنانية عام 2008 وفي بعض مناطق جبل لبنان، إثر صدور قراري مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله، وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير. الأمر الذي دفع حزب الله إلى استعمال القوة لردع الحكومة وإخافتها، عبر نزول عناصره المسلحين إلى الشوارع، والاعتداء على السنة ومملكاتهم في شارع الحمراء، كما اعتدوا على مقر تلفزيون (المستقبل) وحاولوا إحراقه، وعلى بعض المناطق الدرزية في جبل لبنان، وهو ما أجبر الحكومة حينها على سحب القرارين، ودفع الزعيم الدرزي وليد جبنلاط إلى التكويع مرة أخرى، تحت شعار (الحرص على مصلحة طائفته)، وتجميد عضويته في فريق الرابع عشر من آذار!

بعد الحادث بسنوات، لم يخجل حسن نصر الله، بلغته الخطابية الموتورة من اعتبار يوم السابع من أيار (يوماً مجيداً)... في حين لم يكن هذا (اليوم المجيد)، أكثر من عمل تشبيحي وهمجي سافر، دافع فيه الحزب عن باطل بباطل أكبر... فأي دولة تلك التي تقبل بأن تكون هناك شبكة اتصالات خاصة بحزب أو فصيل عسكري، وفيها وزارة اتصالات يجب أن تذهب ريع هذه الشبكة إلى خزينة الدولة عبرها، ويجب أن تخضع لقوانينها...؟! وأي حق في الاعتراض على إقالة موظف أمني، يصل إلى التهديد بإحراق البلد، وإشعال (فتنة طائفية)!

اعتبر يوم (7 أيار) أعنف تهديد للسلم الأهلي في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية في مطلع تسعينيات القرن العشرين، لكن مبدعي هذا (الحدث) لا يفتؤون يذكرون السوريين في خطاباتهم المعممة بعمامة ولاية الفقيه، بمخاطر الفتنة الطائفية... التي كان ذلك اليوم المشهود، وصمة عار، تشي بشهوة (حالش) العارمة لإتيانها!

لا أريد أن أسرد تاريخ حزب الله في لبنان بالعموم، منذ شكلته إيران كميلشيا عسكرية تأتمر بولاية الفقيه في ثمانينيات القرن العشرين، وتهدف أول ما تهدف إلى تأميم جبهة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان شيعياً، من أجل استكمال استعمالها لقضية فلسطين كقميص عثمان إيراني يحقق زعامتها الإسلامية المعادية في جوهرها للإسلام... لكنني أريد أن أركز على الخطر الذي ظل يتهدد شكل لبنان بوجود حزب الله... وهو خطر بدأ من تنفيذ الاغتيالات بعد خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005، وقبله عبر اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ولم يتوقف اليوم عبر تحول حزب الله ليس فقط إلى (دولة داخل الدولة) بل إلى جهاز أمني قمعي، هدفه مراقبة كل الطوائف اللبنانية، بما في ذلك تلك الحليفة لـ (حالش) في القذارة العسكرية ومباركة التبعية الإيرانية وإجرام الأسد في سورية!

لا تقتصر هذه المراقبة بالطبع، على دس نادل في مطعم، ولا على نشر سائقي التكسي للتجسس على الناس على طريقة مخابرات حافظ الأسد وابنه بشار من بعده، ولا على الإعلام، والصحافة، وحتى دور النشر، حيث تابعت في معرض أبوظبي للكتاب أخيراً، مندوب أحد دور النشر اللبنانية، وهو يعجز عن إخفاء امتعاضه من ذكر بني أمية، ثم عندما نسأله من أين هو من لبنان، يخفي هويته الشيعية، لكنه يعود ليكشفها، حين يأتي الحديث على سمير جعجع... بل يمتد هذا الأمر – وهو الأخطر طبعاً- إلى حصار حزب الله لكل التجمعات السنية في لبنان عسكرياً وأمنياً: من الطريق الجديدة في بيروت الغربية، إلى (عرمون والشويفات) في المتن الجنوبي، وصولاً إلى صيدا في الجنوب، وإقليم الخروب، وعرسال وعنجر، وإلى طرابلس في الشمال.

حكى لي زميل صحفي زار عرسال منذ شهرين، عن الحصار الخانق الذي يفرضه حزب الله على (عرسال)، عن الحاجز الطيار الذي انتصب أمامه فجأة، مجرد أن توقفت السيارة التي تقله على قارعة الطريق، عن تخفي حزب الله وراء اسم (الجيش اللبناني) الذي يسيطر (حالش) على مخابراته، مثلما يسيطر بشكل علني على مطار (الشهيد رفيق الحريري)، مراقبا حركة الدخول والخروج فوق سلطة الدولة اللبنانية، ومعتقلا ناشطين سوريين، وناثراً كلامه المستفز في ردهات المطار أمام السوريين القادمين او المغادرين: (الأسد بدو يبقى غضب عن راسكن كلكن!)

باختصار تحول لبنان الأخضر الحلو، إلى لبنان اللطميات والرايات الصفر، وإلى لبنان أعلام إيران وصور خامنئي في الضاحية وفي جنوب... وإلى لبنان (ثارات الحسين) و(لبيك يازينب). صار هدف (حالش) مراقبة كل اللبنانيين من كل الطوائف، ومكافحة أي نشاط حر لاينسجم مع سياسات إيران. صار لبنان الذي غدا فيه التنوع بلا حول ولا قوة، ولبنان (التكفيري) المهدد الذي تقول إحدى أغاني منشد (حالش) الطائفي عنه: (يا تكفيري مهما طال.. حزب الله فيه راسك يطال... ما تفكر أنو عرسال بيحمي وجودك أو الشمال)!

إنه لبنان الذي يرد الجميل للشعب السوري الذي استقبل أبناءه في سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، وفي حرب تموز 2006، بالذهاب بأسلحة (حالش) لقتل أبنائه دفاعاً عن نظام فاسد ومستبد؛ إنه لبنان الذي يمسك فيه حزب الله ونبيه بري بمفاتيح مجلس النواب، كي يعطل تشكيل حكومة يرأسها سني، أو رئيس جمهورية مسيحي لم يكن يرضى عنه نظام الأسد في وقت سابق!

إنه لبنان الذي يتمدد فيه الوجود الشيعي الإيراني (لا اللبناني) كي يقول لباقي مكوناته: عليكم أن تقبلوا بتشريع (حق) المقاومة لي في بيان الحكومة الوزاري بالحذاء وإلى الأبد، وعليكم أن تقبلوا بأن أخرق دون إذن أحد منكم، وثيقة الوفاق الوطني في بعبدا، التي أقرت بمبدأ النأي بالنفس تجاه ما يجري في سورية.. وأن تباركوا ذهاب مقاتلي إلى هناك لأداء واجبهم الجهادي... وعليكم أن تكونوا مسيحيين تابعين لي، وسنة محاصرين من قبلي، ودروزاً أقلبكم ذات اليمين وذات الشمال!

من كتاب "زمان الوصل" - خاص
(139)    هل أعجبتك المقالة (152)

Amr Arab

2014-05-09

لاتسألوا الطواغيت لماذا تجبروا، ولكن اسألوا العبيد لماذا خنعوا، نعم يا سادة لايمكن أن تسترد الكرامة والحقوق المسلوبة بشراء الفنادق في أوروبا أو الهرولة إلى الغرب لعقد جلسة نفاق في مجلس الأمن الدولي ، إنما تسترد بقوة السلاح. قادة السنة مشغولون بثرواتهم التي ورثوها دون تعب في الفنادق الخمس نجوم ويلاحقون الشباب الذين يريدون الجهاد والدفاع عن كرامة الأمة، بينما إيران وأذنابها تدفع المليارات لشبابها ليلتحقوا بكتائب قتل السنة. صبراً أيها النائمون فقريبا ستوقظكم رماح حزب الشيطان عندما تصل إلى فراشكم الوثير..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي