أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معتقل سابق يؤكد لـ "زمان الوصل" الإعدامات بحق معتقلي اعتصام ساعة حمص وجرافات دفنت الجثث في "المخابرات الجوية"

الصالح: النظام استخدم الجرافات لدفن الجثث

لم يكن المهندس عبد الكافي الصالح الذي درس المعلوماتية في فرنسا يتوقع أن يمضي أسابيع عدة في أقبية المخابرات الجوية في حمص بسبب فلاشة (ميموري) كان يخزن عليها بعض الفيديوهات والأغاني الثورية مع بداية الثورة السورية وقام بإتلافها على مرأى من ضابط أمن القطعة العسكرية التي كان يعمل فيها كموظف مدني بعد عودته من الإيفاد إلى فرنسا من قبل وزارة الدفاع أوائل العام 1990.

وكان تصرفه المتعمد هذا كفيلاً باعتقاله لمعرفة ما بداخل هذه الفلاشة ولماذا لجأ إلى إتلافها.

حول تفاصيل ما جرى وظروف اعتقاله في بداية الثورة يقول الصالح لـ"زمان الوصل": تم إيفادي إلى فرنسا على نفقة وزارة الدفاع أعوام 1986 –1990 حيث درست المعلوماتية في فرنسا، وبعد إنهاء دراستي عام 1990 التحقت بوظيفتي كمهندس مدني في القطاع العسكري، وكنت أذهب كالعادة إلى الدوام، ولكن مع بدء الثورة السورية تغيرت الأمور فأصبحت كل كلمة محسوبة، وكنت بطبيعتي لا أسكت عن الحق، وخاصة عندما كان بعض الضباط والموظفين في القطعة العسكرية يقولون إن المتظاهرين مأجورون فأرد عليهم أن من حق هذا الشعب المظلوم أن يرفع الظلم عن نفسه، ما دفع أحد المخبرين لرفع تقرير إلى المخابرات الجوية، وعندما استدعيت كانت بحوزتي "فلاشة" كمبيوتر تتضمن معلومات وكانت دائماً بجيبي، ولكن قررت في هذه اللحظة تحطيمها أمام ضابط أمن القطعة العسكرية التي كنت أعمل فيها، وفضّلت كسر الفلاشة على أن يروا ما بداخلها من مظاهرات وفيديوهات ثورية كنت أحمّلها من الإنترنت، ويستطرد الصالح: لقد كانت معظم مجريات التحقيق معي حول الفلاشة وما تحتويه، وكان همهم الوحيد معرفة ما كان بداخلها لأنني كنت موظفاً في مجال المعلوماتية في الجيش فخافوا من وجود معلومات عسكرية قد تهرّب إلى خارج القطعة العسكرية، وكنت في كل مرة أقول لهم إنها لا تحتوي سوى على برامج عادية وإنني كسرتها نتيجة حالة عصبية وحاولوا إصلاح الفلاشة ومن ثم استعادة المعلومات فلم يفلحوا، وهذا ما زاد حقدهم علي وغيظهم مني.

أصوات أولادي في السجن !
ويضيف الصالح: تم اعتقالي من تاريخ 30/3/2011 حتى 24/04/2011 أي مدة ستة وعشرين يوماً ذقت خلالها أقصى درجات التعذيب من الكهرباء إلى الإهانة النفسية وكان ضباط التحقيق يسألونني بصيغة الجمع: (من دفع لكم الأموال ومن كان يديركم وما علاقة الغرب والخ. وغالباً ما كانوا يهددونني باعتقال أولادي وزوجتي وأصبح لدي ما يشبه الهوس والخوف من ذلك وكثيراً ما كان يخيّل إليّ أني أسمع أصوات أولادي في السجن.

وحول الإجراءات الاحترازية التي كانت تتخذ حيال الموظفين المدنيين في القطعة التي خدم فيها وما طبيعة هذه الإجراءات يقول المهندس الصالح: بالطبع كانت هناك إجراءات مشددة وبخاصة على من كان يعمل في مجال المعلوماتية ومنها منع استخدام الهاتف الخليوي واصطحاب أية وسيطة تخزين خارجية مثل "الفلاشة" وهذا ما سبب لي المشاكل أثناء مدة اعتقالي ويردف الصالح إن هذه الإجراءات للمفارقة لم تكن تسري على الأجانب ممن كانوا يعملون كخبراء فالخبير الأجنبي هو المؤتمن على كل شيء وخاصة الروس والكوريين الشماليين.

مقبرة في باحة الفرع !
ويروي المهندس الصالح موقفاً مؤثراً عايشه خلال تجربة اعتقاله في أقبية المخابرات الجوية قائلاً:
هناك حادثة في غاية الأهمية في 18/4/2011 كنت شاهداً عليها إذ كان هناك اعتصام الساعة الجديدة ولم أكن أدري حينها مالذي يجري ولكن في ساعة متأخرة من ليلة 19/4/2011 سمعت أصوات تكبيرات من المساجد وأصوات تأتي من بعيد ولم أكن أفهم وقتها ماذا يحدث، وفي حوالي الساعة الثالثة صباحاً سمعت أصوات معتقلين في باحة السجن وكنت أسمع الأصوات عالية وبعد ذلك يخيم سكون كبير ثم إطلاق رصاص لدقائق عدة وتأكدت حينها أنها أصوات إعدامات، وخصوصاً بعد أن ارتفعت أصوات آلات الحفر (الجرافات) ضمن باحة السجن وعلمت فيما بعد أن هناك اعتصاما في ساعة حمص الجديدة وتم قتل العديد واعتقال الكثير، ولكن للأسف فإن من تم اعتقالهم هم من أعدموا في فرع المخابرات الجوية وتم دفنهم ضمن مقبرة جماعية في الفرع الذي يقع على طريق حماة.

وعن كيفية وظروف الإفراج عنه يقول المعتقل السابق: خرجت من السجن إثر تدخل من رئيس عشيرة الفواعرة "محمود الفدعوس" وهي العشيرة التي أنتمي إليها وذلك في 24/04/ 2011 وقدمت استقالتي من الوظيفة لأنني لم أعد أحتمل الواقع هناك، ولم يعد يهمني أي شيء سوى المشاركة في النشاطات مع المتظاهرين وكنت أنقل الأخبار عبر راديو (فرانس أنفو) حول المظاهرات في مدينة حمص كوني أجيد اللغة الفرنسية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل - خاص
(100)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي