تصارع قوات النظام بضراوة ومنذ أكثر من عشرة أيام لإطباق الحصار على مدينة حلب من الجهة الشرقية الشمالية وسط صدّ مستميت من قبل قوات الجيش الحر والفصائل الإسلامية، وفي محاولة لوصل خط إمداد يبدأ من المدينة الصناعية وحتى السجن المركزي المحاصر في منطقتي المسلمية وصولاً لـ "حندرات".
ويأتي ذلك بعد التغير الحيوي الذي أصاب جبهات حلب المدينة في مبادرة من قبل الجيش الحر، بعد اشتعال جبهات جديدة كجبهة جمعية الزهراء، والوصول إلى أسوار مبنى المخابرات الجوية.
ومن أبرز نتائج الحصار إن حدث إغلاق الطرق المؤدية من وإلى مدينة حلب وعزلها تماماً عن محيطها والعالم الخارجي لا سيما الحدود التركية، خاصة بعد تقدم قوات النظام قبل أشهر إلى أطراف المدينة الصناعية، الأمر الذي سؤدي حكماً إلى نتائج مشابهة لما حدث في مدينة حمص، حيث من المتوقع أن ترتفع الأسعار بسرعة كبيرة لتحل أزمة في المواد الغذائية مباشرة، يرافقها قصف عنيف للمناطق المحررة، مجبراً الفصائل على التفاوض.
دوار "البريج" في المدينة الصناعية هو أحد أهم المحاور التي يدور الصراع عليها اليوم، فقد أعلن الثوار مقتل وجرح عدد من قوات النظام ضمن المعارك المستمرة في المنطقة بعد استهدافهم بالقذائف والصواريخ وتدمير سيارة عسكرية للنظام عند الدوار ما أدى لاحتراقها بالكامل، في حين ردت قوات النظام باستهداف منطقة "مناشر الحجر" بقذائف الفوزديكا تزامناً مع اشتباكات عنيفة في المنطقة.
وفي تطور لافت أعلنت حركة "حزم" تدمير عربة "فوزديكا" بصاروخ من نوعية "تاو" في تلة الزرور قرب الشيخ نجار شمالي المدينة، وهو صاروخ أمريكي بدأ بالظهور بين يدي الثوار لا سيما حركة "حزم".
إلى ذلك ما تزال قوات النظام تستهدف بالطيران الحربي التجمعات السكنية رغم الاتفاق الأخير الذي وقع بين الطرفين بوجود وسيط (مبادرة أهالي) والتي تنص على وقف القصف بالكامل من الطرفين وإعادة خدمات الماء والكهرباء.
وشهدت عدة مناطق يوم أمس قصفاً جوياً كحي "الحيدرية، ومساكن هنانو"، فيما لا تزال البراميل المتفجرة تسقط على المدينة الصناعية المتصارع عليها بين الثوار وقوات النظام.
يذكر أن الطريق الوحيد حالياً الواصل بين حلب والريف الشمالي هو طريق "كاستيلو -حندرات" وهو غير آمن تماماً بسبب القصف، بينما يبقى ما يعرف بطريق "خناصر" جنوبي المدينة مغلقاً بسبب ضراوة الاشتباكات هناك، فيما يبقى معبر "بستان القصر" داخل المدينة مغلقاً من الطرفين.
عابد ملحم - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية