رغم كبر سنه الذي تجاوز الستين لم يتوانَ الحاج "ابراهيم شاوي" عن الالتحاق بالمجاهدين، فاستشهد مقبلاً غير مدبر إثر إصابته ببرميل متفجر وهو يحرس أحد مقرات الثوار في مدينة حلب.
عمل أبو يوسف النجار كما يعرفه أبناء منطقته (حي السكري) في مهنة النجارة، وكانت لديه ورشة كبيرة، وعندما بدأت الثورة في حلب لبى نداءها وكان من أوائل الذين تظاهروا في ساحات حلب ضد النظام –كما يقول سبع الحلبي أحد معارفه، مضيفاً: إن الشهيد أبو يوسف كان يعرف أنه في مدينة حلب بداية الثورة لم يكن أحد يستطيع أن يقول كلمة (الله أكبر) أمام مسجد.
ولكنه كان يقولها معنا بكل جرأة وفي وجه الشبيحة عياناً دون خوف أو تردد. وكان الشاوي أول من يغلق محله عندما تكون حلب في إضراب، وكان يساعدنا في طباعة الأوراق التي تحض على الإضراب في بداية الثورة، ولا يكتفي بذلك بل يقوم بتوزيعها على المحلات، وكان يساعدنا في معالجة الجرحى والمصابين وإيصال المساعدات للأسر المحتاجة.
ويروي محدثنا: "في إحدى المظاهرات في حي صلاح الدين وأمام جامع أويس قال له أحد الضباط: عمي روح من هون ما بدي اعتقلك -وهذه العبارة سمعتها بأذني- فأجابه الشهيد حينها: هذه حارتي ولن أذهب من هنا، مع العلم أنه كان من سكان حي السكري".
ويردف الحلبي إنه في بعض الأحيان كان الشهيد "إبراهيم شاوي" يراقب لنا الشبيحة كي نأخذ حذرنا ونتعامل معهم كما يجب. وأذكر في أول مظاهرة قال لنا: "لو كان بشار على حق وغير ظالم لما أرسل الشبيحة لضربكم).
ومنذ ذلك الوقت لم يترك مظاهرة إلا وكان يشارك في الصفوف الأولى، وكان رحمه الله يريد أن تبقى الثورة سلمية كي لايقتل شباب المسلمين.على يد من لايخاف الله.
ويردف الحلبي: في بداية الثورة المسلحة في حلب كنا لا نريد منه أن يلتحق بنا لكبر سنه، ولكنه كان يصر على المجيء إلى مقرنا كي يُحضر لنا الماء البارد ويقول: (لي الشرف أن أخدمكم. وكان يردد دائماً: (إذا بدأ أحدكم بعمل فليتمه وإذا سار في طريق فليكمله).
ويروي سبع الحلبي إن الشهيد "أبو يوسف" كان يحاول أن يخدم جميع المجاهدين بحكم عمله فأي مجاهد كان يُخلع باب منزله بسبب القصف أو الاقتحامات وبالذات في بداية الثورة كان يصلحه له بدون مقابل محتسباً أجره على الله.
زمان الوصل - فارس الرفاعي
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية