أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النوموفوبيا تضرب نصف اطفال الشرق الاوسط

شارت دراسة إحصائية أجرتها مجموعة "سوبيريور" للاستشارات إلى أن 59 بالمئة من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط لديهم حالة الـ"نوموفوبيا" وهي خشية فقدان الأجهزة الإلكترونية الذكية، والتي نمت سريعا في السنوات القليلة الماضية.

والنوموفوبيا هي الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو التواجد خارج نطاق تغطية الشبكة، وبالتالي عدم القدرة على الاتِّصال أو استقبال الاتِّصالات.

وحذرت الدراسة من إدمان وسائل التقنية لدى الأطفال في الشرق الاوسط كشبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتطبيق التراسل الفوري واتس آب.

واعتبرت انها أصبحت مؤرقة للكثير من الأهالي، لما لها من تأثير كبير على صحة الطفل، وسلوكه وبناء شخصيته وتفاعله في الأسرة والمجتمع.

وتطال الـ"نوموفوبيا" أي رهاب فقدان الهاتف المحمول أو الابتعاد عنه لأكثر من يوم واحد، الأشخاص المدمنين على شبكات التواصل الاجتماعي الذين لا يحتملون أن يكونوا غير متصلين بشبكة الانترنت.

وقال داميان دواني الخبير في التكنولوجيات الجديدة لدى وكالة النصائح الرقمية "فادا" إن "الظاهرة تفاقمت مع وصول الهواتف الذكية والعروض غير المحدودة. فكل فرد يستطيع النفاذ إلى مجموعة كبيرة من الخدمات: أين أنا؟ هل من مطاعم في الجوار؟ أشتري تذكرة القطار لنهاية عطلة الأسبوع، أحضر للسهرة، إلخ".

واضاف "قبل بضع سنوات، كانت الرسائل القصيرة شكلا من أشكال النوموفوميا. وقد برز أيضا مفهوم "جيل الابهام" للاشارة إلى الأشخاص الذين يبعثون رسائل قصيرة بلا توقف. لكن النفاذ إلى الانترنت من خلال الهواتف الذكية له تأثير أكبر بعشرة آلاف مرة من تأثير الرسائل القصيرة" لأنه يسمح للمستخدم بإيجاد أجوبة عن كل شيء.

وقال الكاتب فيل مارسو الذي نظم منذ حوالي عشر سنوات الأيام العالمية من دون هاتف محمول في 6 و7 و8 شباط/فبراير من كل سنة، "يمكن أن نتفهم تعلق الناس بهواتفهم الذكية لأن تفاصيل حياتهم كلها مسجلة فيها. وإذا صودف أن فقدت أو تعطلت، يشعرون بأنهم منعزلون كليا عن العالم".

ويضيف "إنها أداة تجردنا من الصفات البشرية. في أحد الأيام، التقيت بشخص في الشارع ضل طريقه فمد لي هاتفه الذكي ليريني خارطة الحي على الشاشة بدل أن يسألني عن مكان الشارع الذي يبحث عنه".

أما داميان دوماني فيقول إن "شبكات التواصل الاجتماعي تنشئ علاقات وروابط مع جماعات مختلفة، ما يضطر المستخدم إلى تحديث بياناته والاتصال بالانترنت باستمرار. لو كان كل هاتف مزودا بعداد، لتفاجأنا بعدد المرات التي يتحقق فيها المستخدم من هاتفه.

وافاد فيل مارسو الذي ألف سنة 2004 الكتاب الأول في العالم المكتوب كله على شكل رسائل نصية قصيرة، "نعيش في مجتمع روبوتي يتعين علينا فيه القيام بأمور كثيرة دفعة واحدة. يعتقد البعض أنه إذا لم يتصل بالانترنت فسيفوت أمرا ما. وإذا فوت أمرا ما ولم يستطع أن يبدي رد فعل على الفور، يشعر القلق والتوتر. لم يعد الناس صبورين".

واعتبر أن "الهواتف الذكية تدمر الخيال لأنها تقدم كل شيء على طبق من فضة وتقضي بالتالي على العفوية وعلى عنصر المفاجأة. فبدل أن نعثر مثلا على مطعم ما بعد البحث عنه مطولا، تسمح لنا الهواتف بفضل تطبيق معين بتحديد مكانه والتوجه إليه مباشرة".

(38)    هل أعجبتك المقالة (34)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي