أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السوريون في ليبيا ... ما لهم غيرك يا الله... محمود إبراهيم الحسن

في منتصف عام 2012 سافرت إلى ليبيا عبر مصر التي لم تكن ربطة عنق السيسي مستشرية فيها ذلك الوقت، ولم يكن يطلق على السوريين فيها لقب "لاجئين"، بل كانوا ضيوفاً على "أم الدنيا" التي انتهت رحلة عبوري لها عند التلة الكبيرة في السلوم على الحدود مع ليبيا بعد أن دفعت "كغيري من السوريين" ورقة من فئة (100) دولار أمريكي لأبناء قبيلة "ولد علي" الوكيل الحصري "كما ادعوا" لتهريب السوريين إلى ليبيا.
خسرت حينها أكثر من ثلث المبلغ الذي كان معي بوسيلة نصب في وضح النهار مخصصة فقط "للسوريين" فقد تركنا "ولد علي" لمصيرنا قبل مسافة كبيرة من نقطة العبور، ومن حسن الحظ أن حدود ليبيا التي هي أول دولة تعترف بالمجلس الوطني السوري كانت مفتوحة أمام السوريين.

وبعد دخولنا بأيام قليلة أغلقت الحكومة الليبية حدودها في وجه السوريين القادمين من مصر، وسمحت لمن كانت عائلته برفقته بالدخول، وفيما بعد أغلقتها تماماً أمام جميع السوريين، واشترطت الحصول على تأشيرة نظامية من خلال "كفيل" من المواطنين الليبيين، وبطبيعة الحال، وبعد الانقلاب العسكري في مصر، عانى السوريون من التأشيرات في مصر، ولم تعد مكاناً مناسباً للعبور إلى ليبيا.

توالت بعدها القرارات والإجراءات بشأن اللاجئين السوريين، أهمها الترحيل النهائي لمن رغب في زيارة أهله وأقاربه سواء في الداخل السوري أو في دول اللجوء، والغريب أن شركات الطيران في مطار طرابلس تشترط على السوريين الذين سيغادرون "بشكل نهائي" تشترط حجز تذكرة ذهاب وعودة، وهو ما يتعارض مع المنطق فكيف سيعود من تقرر ترحيله نهائياً؟! وإن أحسنّا الظن، فإن هذا القرار يعكس روتينا مزعجا يعاني منه السوريون، وفي وجه آخر من وجوهه هو وسيلة "للنصب" على السوريين.

آخر القرارات المتشددة، كما أكد سوريون مقيمون بتصاريح نظامية، ينص على أن الحكومة الليبية لن تسمح لمن يخرج من ليبيا بالعودة إليها حتى وإن كان مقيماً بشكل نظامي، وليس لاجئاً، وتكاد تكون مهمة الحصول على تأشيرة جديدة شبه مستحيلة.

تأتي كل هذه الإجراءات بعد اتهام السلطات الليبية لسوريين في الوقوف وراء تفجيرات ببنغازي، والإعلان أكثر من مرة عن القبض على سوريين ينشرون "التشيع" في ليبيا.

وحتى إن صحت هذه التهم، فإن ذلك لا يبرر معاقبة جميع السوريين بتهمة بعض المسيئين الذين دسهم نظام الأسد الذي لا يكتفي بتشريد السوريين، وإنما يلاحقهم، ويضيق عليهم الخناق أينما رحلوا.

تعتبر ليبيا مقصداً مهماً للقوى العاملة السورية، وقدمت حكومة وشعباً الكثير من المساعدات الإنسانية للشعب السوري منذ بداية الثورة، لكن ما نستغربه هو هذا الإجحاف بحق السوريين الذين أينما حلوا يعتمدون على مهنهم ومهاراتهم في تحصيل الرزق، ولا ينتظرون المساعدات.

تسير ليبيا على نهج الدول التي تدعي صداقة الشعب السوري على وسائل الإعلام، وتصعّب إجراءات دخول السوريين إليها.

ليبيا المحسوبة على دول الربيع العربي تتشابه في طريقة تعاملها مع السوريين مع مصر السيسي، والجزائر التي يساهم نظام بوتفليقة في تعطيل قرارات الجامعة العربية بشأن سوريا، والتي رحّلت سوريين من أراضيها فتوجهوا إلى المغرب التي لم تستقبلهم أيضا، و"ما لهم غيرك يا الله".

مساهمة
(132)    هل أعجبتك المقالة (133)

محمد احمد

2014-05-06

لقد تبث بالدليل القاطع انه لايوجد للسوريين اخ وصديق سوى تركيا حيث يقيم فيها اكثر من مليوني سوري ويعمل اغلبهم ويسدون بها حاجة أولادهم وابنائهم وتقوم الحكومة التركية بأيواء اكثر من خمسمائة الف في المخيمات وتمنحهم ثلاث وحبات من الطعم والشعب التركي الحنون الذي نكن له الحب والتقدير لوقفته هذا لايبخل على السوريين بكل ما يحتاج اللهم ابقي على الأتراك وطنهم وبلدهم واعد السوريين في القريب العاجل لوطنهم حتى تنتهي هذه المعانات ونشكر كل من وقف معنا من الشرفاء في تركيا وليبيا والسعودية وقطر ولاشك ان الأخوة الليبين طيبين ووقفوا مع السوريين.


عماد الدين

2014-08-23

ولقد اثبتت محنة السوريين بالدليل القاطع أن العروبة التي لصقها القومجيون على جباهنا لمن تكن سوى قناع لطمس هويتنا السورية. آتمنى، عندما تتحرر سوريا، أن يكون أول قرار سياسي لها هو الانسحاب من الجامعة العربية و اقرار تسمية «الجمهورية السورية» بدل «الجمهورية العربية السورية». ويكفينا نفاق وضحك على أنفسنا. مع هذا الحقد المعلن من جميع الدول العربية بلا استثناء ضد السوريين،علينا، نحن السوريون أن نعيد النظر بسذاجنتا، سذاجتنا هي الهوية العربية الوهمية التي لاتتعدى كونها بعبعة وشعارات وكلام فارغ. أليس من المستفرب أن يدخل حامل الجواز الاوروبي إلى جميع الدول العربية تفريبا وهو مرفوع الرأس، ويمنع دخول «الأخ» السوري..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي