أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شجرة جديدة في الأرخبيل السوري ... احمد عسيلي


أعلن في السابع عشر من نيسان في مدينة اسطنبول عن تأسيس حزب سوري جديد باسم حزب الجمهورية ، و قد رافق هذا الإعلان ضجة إعلامية غير مألوفة في الحالة السورية ، ربما ترجع هذه (الضجة الإعلامية ) لشهرة بعض الأعضاء المؤسسين ، أو للركود السياسي السوري خلال الأشهر التي أعقبت مؤتمر جنيف ـ2 ، و اختلفت ردود الفعل تجاه هذا الإعلان بين مؤيد و معارض و متهم و مشكك ، و هي حالة طبيعية بكل الأحوال في المشهد السياسي الحالي ، لكن دعونا نحاول الإجابة علميا عن سؤالين مهمين جدا ترتبطان بتأسيس هذا الحزب .
السؤال الأول : هل سوريا تحتاج حاليا إلى أحزاب جديدة ؟ و ما الذي يمكن أن يفعله الحزب في الظروف الراهنة ؟
السؤال الثاني : ما هو الجديد الذي طرحه الحزب سواء على المستوى النظري أو العملي ؟
السؤال الأول :
جاء في كتاب (علم السياسة ) للكاتب ستيفن دي تانسي أن {الأحزاب السياسية تعتبر جماعات اجتماعية منظمة تسعى إلى تولي حكومة بلد ما كليا أو جزئيا ، من خلال خوض الإنتخابات }
أما الأستاذ حسن نافعة فقد أورد في كتابه (مبادئ علم السياسة ) أن { الحزب السياسي هو مجموعة منظمة من الأفراد المتقاربون فكريا و لديهم رؤية و برنامج لإدارة شؤون الدولة و المجتمع ، و يعملون على الوصول للسلطة لوضع برنامجهم السياسي موضع التطبيق }
فكل الكتاب و فقهاء علم السياسة سواء الغربيين أو الشرقيين أجمعوا على أن الحزب السياسي هو تجمع منظم لديه برنامج سياسي و يسعى للوصول للسلطة لتبطيق هذا البرنامج ،
فما هي الإمكانية حاليا لهذا الحزب في الوصول إلى السلطة ؟؟
فسوريا تخوض واحدة من أعنف الثورات التي شهدها التاريخ ، و قد دفع الشعب السوري ثمنا غاليا للحرية التي ينشدها ، و كلنا كسوريين نمرُ حاليا بظروف صعبة جراء عنف النظام في التمسك بالسلطة ، فما هو دور حزب سياسي مهمته و أهدافه بل وطبيعة تكوينه تسعى للوصول إلى السلطة ؟
طبعا أنا لا أنادي بموت السياسة في الحالة السورية ، لكن و كما يقول العرب : لكل مقام مقال ، و لا أعتقد أن المقام السوري حاليا مجهز لولادة تجمعات مهمتها الاساسية أن تعمل في شروط سلمية و طبيعية 
السؤال الثاني :
ورد في مقالة لأحد الأعضاء المؤسسين لهذا الحزب ، أن الحزب جاء بصيغ و مبادئ مختلفة عن بقية التجمعات السياسية ، فالمبدأ الأول هو مفهوم المواطنة بأركانه الثلاث :المساواة الحقوقية و الحرية الفردية و حق المشاركة في الشأن العام ،و المبدأ الثاني ،سيادة الدولة و سيادة القانون ، و المبدأ الثالث ينص على أن الشعب هو مصدر الشرعية ، فما هو الجديد الذي يطرحه الحزب على المستوى النظري ؟
كل التشكيلات السياسية السورية تنص على نفس المبادئ و أحيانا بنفس الكلمات !!!
فوثيقة تأسيس المجلس الوطني السوري تؤكد على مفهوم المواطنة أيضا و تنص على {بناء نظام ديمقراطي تعددي في إطار دولة مدنية تساوي بين مواطنيها جميعا دون تمييز على أساس القومية أو الجنس أو المعتقد الديني أو السياسي ، و برفض أي تدخل خارجي يمس بالسيادة الوطنية } .
أما البيان التأسيسي لهيئة التنسيق الوطنية فتنص على { وضع مشروع دستور لنظام برلماني يرسي عقدا اجتماعيا جديدا ، يضمن الدولة المدنية ، و حقوق المواطنة المتساوية لكل السوريين ، و يكفل التعددية السياسية و تكافؤ الفرص بين الأحزاب ، و ينظم التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الإقتراع }
و كلا من المجلس الوطني و هيئة التنسيق يضمان عددا لا متناهيا من الأحزاب السياسية ذات الصيغ المتشابهة في الطرح ، فأين الجديد في حالة حزب الجمهورية ؟
كما أن الأعضاء المؤسسين لهذا الحزب جاؤوا من خلفيات و ميول سياسية متعددة ، بل و متناقضة أحيانا!!!! ،لذلك جاء بيان التأسيس عام و شامل و مكرر لنفس كلمات التجمعات الأخرى ...
هذا على المستوى النظري ، أما على المستوى العملي فما الذي يمكن أن يفعله الحزب ؟؟
هل سيصبح تكتلا إضافيا في الإئتلاف ؟؟ 
أم بهيئة التنسيق ؟ أم سيبقى حزب مستقل مثله كمثل الأرخبيل اللانهائي في الحالة السورية ؟
لا أعتقد أبدا أن حزب الجمهورية سيكون أكثر من هذا . مع احترامي الكبير لكل مؤسسي هذا الحزب ، و مع علمي أن بعضهم سياسيين مرموقين ، و لديهم خبرتهم و تجربتهم السياسية الطويلة ،على المستوى العملي و على مستوى التأليف و البحث السياسي ، و لا أود أبدا النيل من هدف المؤسسين أو التشكيك بنواياهم ، لكني أعتقد أن الحالة السورية الراهنة لا تحتاج إلى تجمع سياسي بصيغة أحزاب لأنها لن تكون قادرة على فعل اي شيئ ، فالحزب مهمته العمل في ظروف السلم و الاستقرار ، و التي نعمل كلنا على الوصول لهذه الحالة ،وحين نصل إليها فأهلا و سهلا بكل الأحزاب و بكل الأحزاب السياسية .....








حزب الجمهورية.. لماذا ؟... خضر زكريا*
2014-05-05
سؤال تردد على ألسنة عدد من الأصدقاء والمعارف. لماذا نعمل على تأسيس حزب جديد؟ ألا يكفي هذا التشرذم، هذه التكتلات والتجمعات التي تظهر كل يوم وتملأ الساحة السورية صخباً؟ بعضها يجاهر بنصرة الثورة السورية، وبعضها يحتال...     التفاصيل ..

(132)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي