أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مؤيدون متمسكون بالتراب الفرنسي.. الأقلية ذريعة اللجوء من نظام يدعي حماية الأقليات

علم الثورة السورية على برج إيفل الشهير في باريس - وكالات

سيدة فرنسية أنيقة المظهر تقرأ أسماء العائلة بصوت عال، وتعود إلى مكتبها في المحكمة الفرنسية المعنية بشؤون اللاجئين السوريين، يلهث وراءها الأب وزوجته وطفلان، يدخلون المكتب وبأيديهم أكياس الحلوى، تسأل الموظفة بجدية معتادة: "هل عشتم أياما صعبة في سوريا" ينظر الأب نظرة خاطفة إلى زوجته، نحن أقلية صغيرة وهربنا من هول المعارك هناك، هناك حيث يقتل الطفل المسيحي وتنتهك حرمة منزله".
 
قدمت العائلة نفسها على أنها من مسيحيي حلب، المدينة السورية الواقعة تحت الموت، تأخذ الموظفة المعلومات وتذهب العائلة إلى منزلها، لتدرك فيما بعد عمليات التحري أن العائلة من مسيحي العراق، قاموا بشراء الهويات السورية بطريقة ما وبمبالغ باهظة، حصلوا عليها من سوريين نزحوا إلى مخيمات القائم العراقية، تحديدا من عائلة أتت من دير الزور شرقي البلاد، ودخلوا إلى الأراضي الفرنسية بطريقة غير شرعية ليقدموا اللجوء باسم السوريين، تحدثت الموظفة عن فعل مشابه قام به أحد العراقيين الذي اشترى أوراقا سورية ودخل فرنسا كسوري.

مرة أخرى يحدث هذا في ألمانيا، بتفاصيل مختلفة، حيث استطاعت عائلة لبنانية من أصول شيعية طلب اللجوء مستخدمين الهويات السورية، سرعان ما أكتشف الأمر لتسجل جريمة أخرى وجديدة.
انتهازية ما دفعت السلطات الفرنسية إلى إعادة النظر بإجراءات اللجوء المتعلقة بالسوريين الهاربين من الموت، المنتشرين في بقاع أوربية شتى، الإجراءات تتضمن ضبط الحدود أكثر وبدقة، فالوضع ﻻ يحتمل بالنسبة للفرنسيين المتعاطفين، وكأن صورة ما تهتز في وجدانهم أو بدأت تهتز، لاسيما بعدما أقدمت عائلة أرمنية على طلب اللجوء بعد أن ادعت أنها أتت للتو من سوريا هربا من جحيم الإسلاميين.

مؤيدون يبدو أنهم قرروا إدارة ظهورهم ليتركوا "الشقا على من بقى" حسب المثل السوري، إذ يبيعون أهلهم وأقاربهم الذين يقاتلون مع نظام الأسد على جحيم الجبهات، وهم ينشدون التمتع بنعم فرنسا.

قد لا يشكل ما سبق مفارقة قاسية، فالمسألة لها عدة أوجه أهمها عندما تقوم فئة كبيرة من مؤيدي النظام السوري بتقديم طلبات اللجوء في فرنسا، ظاهرة بدأت ملحوظة في الآونة الأخيرة، فلم تفكر تلك السورية طيف القادمة من دبي بالنتائج، بل تعتبر ذلك حقاً طبيعياً تسعى للحصول عليه في هذه اللحظة، اللحظة التي عصفت بكل اللحظات السابقة التي تحدثت فيها بمرارة عن موقف الحكومة الفرنسية المخزي من الأحداث في سورية، هي الآن تطلب الحماية منهم، وﻻ تترد لحظة في طرق باب المحكمة والادعاء أنها (أقلية علوية) محاربة يجب أن تشملها اتفاقية جنيف للحماية الدولية، لم تعد تكترث لكل تلك السهرات التي قضتها على طاولة التشبيح في فرنسا، لم تعد تذكر طعم الحلاوة التي تناولتها ورفاقها بمناسبة قصف الغوطة الشرقية بالكيماوي، في تلك الليلة وصفت الحدث بالنصر المؤزر لقوات الأسد على الإرهاب الأسود، كل هذا لا يمنع الفتاة من القرار بعدم العودة إلى سوريا البلد الذي أوفدها للدراسة هنا، وتحمل عبء دفع رواتب الإيفاد التي تفوق الستة ملايين من الليرات السورية، لم تعترف بها وفضلت البقاء في بلد أعلن وقوفه مرارا إلى جانب الثورة، بل هدد بالمشاركة في عمل عسكري دولي للإطاحة بنظام حكم ظلت سنوات تدافع عنه، تغيرت الحسابات بالنسبة لمؤيدي الأسد، فهناك شاب من الساحل السوري يقدم اللجوء على الأرض الفرنسية، كحماية من النظام السوري الذي طالما تغنى بالدفاع عنه، الشاب من جبلة السورية وقد شارك أفراد عائلته في عمليات الدفاع الوطني إلى جانب قوات النظام، يرفض في هذه اللحظة العودة إلى حضن الوطن، حيث “ﻻ أمان للأقليات" وكأن الحاضر الراهن يقرأ بذاكرة مثقوبة لفظت كل ما قيل عن "نظام حامٍ الأقليات". ليفضل البقاء في فرنسا بعيدا عن مسرح القتل في سورية، الشاب تحدث أكثر من مرة عن أن الفرنسيين ﻻ يريدون الخير للسوريين، فيما الآن يلهث في مركز اللجوء في باريس، وكأن الحدث أتى على خلفية معارك الساحل التي غيرت الحسابات.

يبدو واضحا ذاك المأزق الفكري لدى المؤيدين في المهجر، ففي الوقت الذي تملأ أفراحهم السماء بعد سقوط "يبرود" في جبال القلمون، تراهم يرفضون العودة متمسكين بالتراب الفرنسي من منطلق أنهم من الأقلية المحاصرة المهددة المطلوب رأسها عاجلا أم آجلا.

في تلك الغرفة يعلق علم الدولة الرسمي، علم النظام، يسهب صاحبه المهندس المدني 42 عاما، بالحديث عن جرائم الثورة بحق من قال إنهم أقلية، يسأله طفله الصغير: “متى سنذهب إلى سوريا" ﻻ يجيب على السؤال المؤجل إلى حين، كان ينظر بحقد إلى تلك المظاهرة التي خرجت للاحتفال بعيد الثورة، لم يعلّق صورة بشار، بشار لديهم ورقة، والثورة لديهم أوراق، يحصلون من الأول على رواتب الإيفاد إن كانوا طلابا، وعلى ميزة التواصل مع السفارة السورية إن كانوا عاديين، وعلى حق العودة في لحظة غضب عارمة ومارقة قد تصيبهم من تصرفات الدولة المضيفة، فيما هو محرم على أنصار الثورة، وفي سياق الامتيازات أيضا يستفاد من الثورة التي اغتصبت الأقليات، بحسب وجهة نظرهم، وكأنها ورقة يلوح فيها بكل مناسبة من أجل تعزيز لجوئهم في دولة معادية لانتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان، هكذا هي فرنسا في النهاية، وهكذا هم أيضا.

شام محمد - باريس (فرنسا) - زمان الوصل - خاص
(114)    هل أعجبتك المقالة (120)

ابو حنجله الفرنسي

2014-05-05

ألى كاتب او كاتبه المقال، انا مقيم في فرنسا و أعرف أن ما تتكلم عنه خاطئ. ليس لأني من مناصري بشار الأسد، و لكن أعلم تماما ان استخدام الكذب للحصول على اللجوء يطال أيضا مناصري الثوره... الرجاء ذكر مصادر معلوماتكم، كيف لكم الحصول على معلومات بهذه الدقة: عائله ارمنيه، شبيح علوي، الخ الخ.... هل السلطات الفرنسيه المسؤولة عن اللجوء تزودكم بمعلومات عن دين و مذهب المتقدمين للجوء السياسي لديها؟ الرجاء ذكر المصادر إن كانت موجوده و التزام الحياد، و شكرا..


كمان سوري

2014-05-05

لا احد ينكر ان النظام والمعارضة قد مارسوا كل انواع الوحشية بحق الشعب السوري. ولا يمكن من خلال كتابة كهذا المقال تعميق الجرح الطائفي بين السوريين لقد اختلط الحابل بالنابل ودفع ويدفع السوريون ثمن هذه المأساة التي المت بشعبنا.. ان تناقش لجوء بعض العائلات العربية او غير العربية او اقليات عربية بإسم السوريين فهذه لاشئ امام مايحدي كل يوم بالشعب السوري في الداخل او المخيمات او قوارب الموت او اللجوء الفاشل او المعاناة من الفقر .. متى يصحى الشعب السوري من الخدعة الكبيرة التي تنفذها دول الجوار والنظام به؟؟.


مجد الأمويين

2014-05-06

بغض النظر عما تتحدثون حول المقال وأنا أجزم أنه صحيح مائة بالمائة، لكن أروني مؤيد واحد لإبن الأرملة الحقير يعيش خارج البلد يرضى أن يذهب ويعيش بالداخل، كلكم على نفس النهج، تعيشون في أوربا أو الوطن العربي وتشتمون الثورة والثوار، طيب طالما انتو كل هالقد مجلوقين بلون عيونه للاهبل المجنون المريض نفسيا، ليش عايشين برا، ما تروحوا لعنده وتعيشوا بأحضانه ؟ في السويد سجلت حالات تزوير لارادنة وشيعة لبنانيين وعراقيين ... عم يعملوا حالهم سوريين.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي