بينما كان أطفال مدرسة "عين جالوت" في حي الأنصاري بحلب يستعدون لتعليق لوحات أنجزوها في معرض نهاية العام الدراسي استهدفهم صاروخ أطلقته قوات النظام، فتحولت أجساد ثلاثين تلميذاً منهم بالإضافة إلى عدد من المعلمين إلى أشلاء اختلطت بأنقاض المبنى الذي سوي بالأرض وامتزجت ألوان اللوحات بدمائهم القانية.
و كان من بين المدعوين للمشاركة في المعرض الأستاذ حسام الموسى الذي تأخر موته ساعات قليلة ليلحق بتلامذته بعد استهدافه بقذيفة هاون وهو يقود سيارته، وكتب على صفحته في "فيسبوك" بعد مجزرة "عين جالوت" مباشرة (عذرا أصدقائي ...اليوم كنت مدعوا للمشاركة في المعرض ....لكن بسبب الامتحانات في مدرستي، تأخرت !! عذرا أصدقائي ..اليوم ارتقى كافة عناصر كتيبة طيور الجنة ....إلى الجنة !!!عذرا أصدقائي ...اليوم كتب التاريخ عنوانا جديدا في صفحة (عين جالوت) !! عذرا أصدقائي، اليوم كتب التاريخ عنوانا جديدا في صفحة (عين جالوت) !!…
وأضاف: اليوم وعلى بعد أقل من 2 كم من زاوية الشيخ المربي..وجامع الشيخ العالم..وجامعة الأستاذ المتمدن والمثقف، وجميعهم من أبناء البلد !! نُحر على مذبح الإنسانية أطفال عين جالوت عذرا أصدقائي لم يعد في قلبي مكان لكم ...ولا لكتاباتكم ...ولا لمقارناتكم ..عذرا أصدقائي..فمن رأى ليس كمن سمع !!
عذرا فـ "أصدقائي" فقط ...هم الذين يقاومون السفاح !!
وفي بوست آخر يصف حال أمهات التلاميذ عند كل قصف قائلاً: (عند كل استشراس في القصف تهرع أمهات التلاميذ إلى المدارس لاصطحاب أطفالهن إلى البيت، ومع علم جميع الأمهات بأن البيوت ليست بالضرورة مكانا أكثر أمنا ...إلا أن ثقافة جديدة، لا تنقصها الحميمية بدأت تتبلور لدى الأمهات أستطيع أن أسميها بكل ثقة (دعونا نموت معاً) ويذكر أن الاستاذ الموسى هو مدير مؤسسة "إشراق" للتنمية وهي منظمة مدنية غير حكومية، تعمل من أجل تنمية المجتمع، من خلال عمل مؤسَّساتي تطوعي، كما عمل الشهيد الموسى في حقل الإعلام الرياضي الإلكتروني سابقا وهو أحد أعضاء الهيئة العامة للاتحاد الرياضي السوري الحر (سابقا) في مدينة حلب والهيئة العامة للرياضة والشباب حالياً، وله عدة مساهمات إعلامية بخصوص الأندية والرياضة السورية عموماً، وعُرف الشهيد بأخلاقه العالية وثقافته المتنوعة وحسه الإداري المميز.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية