وجه زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري رسالة صوتية جديدة تحت عنوان "شهادة لحقن الدماء" بين فيها موقفه من كثير من الأحداث المتعلقة بـ"الجهاد في أرض الشام"، ولاسيما مسألة إعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وما تبعها من خلاف بين "جبهة النصرة" و"الدولة" تطور فيما بعد إلى اقتتال واسع.
وشدد الظواهري في كلمته الصوتية على عدة أمور من بينها أن قيادة القاعدة (على أيام بن لادن) لم تأمر ولم تستأمر بقيام تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق"، وأن أعيان القاعدة وعلى رأسهم بن لادن لم يكونوا يملكون "معلومات وافية" عن "أبو بكر البغدادي" الزعيم الحالي للتنظيم، وقد تمت مراسلة تنظيم الدولة لإرسال "نبذة" عن البغدادي ونائبه إلى زعيم القاعدة وأعيانها!
واستشهد "الظواهري" بعدة أمثلة تثبت أن "الدولة" كانت مبايعة للقاعدة، ومن بينها مراسلات بين الطرفين، والتي كان فيها البغدادي يخاطب الظواهري بلقب "أميرنا"، حتى بعد نشوب الخلاف بين "النصرة" و"الدولة"، وكذلك الأمر بالنسبة للناطق الرسمي باسم "الدولة" المكنى "أبو محمد العدناني" والذي ختم آخر رسائله مشيرا فيها إلى "أميره" الدكتور الشيخ أيمن الظواهري.
وأكد الظواهري في رسالته الجديدة أن إعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يعد مخالفة واضحة لقيادات القاعدة، وعلى رأسهم "بن لادن"، موضحا أن تمدد الدولة الإسلامية في العراق لتشمل الشام تسبب في " كارثة سياسية لأهل الشام"، وأن هذا الدمج الذي قام به البغدادي أفقد السوريين تأييدهم لجبهة النصرة، وقدم هدية "على طبق من ذهب" لبشار الأسد، كما "استفز بقية الجماعات الجهادية".
وختم الظواهري كلمته بتوجيه "أمر" إلى جبهة النصرة –زعيما وجنودا- دعاهم فيه "بالتوقف فورا عن أي قتال فيها عدوان على أنفس وحرمات إخوانهم المجاهدين، وسائر المسلمين، وأن يتفرغوا لقتال أعداء الإسلام من البعثيين والنصيريين وحلفائهم من الروافض".
وجدد الظواهري مطالبة "الجميع" بالتحاكم إلى هيئة شرعية مستقلة تقضي فيما وقع بينهم من خلافات.
وكان لافتا توجيه الظواهري كلامه للبغدادي في شكل "نصيحة"، مسميا إياه "الشيخ المكرم أبي بكر الحسيني البغدادي"، راجيا إياه الاقتداء بالحسن بن علي رضي الله عنهما حين وأد الفتنة، وأصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، في دعوة واضحة من الظواهري إلى البغدادي للتخلي عن "زعامته" في سوريا.
وبكلمات كلها تودد، وجه الظواهري خطابه إلى البغدادي، راجيا منه أن يعود إلى "السمع والطاعة" لأميره، وان يتفرغ لقتال "أعداء الإسلام والسنة" في العراق، وأن يترك سوريا ويغادرها حقنا للدماء، وإخماد للفتنة بين المسلمين.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية