أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حرية الصحافة لم تعد تروق للعالم الحديث

ذكر تقرير لمنظمة "فريدوم هاوس"، صدر الخميس، أن حرية الصحافة في العالم تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عقد لاسيما بسبب اعتداءات كبيرة على الصحفيين ووسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح التقرير أن هناك واحدا من ستة أشخاص فقط، أو 14 بالمئة من إجمالي السكان، يعيشون في مكان يصنف فيه الإعلام بأنه حر، وذلك مقابل 44 بالمئة يعيشون في أماكن يصنف فيها الإعلام بغير الحر، ويعيش 42 بالمئة في أماكن يصنف فيها الإعلام بأنه حر جزئيا.

وقالت كارين كارليكر، مديرة مشروع التقرير "نشهد تراجعات لحرية الإعلام على المستوى العالمي بسبب جهود الحكومات للسيطرة على الرسالة ومعاقبة الرسول".

وأضافت كارليكر، في بيان صحفي رافق نشر التقرير، أنه "كانت هناك حالات أخرى في 2013 لدول تستهدف الصحفيين الأجانب ووسائل الإعلام".

وقالت "رفضت السلطات الروسية والمصرية تجديد أو هددت بحجب تأشيرات الدخول لمراسلين أجانب بارزين، غير أن الحكومة المصرية الجديدة مضت خطوة أبعد باعتقال عدد من فريق عمل الجزيرة لاتهامهم بدعم الإرهاب".

وبالرغم من وجود تطورات إيجابية في عدد من الدول، لاسيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلا أن هناك تراجعا كاتجاه سائد في كل منطقة أخرى.

وأضاف التقرير "وبالإضافة إلى التراجع الكبير بكل من مصر وليبيا والأردن، هناك انتكاسات ملحوظة في تركيا وأوكرانيا وعدد من الدول بشرق أفريقيا وتدهور في البيئة التي تشهد انفتاحا إعلاميا نسبيا بالولايات المتحدة".

ومن بين 197 دولة ومنطقة تم تقييمها في 2013، تم تصنيف 63 (32 بالمئة) بأنها حرة، و68 (35 بالمئة) بأنها حرة جزئيا و66 (33 بالمئة) بأنها غير حرة.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية ان المملكة المتحدة تراجعت في تصنيف حرية الصحافة عقب الحملة التي شنتها على صحيفة الغارديان بعد نشر تسريبات ادوارد سنودن، المتعاقد السابق مع هيئة الامن القومي الأميركية.

وتراجعت بريطانيا في التصنيف الجديد من المركز 31 الذي احتلته العام الماضي إلى المرتبة 36 لتتساوي مع مالطا وسلوفاكيا.

وكان السبب الرئيسي لتراجع المملكة المتحدة في التنصيف، بحسب القرار، الخطوات الحادة التي اتخذتها الحكومة تجاه صحيفة الغارديان، ومنها ارسال عناصر تابعة للأمن القومي إلى مكتب الصحيفة للإشراف على تدمير الاقراص الصلبة التي احتوت على المستندات المسربة وعلى تقارير المحررين حول الموضوع، بالأضافة إلى احتجاز مراسل الجريدة في البرازيل دايفيد ميراندا لثماني ساعات في مطار هيثرو بالعاصمة لندن.

وكان سنودن سرب لوسائل الاعلام من بينها صحيفتا "واشنطن بوست" الاميركية و"الغارديان" البريطانية تفاصيل خطيرة عن عمليات مراقبة سرية ثم فر من الولايات المتحدة ليتجنب توقيفه.

والأشخاص الذين سلم لهم سنودن وثائقه السرية هم الصحفي غلين غرينفالد والإعلامية ومخرجة الأفلام الوثائقية لورا بويتراس والصحفي غيرمي سكاهيل.

وثارت تساؤلات عن تجسس الحكومة الأميركية على مدنيين ومسؤولين أجانب في يونيو/حزيران عندما سرب إدوارد سنودن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية وثائق تستعرض عملية رصد واسعة النطاق للمحادثات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني.

ومنحت روسيا سنودن حق اللجوء الصيف الماضي بعدما فر من الولايات المتحدة حيث يواجه تهمة التجسس لتسريب المعلومات.

وقالت محاميته انه لن يعود الى الولايات المتحدة الا بعد صدور عفو عنه.

وجاء تصنيف فريدوم هاوس لأسوأ عشر دول في العالم في هذا الصدد على النحو التالي: البحرين وسورية وكوبا وغينيا الاستوائية وإيران وبيلاروس وإريتريا وتركمانستان وأوزبكستان وكوريا الشمالية. وتصدرت أعلى التصنيفات كل من هولندا والنرويج والسويد وبلجيكا وفنلندا والدنمارك وأيسلندا ولوكسمبورج وسويسرا وأندورا.

وحلت الولايات المتحدة في المرتبة 32. وأوضح التقرير أن الظروف تدهورت في الولايات المتحدة بسبب محاولات الحكومة منع التغطيات الصحفية في قضايا الأمن القومي.

وتأسس معهد فريدم هاوس عام 1941، وهو مؤسسة مدنية اعتادت على تصنيف الدول من حيث فاعليتها في مجالات الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الصحافة منذ عام 1980.

وشهدت تركيا تراجعا كبيرا هي ايضا، حيث هبط تصنيفها إلى دول الصحافة "غير الحرة"، بعد الاجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان تجاه الهيئات القضائية والشرطية في تركيا، علاوة على حجب موقعي تويتر ويوتيوب بعد نشرهما تسريبات اتهمته بالفساد.

صحف
(121)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي