رفض الراعي الكنسي، لكنيسة بلدة "خربا" للروم الأرثوذكس، الأب نسيم، دخول الجيش النظامي السوري لحماية الأهالي في البلدة المجاورة لبلدات ومدن شرق درعا المحررة "معربة" و"بصرى".
وقال الأب نسيم في تسجيل بث على موقع "يوتيوب" في حديثه لوفد من بلدة "معربة" المجاورة والمتهمة من قبل إعلام النظام السوري بتهجير أبناء "خربا" واحتلالها: "نرفض ما يلمح إليه البعض عن استعداده لإدخال الجيش لحماية الناس، هنا البلدة آمنة والناس بخير وما حدث طارئ، وقريبا تعود المياه لمجاريها في البلدة".
فيما أكد الوفد الزائر لراعي الكنيسة أن وجود المسلحين ما هو إلا لحماية الممتلكات من عبث اللصوص وحياة الآمنين، مؤكدا للراعي أن وجودهم رهن إشارته، وبمجرد إعلان رغبته بخروجهم ينفذ الأمر فورا.
وتأتي تصريحات الراعي مترافقة مع لقاءات مع أهالي البلدة ومواطنيها وبعض الصور التي تظهر وجود عناصر من الجيش الحر لحماية الممتلكات، كما يؤكد عناصر وقادة لواء اليرموك ودرع الجنوب.
وقال معد التقرير "نابغ السرور" لـ"زمان الوصل": أعددنا التقرير وقمنا بترجمته للغة الإنكليزية لمواجهة آلة الإعلام البغيضة التي روجت لتهجير السكان واحتلال القرية "خربا" من عناصر الجيش الحر، وهو ما نفاه راعي الكنيسة ومواطنوها.
ولفت إلى أن دخول عناصر الجيش الحر جاء على خلفية افتعال مشكلة من أحد التابعين للجان الشعبية في "خربا"، والذي قتل أربعة عناصر من الجيش الحر، وهو ما يتطابق أصلا مع ما قاله راعي الكنيسة.
وأضاف السرور: "بعد ما حدث في قرية خربا من حالة فوضى قام باستغلالها العديد من اللصوص وقطاع الطرق وعصابات تابعة للعصابة الحاكمة لزرع الفتنة وإشعال نار الحقد.. توجهت عناصر من الجيش الحر لحماية الناس وإعادة الأمور إلى سابق عهدها وعدم السماح لأي غريب بدخول القرية".
فشل الخطة الأمنية وتهديد مباشر
ويبدو أن إفشال مخطط إيقاع الفتنة بين البلدة المسيحية وجوارها المسلم أخرج الأمن العسكري عن صمته، فجاءت التسريبات من مكتب وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء بالتلويح "بحرق مدينة بصرى ومعربة ومحوهما من الخارطة"، في محاولة جديدة لإخافة أبناء السويداء مجددا من جوارهم، سيما وأن مطالب ارتفعت وتيرتها في السويداء لإقالته، وليقدم "الناصر" صورته النمطية باعتباره الحامي للسلم الأهلي، فيما يضمر جر الجنوب إلى الحرب المفتعلة.
فالتصريحات الجديدة التي نقلتها مواقع إعلامية وصفحات تواصل اجتماعي تأتي على خلفية ما جرى في بلدة "خربا" وارتقاء أكثر من خمسة شهداء من القرى المجاورة لها في محاولة من كتائب الجيش الحر الترصد لإحدى الأوكار التجسسية واللجان الشعبية المرتبطة بالأمن العسكري بالسويداء، فيما واصلت الجوقة الإعلامية لشبيحة النظام وأمنه تقاريرها عن حرق البلدة وتهجير قاطنيها وإشعال حرب طائفية لا يحميها إلا الأمن العكسري.
وتأتي أهمية ما بث من تصريحات ولقاءات، سيما تلك التي ترفض دخول الجيش لحماية البلدة ومواطنيها، بالشعرة التي قصمت ظهر الناصر ونظامه.
فيما توقع نشطاء ومتابعون أن تشهد البلدة محاولات جديدة لخلخلة السلم الموجود، بينما ارتفعت توقعات باختطاف شخصيات مسيحية لإلصاق التهمة بكتائب الجيش الحر.
كما تواصل آليات النظام الأسدي وطيرانه رمي حممها ونيرانها على عموم بلدات ومدن المنطقة الشرقية، بما يؤكد انتقامية النظام لإفشال مخططاته.
وبالرغم من تعدد الروايات لمجريات الأحداث في البلدة واستثمارها من إعلام النظام السوري، إلا أن أقرب الروايات منطقية تلك التي سبق للجيش الحر أن صدرها ببيان قال فيه إنه طلب من عناصره ترصد أحد الأوكار التشبيحية وفور وصول العناصر إلى بلدة "خربا" واجهتهم النيران فسقط خمسة شهداء، ما استدعى تعزيزات لمواجهة ما يجري، فيما لاذ مطلق النيران وأولاده بالفرار إلى السويداء بحماية الأمن العسكري، وكشفت عناصر الحر عن عثورها على خلية تتبع لعصابات الأسد وبحوزتها كمية كبيرة من الأسلحة.
ويتابع البيان إنه في الاشتباكات القوية التي اندلعت قرب مركز "الخلية"، استطاع "الجيش الحر القضاء على عدد من الشبيحة، وأسر بعضهم وصادر أسلحتهم".
ورأت مصادر معارضة للنظام السوري بأن ما حدث "محاولة بثّ فتنة طائفية" افتعلها النظام، بين بعض مشايخ الدروز المسلحين، الذين نظّموا أنفسهم أخيراً تحت شعار "حماة الأرض والعرض"، وبين أهلهم من مسيحيي السويداء، وذلك في حال لم يقم "المشايخ المسلحون" بحماية القرية المسيحية. ناهيك عمّا يرى فيه البعض محاولة جديدة من النظام لإشعال الفتنة "وتخريب علاقات الجوار بين أهالي درعا، وبين أهالي السويداء"، التي كرّسها اتفاقٌ للسلم الأهلي سبق أن توصل إليه بعض وجهاء المنطقتين.
وكانت مدينة السويداء قد شهدت، قبل أيام، تحركاً شعبياً، اعتبر الأكثر إثارة للجدل بين أبناء المنطقة.
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية