أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

آخر التقارير حول سجن حلب المركزي: إعدام عشرات المعتقلين وتجويعهم حتى الموت

شكل سجن حلب المركزي إحدى حلقات العنف الممنهج الممارس على السوريين وأهل حلب خصوصا في مسلسل الرعب الذي بدأه النظام منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات حصدت أرواح آلاف المعتقلين تحت التعذيب والجوع والبرد والحصار.

وقد كشف تقرير صادر في نيسان/أبريل الجاري عن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا واطلعت "زمان الوصل" عليه -كشف- عن تسجيل أكثر من 400 حالة وفاة في سجن حلب المركز منذ نيسان 2012 ما بين القتل تحت التعذيب والإعدامات الميدانية والوفاة نتيجة الأمراض المختلفة منها مرض السل والطاعون والإسهال وحتى تاريخ 13-10-2013.

وعاد التقرير ليؤكد أن الرقم النهائي بلغ حتى تاريخ 14-2-2014 أكثر من 635 سجيناً، وقد وردت أخبار عن حالات وفاة جماعية بسبب الجوع والبرد في بدايات العام 2014 ولم يتمّ التأكد من صحتها.
وذكر التقرير الذي اعتمد رواية عناصر منشقين عن النظام كانوا يخدمون في السجن، إضافة إلى شهادات معتقلين سابقين أن السجن كان يضمّ أكثر من 5000 سجين ومعتقل، كان بينهم 400 سجين سياسي وكانوا جميعهم من التنظيمات الإسلامية، تم إحضارهم من سجن صيدنايا، وهم معزولون بشكل كلّي عن باقي السجناء.

وأكد أحد العناصر المنشقين تواجد أكثر من 1000 معتقل وسجين على خليفة التظاهر في الثورة، "حتى تاريخ انشقاقي"، وجميعهم كان ممن تمّ تحويله من الأفرع الأمنية المخلتفة.

وكان هنالك أكثر من 160 سجينة في السجن، كان من بينهم العديد من المعتقلات على خلفية التظاهر، وكانت أغلب التهم الموجهّة لهم هي: التظاهر وحيازة سلاح حربي وشتم رئيس الجمهورية، بحسب العنصر المنشق.

ونقل التقرير عن شاهد عيان من داخل السجن نفسه أن عدد السجناء تقلّص، مشيرا إلى ما أكده أحد السجناء الذين ما زالوا قيد الاعتقال بوجود ما بين 3000 إلى 3500 سجين حالياً، بعد أنّ مات الكثير منهم وتمّ إخلاء سبيل عشرات آخرين.

وكشف التقرير عن أنواع التعذيب الذي يمارسه عناصر النظام على المعتقلين، والذي يبدأ بالعنف الجسدي ولا ينتهي بالتجويع ومنع الغذاء والدواء.

وتحدث التقرير عن وجود مدافن جماعية داخل السجن ناقلا عن شهود العيان تأكيدا "أنّ المساجين الذين كان يموتون تحت التعذيب أو يتمّ إعدامهم أو يموتون نتيجة الجوع كان يتمّ دفنهم في الباحة الشرقية للسجن، وكانت هنالك مسافة تفصل ما بين مقابر قتلى النظام وأمكنة دفن السجناء".

وأوضح التقرير أن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا قام بالاتصال بإحدى شركات تزويد صور الأقمار الاصطناعية بعد أنّ قدم مواقع دقيقة وتواريخ محددة للدفن، وتمّ التقاط الصورة الأولى بتاريخ 31 –10 –2013.

* من الثورة إلى السجن
أكد التقرير أن جميع من تمّ تحويلهم إلى سجن حلب المركزي على خلفية الأنشطة الثورية كان يتمّ جلبهم من الأفرع الأمنية في محافظة حلب، أو بعض الأفرع الأمنية في محافظات أخرى، وبحسب شهود العيان والمعتقلين السابقين فقد كانت النسبة الساحقة منهم قد تعرضت لتعذيب منهجي شديد في تلك الأفرع وعلى رأسها فرع المخابرات الجوية في حلب، والذي ذاع صيته بشكل سيء منذ بداية الاحتجاجات في سوريا.
ونقل التقرير عن الشرطي المنشق أبو حسين قوله: "كانت آثار التعذيب بادية على أجساد جميع من يتمّ تحويله من الأفرع الأمنية المختلفة، وخاصة ممن كان يتمّ تحويلهم من فرع المخابرات الجوية –الزهراء- حلب، حيث كان مكان الكدمات وآثار التعذيب ظاهرة عليهم بشكل وحشي لا يوصف، وكنّا نرفع العديد من البرقيات خاصة حول المعتقلين الذين يتم تحويلهم من الأفرع الأمنية والذين يكونون على مشارف الموت نتيجة للتعذيب الشديد وكنا نقول للإدارة أنّهم غير قابلين للشفاء عندنا، وأتذكر منهم أكثر من عشرة معتقلين".

وأضاف "أتذكر أيضاً أحد المعتقلين من "كفرنبل" الذي تمّ اعتقاله من قبل عناصر من الأمن العسكري، حيث قاموا بتحويله إلى فرع تابع للأمن السياسي في محافظة دمشق –قبل تحويله إلينا- وأعتقد أنّه فرع الميسات أو الفيحاء، حيث كانوا يستخدمون –بحسب ما قيل لي- طريقة "الخازوق" في التعذيب حيث يوضع المعتقل على "قارورة زجاجية" إلى أن تدخل في مؤخرته بشكل كبير"، ناهيك عن ذلك فقد كان السجن نفسه يشهد حالات ضرب وتعذيب كثيرة وخاصة على يد أحد الضباط وكان يُدعى أحمد فلاح وكان يومها برتبة رائد، وقد قام لوحده بضرب وتعذيب أكثر من 500 سجين وذلك عن طريق "الشبح" ورفعت بحقه شكاوى من العشرات من السجناء".

وتؤكد هذه الرواية الشهادات الأخرى من السجناء والمعتقلين السابقين أنفسهم، وهي موثقة في التقرير المذكور والمرفق مع المادة للاطلاع عليه من قبل الراغبين بتفاصيل أكثر.


زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (139)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي