أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل سيعود أبناء الجبل إلى بيت الطاعة الأسدي؟

العميد وفيق ناصر رئيس فرع رئيس المخابرات العسكرية ما زال على رأس عمله جهاراً نهاراً في ندوةٍ بثها التلفزيون السوري علانيةً من المركز الثقافي في السويداء، فماذا أنتم فاعلون يا أبناء الجبل؟.

لعله السؤال الأكثر إلحاحاً بعد التحدي الصارخ الذي أكده النظام قولاً وفعلاً، وصدق علي مملوك حين قال خلال انتفاضة الجبل في العام 2000 بأن السويداء لم تكن يوماً بالنسبة للنظام أغلى من حماه، واليوم لن تكون أغلى من المحافظات السورية الأخرى المدمرة على رؤوس أصحابها لأنها صرخت بكلمة "لا".

رئيس فرع المخابرات العسكرية وفيق ناصر الذي شهق في أقبية سجونه عشرات المعتقلين من أبناء المحافظة شهقة حياتهم الأخيرة، حاضر بمشايخ العقل الثلاثة بالأخلاق الوطنية، وأعطاهم دروسا في وأد الفتن ومواجهة المؤامرة الكونية، وما زال المشايخ الأصلاء "المنقلبون" -إن صح التعبير- على تبعية مشايخ العقل للنظام، يتباحثون ويتداولون ماذا هم فاعلون، في الوقت الذي يتساءل فيه الشارع هل سينفذون تهديدهم بقتل ناصر على أرض الجبل؟.

كرامة أبناء الجبل التي لطالما رفض الدروز امتهانها بأهازيجهم الشعبية ها هي اليوم على المحك وصرخات شبابها "ويخسى من قال السويدا ذليلة" تبدو الآن على مفصل التجريب.

بالعودة إلى الوراء قليلاً وفي قراءةٍ متأنية للأحداث لم يملّ النظام من دق الأسافين مع حوران وتخويف الجبل بفزاعة جبهة النصرة عبر إطلاق ثلاثة صواريخ على الأحياء السكنية، إلا أن النصرة وعلى غير عادتها ردت هذه المرة على التهمة الموجهة لها بنفيها أن تكون مصدر تلك الصورايخ، حيث أكد أميرها لأحد وسائل الإعلام براءة الجبهة من الصواريخ نافياً علاقة الجبهة بالبيان الصادر باسمها والفيديوهات التي اعتبرت من السويداء مستقراً للصواريخ رداً على البراميل الملقاة على درعا.

وسبق لمصدر عسكري من أبناء محافظة السويداء، فضل عدم ذكر اسمه، أن أكد براءة النصرة من هذه الصواريخ، نافياً صحة الفيديو والبيانات الصادرة باسم الجبهة.

لا جديد لدى النظام إذاً، فصواريخه الثلاثة كانت كفيلة برفع وتيرة انكفاء الأقلية الدرزية على ذاتها، وزيادة جرعة تخويفها من السلفية القادمة انتقاماً من المحافظة الصامتة "نسبياً" منذ ثلاث سنوات، إلى جانب استغلال النظام للأحداث الأخيرة التي حصلت بين قرية "خربا المسيحية" والتابعة لمحافظة السويداء وقرية "معربة" السنية، وتضخيم الحدث من مشكلة شخصية إلى محاولة اقتحام جبهة النصرة لـ"خربا"، وتخويف الدروز من القادم إليهم.

وطبعاً لن تصل لغالبية أبناء الجبل التطمينات التي أتت على لسان أمير الجبهة في شرقي درعا، مؤكداً حسن ضيافة الجبل للمهجرين من أبناء المناطق الثائرة وهو الأمر الذي تحسبه النصرة للسويداء التي تضم ما يقارب 900 ألف نازح، حسب التصريح الإعلامي للأمير.

كل ما سبق أراد النظام من ورائه كمّ أفواه أبناء السويداء، وتمرير استمرار وفيق ناصر على رأس عمله، لكن هل حقاً لا يستطيع النظام التخلي عن هذا الرجل؟، لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال دون الرجوع إلى سؤالٍ سابقٍ كان السبب بإشعال فتيل الثورة، هل حقاً لم يكن النظام قادراً على الاستغناء أو معاقبة عاطف نجيب في درعا؟، في كلا المشهدين الجواب واحد وهو تعنت النظام، فمن غير الممكن تسليمه بأن أحداً يمكنه ليّ ذراعه، لا يعنيه نجيب ولا ناصر كثيراً بل ما يعنيه هو هيبته والتأكيد أنه ما زال قادراً على "كسر الرؤوس"، ما يعكس عقلية النظام وآلية تفكيره، ليستفز بشكلٍ فاقع كل من هدد بهدر دم رجل النظام على أرض الجبل.

أمام أبناء الجبل الذين خرجوا عن صمتهم قبل أيام خياران لا ثالث لهما، فإما اجترار الإهانة والرضوخ للنظام، في شكلٍ يراه البعض حكمة مستقبلية ستنجي المحافظة من مواجهة مصير مشابه للمحافظات الثائرة، وإما اتخاذ القرار التاريخي بأن "يخسى من قال السويدا ذليلة"، وربما تغيير مسار الأحداث، فيا أبناء الجبل ماذا أنتم فاعلون؟

من البلد


"الدروز والثورة السورية".... ملف يجمع أهم مانشرته "زمان الوصل" عن تدرج الأحداث في السويداء
2014-04-14
تنشر "زمان الوصل" في هذه الصفحة أهم التقارير التي نشرتها سابقا عن أحداث مدينة السويداء... وسيتم تحديث الصفحة باستمرار... ولعل تقرير "شرارة ثورة في جبل العرب؟.. وفيق ناصر في السويداء على خطى عاطف نجيب بـدرعا" هو الأهم بين...     التفاصيل ..

زينة الشوفي - السويداء - زمان الوصل
(102)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي