- لقد سقط الرهان على فتنة شيعية سنية، ومن تمتد يده الى سلاح المقاومة إذا كان سنِّياً فهو ليس سنِّي، وإذا كان شيعياً فهو ليس شيعي، وإذا كان مسيحياً فهو لا ينتمي للسيد المسيح.
*الشيخ حسن نصر الله
ما يحصل في لبنان لايعدو كونه مخاضاً لقيامة لبنان، لاعادة القاطرة إلى سكَّتِها الأصلية، إعادة لبنان الى وطنيته وعروبته وصموده ومجده، وليس بمقدور أحد في العالم كله أن يزاود على المقاومة اللبنانية في وطنيتها وعروبتها وقدسية شرفها، فقد قدمت الدم والتضحية تلو الأخرى في سبيل مجد وعزة لبنان والحفاظ على النسيج اللبناني من التمزّق، ولو تُرك الأمر لهؤلاء المارقين، لكانت النتيجة محسومة، حروب وليس حرباً أهلية، يتمخض عنها ميني دويلات ومشيخات، تكون ملحقةً، وتابعةً كظفائر يجرجرها الذنب الإسرائيلي، فالمقاومة عبر التاريخ اتخذت أشكالاً وألواناً، منها العسكري ومنها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي..الخ، و حزب الله هو أحد أركان المقاومة اللبنانية ليس
أكثر، فهي متعددة الأشكال والألوان، والأطياف، فمنهم السنِّي والشيعي والماروني والدرزي، أي أنها تتشكل من مختلف أطياف الشعب اللبناني، وإذا نظرنا الى الثقل السنِّي في المعارضة اللبنانية، التي هي مقاوِمة، لوجدنا أعرق البيوت السنِّية اللبنانية عبر التاريخ منضوية تحت لواءها، كذلك لوجدنا أعرق البيوت المسيحية والدرزية تعيش وتقتات وتتنفس عروبةً ومقاومة، أما الواجهة السنيّة التي تحاول أن تبرزها بعض البلدان العربية فهما إحدى اثنين إما ناهب خزينة، وإما خرِّيج مواخير، مثل هؤلاء الناس لايمكن احترامهم على المستويات الاجتماعية العادية، فكيف يمكن تبنِّيهم ليكونوا
قادة وزعامات؟؟!!!!!.. هذه البلدان. عفواً بل زعامات هذه البلدان تحاول أن تصوِّر لنا المسألة على أنها حرب طائفية، وتمدد إيراني، وهلال شيعي، ولا نعلم ما الذي ستتفتق عنه مخيلتهم من أحابيل وأكاذيب ، باتت مكشوفة لكل الناس، نعم إنها حربٌ. حربٌ ولا شك، لكن هذه الحرب بين معسكرين معسكر عرب أميركا وإسرائيل، ومعسكر عروبي قومي مقاوم، إنها صراعٌ بين الخير والشر، بين من يتآمر على وطنه وشعبه وأرضه و عرضه، ويتآمر على الكرامة الإنسانية، وبين من يقاوم لترسيخ نقيض ذلك.
لكن لماذا تعمل هذه البلدان.
عفواً بل زعامات هذه البلدان على دعم الغطرسة الصهيو- أميركية، فأسباب ذلك واضحة وضوح الشمس في يوم تموزي حار على ما أعتقد، ولاينم عن حقد طائفي كما يحلو للبعض أن يتخيل، ولا عن مجرد تابعيِّة، لكن ما حصل أن المقاومة اللبنانية استطاعت تمريغ أنف الصهاينة في الوحل إن كان في هزيمتهم المُذلِّة من الجنوب أم في نصر وصمود حرب تموز، على الرغم أن هذه المقاومة مجرد حزب صغير مدعوم شعبياً من مختلف الأطياف العروبية المقاومة، وهي لا تساوي شيئاً في عدتها وعتادها أمام جيوش تلك البلدان وإمكانياتها، وأبرز نتيجة لذلك أن هذه المقاومة عرَّت هؤلاء أمام شعوبهم وأمام الشارع العربي وعرَّتهم عواصفها حتى من ورقة التوت التي كانت تستر آخر عوراتهم، فبدأ السوس ينخر أرجل كراسيِّهم، التي كانوا قد دفعوا فواتير ووعود باهظة لاستلامها والحفاظ عليها، ودفعوا من كرامتهم
ومن ضمائرهم، في سبيل ذلك، ومن هذا الجانب أجد أن الحقَّ معهم!!!..
في النتيجة إنها ليست حرباً شيعية سنيَّة بل هي مجرد صراع سياسي بين الحق
والباطل.
- ختاماً يحضرني ماقام به شارل ديغول حين تسلم رئاسة فرنسا، حيث أخذ القيادة السياسية والعسكرية في جولةٍ الى بيوت البغاء، وقال لهم هذه مطابخ السياسة، هنا تصنع السياسة .!!!..
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية