أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

معاذ أبو مهدي.. أصغر ناشط إعلامي تمنى الشهادة فنالها

"غصة كبيرة بحياتي ما حسيت متلها، الله يلعن كل متخاذل متآمر منافق ومتصنع الجهاد، دياري وبيتي كانوا قدام عيني بس شو ! ما قدرت ساوي شي"، هذه كانت آخر كلمات دوّنها الشهيد "محمد معاذ أبو مهدي" على صفحته الشخصية في "فيسبوك" قبل استشهاده بساعات قليلة في مدينة كفر زيتا التي استهدفها النظام بصواريخه المتفجرة عصر أمس، ويعتبر أبو مهدي أصغر ناشط إعلامي بعمر لم يتجاوز 17 سنة، عشق الكاميرا وكأنها قطعة من جسده بحسب وصف زميله الناشط "كريم سليمان".

ترك دراسته الثانوية والتحق بركب الثورة وكان من أوائل الذين خرجوا في مظاهرات مدينة حماة كما تذكر صفحة (اتحاد ثوار حماة) التي ساهم فيها بلقطاته ومواكبته للثورة السورية في ريف حماة، ونقل الأحداث فيها صوتاً وصورة، اعتقل مرتين، وكانت المرة الثانية هي الأشد وطأة والأطول مدة وحين خرج من المعتقل امتشق الكاميرا من جديد واستقر في الريف الحموي المشتعل ليتابع نقل الحقيقة بصمت يصاحبه نشاط وحب للعمل وتفاؤل وحماس لم يثنِ عزيمته قصف أو تدمير، ولم تكسر إرادته صواريخ النظام بل كان يتنقل من خلال كاميرته بين الشظايا وأقسام المشافي الميدانية لينقل للعالم ما تشاهده عيناه.

يقول زملاؤه إن الشهيد معاذ بدأ في الثورة من نقطة الصفر، تعلم الكثير، ومرّ بالعديد من التجارب، وبالكثير من الصعوبات مما أكسبه العديد من المهارات، بدأ بالتظاهر وبالهروب والتخفي من عناصر الأمن والشبيخة وتعرض للاعتقال مرتين، وكان من المطلوبين سياسياً من قبل النظام بدأ متظاهراً، ومن ثم مصوراً هاوياً، واتبع دورة إعلامية وانتقل إلى مجال التقارير المصورة والتصوير شبه الاحترافي، ثم الأفلام الوثائقية الطويلة.

ويذكر الشهيد معاذ في صفحته الشخصية في "فيسبوك" أنه ترك الدراسة، وخسر سنتين من تحصيله العلمي، كما ترك حفظ القرآن مع أنه لم يبق على إتمام ختمته سوى خمسة أجزاء.

ويعلق الشيخ "محمد أمين" الذي درّس الشهيد في أحد المعاهد الدينية على تلك التجربة قائلاً: "رأيته لمرة واحدة صباح الجمعة الماضية، دخل مكتبي مع صديقيه اللذين يعملان معي في الجمعية، جلسنا نقرأ سورة الكهف وجاء دوره، لفت نظري بقراءته المتقنة، شاب صغير لم يبلغ من العمر 17 عاماً ماذا تعمل؟ قال إعلامي حر ... اليوم صباحاً كان في كفر زيتا وكان موعده مع صاروخ مجرم قطف زهرة عمره وارتقى شهيداً وأحسبه يقرأ سورة الكهف في الجنة بين يدي الله تعالى".

وتروي الناشطة أم رغد إن الشهيد معاذ اعتقل مرتين وفي المرة الثانية تم تعذيبه بوحشية ومع ذلك ورغم غضاضة جسده وصغر سنه، إذ لم يكن عمره قد تجاوز 16 سنة حينها، ولم يعترف على أي ناشط ممن كانوا معه رغم التعذيب الشديد كما ذكرت.

وتنقّل معاذ رحمه الله -كما تقول أم رغد- من حماة إلى فرع البالونة العسكري بحمص ثم إلى فرع القابون بدمشق وهناك ضاعت إضبارته شهراً كاملاً بقي فيه، لا يعرف مصيره ثم تم نقله بعد ذلك إلى سجن فلسطين وخرج من هناك بمعجزة ربانية.

وفي إحدى جلسات التحقيق رأى المحقق جهاز اللابتوب الخاص به وبعد أن استرجع منه المعلومات قال له "يخرب بيتك أنت بتفتح قناة لحالك".

وبعد فترة تم عرضه أمام قاضية فقال لها "أنا طالب مدرسة وتم تعذيبي بشكل شديد لاعترف بتهم لا علاقة لي بها" فاقتنعت القاضية -سبحان الله- وحكمته بالبراءة لأن عمره لم يكن تجاوز الـ 16 سنة حينها. 

ونجا الشهيد "معاذ أبو مهدي" من الموت مرتين قبل استشهاده -كما تؤكد الناشطة أم رغد- في المرة الأولى حينما استشهد صديقه بجانبه ولم يدر أن كاميرته التي كانت تصور القصف المحيط آنذاك ستصور صديقه مضرجاً بدمه ونجا، وفي المرة الثانية حين كان يغطي حملة لقاح شلل الأطفال في ريف حماة مع الكادر الطبي حيث انفجرت سيارة مفخخة على بعد أمتار من سيارة الحملة الخاصة بهم. وكان الشهيد الشاب معاذ الحموي يردد دائماً.
"أنا ما رح إطلع من ريف حماة، الله يرزقنا الشهادة في سبيله".


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(152)    هل أعجبتك المقالة (133)

سيدة سنية من منطقة الحفة

2014-04-27

سيدة سنية من منطقة الحفة تترشح لمنافسة بشار - المهندسة سوسن حداد في تصريح خاص في المحكمة الدستورية : أنا مهندسة من مواليد اللاذقية 1963 قدمت طلب انسحاب من حزب البعث العربي الاشتراكي كي أترشح لمنصب الرئيس .. ونحن في سورية متساوون بين الرجل والمرأة .. ولم أتكلم مع أي عضو من مجلس الشعب بشأن الترشح.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي