خطوة غير مسبوقة قام بها الشاعر عمر حكمت الخولي حيث انه اتصل بنا وابلغنا تعازيه لأهل الشهيدة وارفق لنا قصيدة رثاء .... (نَايَا) تَرَائِي في صَفَاءِ سَمَائِنَا فَالأَرْضُ تَكْنُزُ جُوْدَهَا لِتَرَاكِ لم يكن يسعني، غير الدموع واللوعة، كشاعرٍ من حمص، سوى أن أكتب شيئاً مما جرى في عروق وأفئدة الملايين الذين أفجعتهم قصتها. (نايا) تلك الطفلة التي لم تتجاوز الثامنة، شهيدة الأخلاق، شهيدة الطفولة، التي نفضت عن روحها جسمها المنهوك، ورحلت إلى كنف الله... باسمي، وباسم كل إنسانٍ لم يتعرَّ من إنسانيته، باسم كل كاتبٍ وأديبٍ ومثقف، أنقل تعازي الإنسانية الحارة إلى أهلها المفجوعين، وأبارك لهم شهادتها.. عمر حكمت الخولي، حمص - سورية
(نَايَا)، دُمُوْعُ الكَوْنُ دُوْنَ هواكِ
تَجْتَاحُنَا، تُحْيِيْ لَنَا ذِكْرَاكِ
قَدْ أُيْقِظَتْ صَلَوَاتُ (حِمْصَ) بِعَبْرَةٍ
مَحْزُوْنَةٍ زَارَتْ ضَرِيْحَ صِبَاكِ
يَا طِفْلَةً شَهِدَتْ وَقِيْعَةَ كُفْرِنَا
لَمْ يَشْهَدِ الإِلْحَادَ ذَاكِ سِوَاكِ
قَاوَمْتِ وَاسْتُشْهِدْتِ حَتَّى يَرْتَقِيْ
في أَرْضِنَا الإِنْسَانُ، مَا أَسْمَاكِ!
يَا حُلْمَنَا المَوْلُوْدَ، يَا عِطْرَ الهُدَى
أَشْعَارُنَا مَوْءُوْدَةٌ إِلاَّكِ
أَقْوَالُنَا، أَفْعَالُنَا، صُعِقَتْ بِنَا
مَاذَا نَقُوْلُ وَقَدْ غَفَتْ عَيْنَاكِ؟
* * *
(نَايَا) تَرَائِي في صَفَاءِ سَمَائِنَا
فَالأَرْضُ تَكْنُزُ جُوْدَهَا لِتَرَاكِ
وَالنَّاسُ تَبْكِي، وَيْحَهُمْ! لَمْ يَعْلَمُوا
أَنَّ الدُّمُوْعَ تَضِيْعُ في مَرْآكِ
يَا أَلْفَ نَايٍ أَيْقَظَ الدُّنْيَا، وَيَا
مِلْيَوْنَ جُرْحٍ نَابِضٍ، رُحْمَاكِ
أَخْطَأتُ حِيْنَ تَلَوْتُ قِصَّتَكِ الَّتِي
كُتِبَتْ خُشُوْعَاً فَاسْتَقَى أَبَوَاكِ
وَكَتَبْتُ مَلْحَمَةً لأَرْوِيَ أَدْمُعِي
فَاهْتَزَّتِ الأَبْيَاتُ دُوْنَ رِضَاكِ
(نَايَا)، تُرَى هَلْ سَامَحَتْ تِلْكَ الطُّفُو
لَةُ أَرْضَنَا؟ (نَايَا) إِذَنْ تَرْعَاكِ!
* * *
طَارَتْ بَعِيْدَاً، أَيْنَ؟ لا تَسَلُوا، أَنَا
شَاهَدْتُ بَسْمَتَهَا وَكُنْتُ أُحَاكِي
زَارَتْ صَبَاحِي، أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا
قِدِّيْسَةٌ، فَسَأَلْتُ: أَيْنَ حِمَاكِ؟
طَارَتْ وَلَمْ تُجِبِ الفُؤَادَ سُؤَالَهُ
(نَايَا) تَعَالَي أَيْنَ سَوْفَ أَرَاكِ؟
الْيَوْمَ أَدْرَكْتُ الفَتَاةَ بِحُسْنِهَا
إنَّ السَّمَا (نَايَا) تَزُوْرُ مَدَاكِ
كُلُّ البِلادِ تَمَرَّدَتْ، بَلْ وَالوَرَى
زَارُوا المَحَبَّةَ في سَمَاءِ هَوَاكِ
وَسَتُنْشِدُ الأَكْوَانُ حَالِمَةً بِكِ
وَاللهُ يَبْسِمُ عِنْدَمَا يَلْقَاكِ!
13 أيَّار 2008
http://www.zaman-alwsl.net/index.php?item=view_article&id=4879
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية