أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"حزب الجمهورية" كتلة معارضة جديدة للوقوف ضد كل أنواع الاستبداد

طفل سوري ينظر إلى المستقبل - أرشيف

أعلن معارضون سوريون من جميع المحافظات والفئات الاجتماعية، اليوم تأسيس حزب جديد تحت اسم "حزب الجمهورية".

جاء ذلك خلال البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للحزب المذكور والمنعقد في اسطنبول منذ 17 نيسان تزامنا مع ذكرى الجلاء.

وقال البيان إن روحا جديدة ظهرت لدى عدد من السوريين "يجمعهم إحساسٌ مسؤولٌ وألمٌ كبيرٌ بسبب ما آلت إليه أوضاع بلدهم، توافقت إراداتهم الحرة على الإعلان عن تشكيل مؤسسة سياسية جديدة أطلقوا عليها اسم "حزب الجمهورية"، وقد استقرَّ رأيهم على اختيار هذا الاسم لدلالاته العميقة على رفض الانتهاك الذي تعرضت له الدولة السورية من جانب النظام الاستبدادي عندما حولها إلى ملكية عائلية عبر التوريث، ولما يحمله الاسم من ارتباطٍ وثيقٍ بمفهومي الدولة والديمقراطية اللذين يعتبران بحق عنصرين أساسيين في أي مستقبل مشرق لسورية والسوريين، فضلاً عن أملهم بالمساهمة في بناء ما يمكن تسميته بـ "الجمهورية الثالثة" بعد جمهورية الاستقلال و"جمهورية البعث".

وكشف البيان أن المجتمعين أوضحوا موقفهم بجلاء من السلطة الحاكمة في سورية، ورأوا فيها "سلطةً استبداديةً فرضت على شعبنا واقعاً مريراً عبر عقود من الزمن، وثقافةً غريبةً وهدامةً شوهت لوحته الوطنية الجميلة المتجانسة، ومزقت نسيجه الاجتماعي، وأحدثت شرخاً في قيمه الدينية المبنية على التسامح، ووأدت الروح الوطنية الوثابة في عقله ووجدانه، وفرضت عليه بالإكراه شعاراتٍ وخطاباتٍ وممارساتٍ طائفية وشوفينية، ومفاهيم جوفاء استهلكها الزمن وأثبت الواقع زيفها وبطلانها". 

كما نص البيان على "استلهام قيم الحرية والكرامة التي أطلقتها ثورة الشعب السوري ضد النظام الاستبدادي، التي تشكّل أهمّ حدث في تاريخ سورية الحديث والمعاصر، على الرغم من المآسي المحيطة". 

واستذكر المجتمعون -بحسب البيان- كيف أظهر النظام منذ البداية، في مواجهة الصرخات الأولى التي أكّدت أن "الشعب السوري واحد"، سعيه نحو إبعاد الثورة عن قيمها الوطنية السلمية الجامعة، وكيف مارست أجهزته الأمنية والعسكرية وشبيحته، ولا تزال، عنفاً مبرمجاً، قتلاً واعتقالاً وتدميراً واستفزازاً للمشاعر الطائفية بقصد محاصرة الحراك الشعبي، ودفع السوريين للانكفاء والخضوع والعودة عن ثورتهم. 

وأكَّد المؤسسون في بيانهم الالتزام بأهداف الثورة المتمثلة ببناء دولة وطنية ديموقراطية حديثة تقوم على سيادة القانون والمساواة التامّة في المواطنة، نساءً ورجال، وعلى إعادة بناء الهوية الوطنية الجامعة النابعة من المواطنة الحقة، وهي الخيمة التي يستظل بها الجميع سواسية من دون أي تمييزٍ عرقي أو ديني أو مذهبي أو جنسي. 

كما رأى المجتمعون -كما يقول البيان- أن ثورة السوريين لا تكتمل من دون الوقوف أيضاً ضدّ جميع أشكال الاستبداد الأخرى التي تستند إلى فهم خاطئ أو زائف للدين الإسلامي ليخدم مآرب ومصالح فئاتٍ مختلفة، وكذلك ضدَّ أشكال الاستبداد كافة التي تتمحور حول التعصب المذهبي أو العرقي، إضافة إلى أشكال الاستبداد والتعصب العقائدي والأيديولوجي التي تتستر بعلمانياتٍ مشوَّهة وزائفة وغير ديمقراطية.

زمان الوصل
(106)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي