دفع الثوار والمجاهدون ضريبة غالية من دمائهم وأرواحهم لتحرير تل الجابية، التل الّذي يعد من أهم تلال سوريا، وأكثرها حيوية من الناحية العسكرية بل والتاريخية.
وقد أعلنت الفصائل المشاركة في العملية عن تحرير التل، الذي كان يستعين به النظام في إطباق النظام على "أم" المدن الحورانية، مدينة نوى، كما كان يستخدم المدافع الرابضة على قمته في استهداف مساحات واسعة من القرى والبلدات المحيطة.
وقد كشف مكتب توثيق الشهداء في درعا عن أن فصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية قدمت في عملية تحرير التل عددا كبيرا من الشهداء، جرى توثيق 27 منهم بالاسم.
وقدم تشكيلات من الجيش الحر النسبة الأكبر من شهداء تل الجابية (23 شهيدا من أصل 27)، حيث اختلطت دماء المقاتلين القادمين من بلدات حورانية مختلفة على ثرى التل.
فيما قدمت حركة أحرار الشام ثلاثة من عناصرها، كما سقط شهيد لجبهة النصرة من الأردن.
وكان الثوار والمجاهدون أطلقوا يوم الخميس معركة "وبشر الصابرين" التي أثمرت سريعا عن تقدم ملحوظ، وتحقق لمعظم أهدافها من تحرير قرية السكرية والسيطرة على قمة تل الجابية، تمهيدا لفك الحصار عن نوى، التي تعد من أهم مدن حوران.
وقد أعلنت الجبهة الإسلامية سيطرتها على قمة تل الجابية، واغتنامها عددا من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والذخائر، فضلا عن قتل عشرات من جنود النظام ومرتزقته القادمين من لبنان.
وفضلا عن أهميته الجغرافية، فإن "تل الجابية" الذي يعلو فوق 700 متر، مرتبط بسلسلة من الأحداث التاريخية المفصلية التي مرت على منطقة بلاد الشام، والمشرق عموما، حيث كانت "الجابية" عاصمة للغساسنة الذين كانوا من حكام المنطقة.
وفي سنة 17 هـ، وفد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الجابية، عقب معركة اليرموك التي أنهت الوجود الروماني في سوريا، وعقد ما يمكن تسميته بـ"مؤتمر الجابية" وألقى خلاله خطبة مؤثرة، قبل أن يتوجه إلى القدس التي فتحها صلحا.
وبعد وفاة معاوية الثاني عقد الأمويون في الجابية اجتمعا مهما، قرروا خلاله نقل الخلافة إلى مروان بن الحكم، وهكذا آلت الخلافة إلى الفرع المرواني، بعد أن كانت محصورة بالفرع السفياني.
وتقع الجابية غرب مدينة نوى، على بعد يناهز 4 كيلومترات.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية