تراجعت حدة القصف الذي استهدف حمص المحاصرة خلال الأيام العشرة الماضية، واقتصر اليوم الخميس على قصف متقطع بالمدفعية.
بينما توقفت محاولات الاقتحام على الأرض بحسب مراسل "زمان الوصل" في حمص القديمة.
غير أن الوضع في الوعر يختلف، حيث استهدف طيران النظام الحي المحاصر أيضا بغارات جوية اليوم بعد ليلة تعرض فيها الحي لقصف وإطلاق نار بشكل عشوائي وممنهج يستهدف كل شيء، بحسب ناشطين.
في غضون ذلك أصدرت اللجنة المكلفة بالمفاوضات مع النظام في حمص المحاصرة والوعر بيانا طالبت فيه بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وجاء في البيان "إننا كلجنة ممثلة للمدنيين والعسكريين في حمص المدينة بجزأيها الوعر وحمص القديمة ندعوا المعنيين بالتفاوض من جديد إلى طاولة الحوار لإكمال ما بدأنا به من عمل إنساني فيه حقنٌ للدماء وحفاظٌ على ما تبقى من بنية تحتية في المدينة."
وفي حين أوضحت اللجنة في بيانها أن "دعوتنا هذه جاءت في هذه المرحلة لنثبت للعالم بأسره أننا لسنا متعطشين للدماء, وأننا كنا ومازلنا وسنبقى دعاة للسلم والاستقرار"، فإنها أعلنت أن "باب السلم والتفاوض عندنا مازال مفتوحاً, لكننا نؤكد أنه، إن لم يكن هنالك عودة جدية وحقيقية للعمل خلال هذه الأيام فإن الأمر سوف يخرج من أيدينا وندخل في صراع دموي لن تحمد عقباه أبداً, وإن أحداث الأيام الماضية أكبر دليل على ذلك".
* بيان المطالبة بالتفاوض
وفي مايلي نص البيان المنشور على صفحة "فيسبوك" تعود إلى "أبو الحارث الخالدي" العضو في لجنة التفاوض:
"بسم الله الرحمن الرحيم
في الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين, أما بعد:
تتالت الأيام وزادت عن الثلاثين على بدئنا بالتفاوض مع النظام من أجل الوصول إلى تهدئة ينبثق عنها حل فيه حقنٌ لدماء السوريين وخروج من لغة القتل والتدمير, وفيما يلي نوضح لكل السوريين كيف كان سير عملنا فنقول:
بعد اجتماعنا مع اللجنة المفوضة من قبل النظام المتمثلة بوزير المصالحة ومحافظ حمص وصلنا إلى مسودة اتفاق ترضي الجميع سادها جو إيجابي, لكن بعض الأطراف المتعطشة للدماء والمنتفعة من الوضع الراهن والتي تريد أن تبني أمجاداً وصروحاً على دماء وأشلاء السوريين عطلت الاتفاق وأوقفت العجلة ودفعت بكل ما تملك من أدوات إجرامها ليكون الحل عسكرياً دموياً بكل المقاييس.
إننا كلجنة ممثلة للمدنيين والعسكريين في حمص المدينة بجزأيها الوعر وحمص القديمة ندعوا المعنيين بالتفاوض من جديد إلى طاولة الحوار لإكمال ما بدأنا به من عمل إنساني فيه حقنٌ للدماء وحفاظٌ على ما تبقى من بنية تحتية في المدينة.
دعوتنا هذه جاءت في هذه المرحلة لنثبت للعالم بأسره أننا لسنا متعطشين للدماء, وأننا كنا ومازلنا وسنبقى دعاة للسلم والاستقرار.
إن باب السلم والتفاوض عندنا مازال مفتوحاً, لكننا نؤكد أنه، إن لم يكن هنالك عودة جدية وحقيقية للعمل خلال هذه الأيام فإن الأمر سوف يخرج من أيدينا وندخل في صراع دموي لن تحمد عقباه أبداً, وإن أحداث الأيام الماضية أكبر دليل على ذلك.
إن استمرار دوامة العنف والدم التي نعيشها اليوم في حمص هي نتاج المماطلة وعدم الجدية في الحل ونحمل النظام في حال استمراره بالمماطلة ورفض الحل السياسي المسؤولية الكاملة لنتائج اختياره للحل العسكري, وليعلم الجميع بعدها من الذي يسعى لتدمير البلد ودعم المؤامرة.
كما نحمل كل المعنيين بالشأن السوري وعلى رأسهم الأمم المتحدة التي باتت قراراتها حبراً على ورق مسؤولية فك الحصار عن هذه المدينة الطيبة وإنهاء تلك المعاناة الإنسانية التي لم يشهد العالم لها مثيلاً منذ انقضاء الحرب العالمية الثانية, ونطالب جميع الأطراف بذل ما بوسعهم للدفع نحو المسار السياسي ليخرج السوريون من حلقة العنف والقتال إلى سلوك سبل السلام.
حمص في 23/4/2014".
حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية