نعم بالجمع وليس بالمفرد ، قطعان وليس قطيع . قطعان كثيرة ومأجورة و متنوعة و تختلف حظائرها و مهامها وعملها ومأكلها وغرائزها . لكل قطيع راع ، وكل راع مسؤول عن قطيعه ، والرعاة مسؤولون أمام الراعي الرئيس ؛ وهذا الأخير مسؤول أمام المرجع الرعوي الأعلى .
الشبيحة مصطلح يطلق على زمرة من أشباه بني البشر تابعة لشخص طبيعي أو اعتباري وتقوم بكل فعل وبأي وسيلة وفي أي ظرف إرضاءً لهذا الشخص ، وتكون خدماته مأجورة تسدد نقداً أو ترخيصاً .
والشبيح يتم انتقاؤه بدقة وضمن شروط صارمة فلابد أن يكون ابن جلدة المتبوع ومن الحاقدين بالفطرة على خصومه ومنافسيه ، و دماغه يعمل لجهة سيده ومعطل لباقي الجهات ، لا يعرف الرحمة ولا يرتجف له قلب ، سريع الغضب وردود أفعاله شرسة وعنيفة وليس عنده أي وازع – اخلاقي . ديني . انساني - الا أوامر ونواهي المتبوع التي ينفذها دون أدنى تفكير وأي حسابات ، وفي أحسن حالاته هو يشبه الإنسان ولكن ينساق كنعجة ويثور كالضواري المتوحشة .
والشبيحة أنواع توازي التنوع الاجتماعي فمنهم العامل والفلاح والموظف و الحرفي والمهني والإعلامي والسياسي والفنان . فالعوام منهم شبيحة بعضلاتهم الكاسرة وأنيابهم ومخالبهم القاطعة . بينما المثقفين أبواق يرددون ما يطلب منهم راعيهم ترويجه من تحليلات و افتراءات وافتئات وغالباً ما يكونوا من حظيرة الأسد أو حظائر إقليمية أو دولية .
تميز مصطلح الشبيحة بخصوصيته السورية ، فالسوريون هم من أطلقوا هذا المصطلح على أصحابه المذكورين أعلاه قبل انطلاق ثورة العز والكرامة . عندما كان كل أسد يرعى شبيحته لزوم أعماله الغير مشروعة ، فكانت تنتشر القطعان في مرابع الأسود وحظائرها . الى ان هب الشعب السوري بوجه النظام الأسدي المستبد حيث قام الأسود بنشر قطعانه على المناطق الثائرة حيث تحول الشبيح بقدرة قادر الى طالب جامعي يحمل بطاقة جامعية ويحضر المحاضرات وعلى جنبه مسدس متأهباً لفض أي حالة تظاهر أو استنكار بكل ضراوة وبطش ويكون راعي القطيع المنتشر في الجامعة هو رئيس المكتب الاداري أو أحد أعضاء فرع الجامعة لحزب البعث الحاكم .
كما انتشرت الشبيحة في كل المجمعات الإدارية بصفة موظفين جدد أو مراجعين متحفزين غب الطلب لفض عنيف لأي احتجاج على موبقات النظام وغالباً ما يكون رئيس المجمع أو الدائرة أو نائبه هو الراعي لهذا القطيع .
كما انتشرت قطعان الشبيحة في الساحات والميادين والأسواق التي طالما اختارها المتظاهرين لتكون منطلقاً أو مستقراً لمظاهراتهم فإما أن تكون الشبيحة كمارة في الطريق أو ينتظرون حافلة أو عمال نظافة أو باعة متجولين ويكون راعي هذه القطعان أمين فرع الحزب أو نائبه في الوحدة الإدارية التابعة لها تلك الساحات والميادين والأسواق .
وغالباً ما يكون السحل هو الأسلوب في فض التظاهرات والاعتصامات مما يخلف القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين ناهيك عن المقبوض عليهم من قبل الشبيحة حيث يسلمون بعد سحلهم الى افرع المخابرات ليتحولوا إلى جثة هامدة تحت التعذيب .
تصور طبيب جراح شبيح وجيء اليه بمتظاهر جريح !! سيقتله بمبضعه قولاً واحداً ضارباً عرض الحائط قسم أبوقراط .
أو قاضياً شبيحاً كيف تكون أحكامه ؟ جائرة بالطبع و ليس للعدالة محل فيها . وقس على ذلك الفنانين والصحفيين والإعلاميين والمحللين .
إن أعمال التشبيح هذه تكون مقابل رواتب شهرية أو مقابل الترخيص للشبيحة بالنهب والسلب والخطف وفرض الأتاوات والاغتصاب وإطلاق اليد في كل ما يحقق للشبيح نفعاً .
والجدير بالذكر أن للتشبيح عدوى تنتقل بالهمس أو باللمس إلى ذوي الأنفس المريضة والضمائر الرخيصة بين عناصر وقادة المعارضة وكذلك بين عناصر وقادة المعارضة المسلحة ولا يمكن مكافحة هذه العدوى إلى باجتثاث الشبيحة أياً كانوا لا سيما وأنهم مازالوا قلة في هذه الجهة .
25/4/2014
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية