قد يغيب عن الكثير من السوريين أن غاز الكلور الذي كثفت قوات الأسد استخدامه مؤخرا في أكثر من مدينة، غير مدرج على بنود اتفاقية نزع الأسلحة الكيماوية الموقعة بين نظام الأسد والغرب.
وضمن هذا السياق قالت المجموعة المشرفة على تنفيذ اتفاقية حظر السلاح الكيماوي مع نظام الأسد إن 90% من السلاح الكيماوي السوري أصبح خارج البلد من خلال شحنتين أو ثلاثة.
غير أنها نبهت من خطر استخدام غاز الكلور غير المدرج على قائمة المعاهدة الموقعة، في حين أنه إذا ثبت استخدام النظام له ستكون جريمة حرب رغم أن النظام لم يوقع على عدم استخدامه، إلا أن التقارير الواردة من سوريا في الأسابيع الأخيرة، بحسب خبراء نزع السلاح، تشير إلى أن النظام السوري يقوم بإلقاء براميل مملوءة بغاز الكلور الصناعي على مناطق آهلة بالمدنيين.
وأعرب مجلس الأمن في جلسة له ليل الأربعاء حول سوريا عن قلقه البالغ حيال تقارير تفيد باستخدام غاز "الكلور" في هجوم كيماوي، استهدف بعض البلدات السورية، مما خلف قتلى ومصابين، ودعا إلى إجراء تحقيق حول الموضوع.
وقالت مندوبة نيجيريا لدى الأمم المتحدة، يو جوي أوغو، التي ترأس مجلس الأمن، للصحافيين، إن الهجوم الكيماوي باستخدام غاز "الكلور"، أثير خلال اجتماع مغلق للمجلس، في أعقاب تسجيل مصور عرضته رئيسة البعثة المكلفة بتدمير الأسلحة الكيماوية في سورية، سيغريد كاغ.
وأضافت أوغو أن أعضاء مجلس الأمن طالبوا بالتحقيق في الهجوم المزعوم، لكنهم لم يتباحثوا بشأن الجهة التي يتعين عليها إجراء هذا التحقيق.
واقترحت أن تتولى المهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي انضمت إليها سورية العام الماضي.
وقال السيد بول ووكر خبير الأسلحة الكيميائية وعضو جمعية الصليب الأحمر الدولي بأن تسعة هجمات تمت على الأراضي السورية من خلال إلقاء براميل مليئة بغاز الكلور بالاستعانة بطائرات، إلا أنه لم يتم تحديد الجهة المنفذة للعملية بعد.
وصرّح السيّد ديل كامبل المدير التنفيذي لجمعية مراقبة الأسلحة بأنهم قلقون ومحتارون من هذه الادعائات التي تقول إنه يتم إلقاء براميل مليئة بالكلور من الجو بالطائرات، ولكن هناك أخبار جيدة أن سوريا قريبة جداً من الانتهاء من تسليم كامل المخزون الكيميائي الذي سبق وأعلنت عنه.
كان النظام السوري قد استخدم السلاح الكيماوي في 21/ آب/أغسطس من العام الماضي في ريف دمشق، حيث تعرضت كل من زملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية ومدينة المعضمية في الغوطة الغربية إلى قصف بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد السامة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا معظمهم من النساء والأطفال، على إثرها قرر الغرب استخدام القوّة ضد النظام السوري.
لكن توصلوا لحل عن طريق مبادرة روسيّة تقضي بأن يسلم النظام السوري سلاحه الكيميائي ليتم تفكيكه وقد وافق النظام السوري على ذلك إلا أن اللجنة المسؤولة عن التفكيك صرّحت لأكثر من مرة عن تأخر ومماطلة النظام بتسليم الشحنات المتفق عليها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية