كنت قد كتبت مقالة بعنوان "الامتحانات على الأبواب.. والأبواب مغلقة بالشمع الأحمر"أتحدث فيها عن جريدة الثورة قد نشرت في أول هذا العام 2008 مقالة أكدت فيها أن مجموعة من طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في مدينة حلب أرسلوا للصحيفة رسائل أكدوا فيها ما أصابهم من ضرر كبير جراء إغلاق الجهات المعنية في المحافظة لبعض المعاهد التعليمية بحجة عدم وجود ترخيص نظامي لها وتم إغلاق مئة معهد من أصل ثلاثة آلاف معهد غير مرخص, علماً أن عدد المعاهد المرخصة آنذاك لايتجاوز خمسة وعشرين معهدا في حلب, ما أثر بشكل سلبي على تحصيل الطلاب لأن معظمهم يتابع دراسته حراً. في المقالة التي أوردنا بعض ماجاء فيها ،نجد أيضاً مناشدة الطلاب المسؤولين المبادرة إلى إعطاء مهلة لأصحاب المعاهد،كي لايخسر الطلاب سنة دراسية كاملة. وبدلاً من الاستجابة للمناشدة بدأت محافظة حلب أواخر الشهرالماضي (نيسان) بإغلاق المعاهد بالسرعة القصوى، غيرعابئة بما قد يؤثر سلباً على الطلاب وهم على أبواب الامتحان . وسرعان مابدأت الحملة التي طالت معهداً سبق له أن تخلى صاحبه عن التدريس وباعه لرجل عجوز فوجيء بحملة تشميع لغرفة يستعملها بقصد السكن واضطر إلى اللجوء لأقاربه حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود. غير أن السواد طال أحد المدرّسين المتقاعدين ، وذلك لأن حملة التشميع لمنزله، الذي يضم غرفتين ،جاءت مساء أربعاء يعقبه عطلة ثلاثة أيام ، والآن نتساءل: لمصلحة من تأتي حملة التشميع الجائرة الحثيثة قبل شهر واحد من مواعيد امتحانات الشهادتين؟ وبدلاً من الاستجابة لنداء الصحافة أصرت المحافظة على إبقاء الشمع الأحمر إلى مابعد امتحانات الشهادات ، بالرغم من أن أصحاب المعاهد كتبوا التعهدات وقاموا بكل الإجراءات المعتادة . الآن وبعد اتضح مدى الاهتمام بالمواطن في مدينة حلب التي تتصرف بشكل لاينسجم مع التوجهات الإيجابية لسورية، أناشد كل من أغلقت معاهدهم وبيوتهم ، بتلك الحجة الواهية ، أن يحافظوا على الشمع الأحمرلشهور أو سنوات أخرى لعل المسؤولين في المحافظة يُسرّون بانتصاراتهم على المواطنين البائسين.ويمكن للمعاهد الصغيرة أن تكمل رسالتها التعليمية والمعيشية في الهواء الطلق أوتستعين ببعض ذوي الطلاب في استضافة دورية لإتمام الرسالة ،فلا يمكن لأحد أن يغلق الحدائق في وجوههم من غير أن يُسأل عمّا يفعل.لقد قاوم الحلبيون الزلازل ولاتنقصهم الحيلة للتغلب على الصعاب، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية