* كيلو: الأسد يبصق بوجه المجمع الدولي ويقول لهم اذهبو إلى مزابل التاريخ
* طه: قصتنا مع المجتمع الدولي واضحة، والذي لم يعد فيه للمبادىء أي دور
سيكون السوريون الإثنين 21 نيسان/ أبريل على موعد إضافي، يعري ما تبقى من وريقات توت العالم بأسره تجاه ثورتهم وقضيتهم، فالإثنين الأسود هو موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وفي المكان ذاته الذي غيّر دستور البلاد كرمى للوريث الشاب وقيل فيه "أنت لازم تحكم العالم يا سيادة الرئيس" لتعلن المحكمة الدستورية العليا لاحقاً أسماء المرشحين، بعد المسرحية التي سيتابعها العالم على"أقنية الممانعة" ومن مجلس الشعب على الهواء مباشرة.
وراثة سوريا "بالثلاثة"
الأرجح أن يترشح بشار الأسد لولاية وراثية ثالثة خلفا لوالده حافظ الأسد، فماذا لو ترشح وفاز واستمر المجتمع الدولي في صمته وشجبه واشمئزازه.
يقول رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين ميشيل كيلو: إن ترشح بشار الأسد، يعني أن النظام وضع الحل الدولي وراء ظهره، وهذا يعني أن النظام رفس العالم وبصق في وجهه، وكأنه يقول للجميع، تريدون حلاً سلمياً في سوريا، وهذا الحل يتحدث عن هيئة حاكمة انتقالية هي مرجعية نفسها، لكني سأترشح واذهبوا أنتم والحل الدولي إلى مزبلة التاريخ، أنا قادر على فرض نفسي على العالم وأمشي بالحل العسكري إلى النهاية.
وحول ما سيحدث في مجلس الشعب الإثنين من ترشح بشار الأسد، يتابع كيلو لـ"زمان الوصل" قلت قبل فترة، وفهم كلامي على نحو خاطئ، أن هناك تاريخين مهمين في سوريا، الأول له علاقة بترشيح بشار الأسد، والثاني له علاقة بتسليم الكيماوي، انتبهوا إلى آخر حزيران وأول أيلول، فهوا أني أقول إن النظام سيسقط بذلك التاريخ، لكني قصدت إشارة إلى منعطف في مسار الأزمة السورية، وأن ترشيح بشار الأسد هو دق آخر مسمار في نعش نظامه.
أما السفير السابق فاروق طه فقال: حتى تجري سلطة ما استفتاءً أو انتخاباتٍ من نوع ما، يتعين أن يتوفر شرطان أساسيان:
شرعية التمثيل المستمدة من تفويض شعبي حقيقي واسع، وضمن معايير متعارف عليها دولياً.
بسط سيطرتها الفعلية على كامل الإقليم محل الفعالية الانتخابية، وثمة إجراءات محسّنة ومحصنة أخرى.. كالإشراف الدولي، والرقابة المحايدة والشفافية الإعلامية، وفي حالتنا هذه لا يتوفر أي من الشرطين ولا يزمع اتخاذ أي من الإجراءات المعززة للمصداقية.. فعن عن أي ترشيح وعن أي انتخاب نتحدث.. هذا إذا ما أهملنا الجوانب الأخلاقية والسياسية.

لما تنته المسرحية بعد
يرى البعض أن "المسرحية السورية" لم تصل نهايتها بعد، فلا زالت بعض المؤسسات لم تهدم بالمطلق ولم يزل التقسيم فكرة ومشروعا يعد في الغرف المظلمة، فهل سيبارك "الأقوياء" ترشيح بشار الأسد سراً ويسوقون آراء صاخبة للاستهلاك الإعلامي، ليس إلا السفير طه يقول لـ"زمان الوصل": قصتنا مع المجتمع الدولي واضحة من البداية، والذي لم يعد -وللأسف- فيه للمبادىء أي دور البتة.
وكثيراً ما تعلن أشياء تحت الأضواء، ويمارس خلافها في الخفاء..أمريكا نموذجا.. تستنكر وتمقت ثم تذوي وتسكت على مبدأ العوام؛- "دافنينو سوا" !
لو أراد المجتمع الدولي لرفض رفضا تحريمياً هكذا انتخابات في هكذا ظروف والسوابق موجودة.. ولكن ..
ميشيل كيلو وفي شأن الصمت الدولي عن ترشح بشار الأسد وتقصير الائتلاف الوطني المعارض في تحويل بشار الأسد لمحكمة الجنايات الدولية، يؤكد لـ"زمان الوصل" أن هناك محاولات كثيرة بذلت، لكن كل شيء في القضية السورية يقاس بميزان الذهب، فعندما دخل حزب الله للمحاربة إلى جانب جيش النظام، اتصلنا بالجميع وقلنا، لانريد إدانة وإعطاء فرصة للروس كي يستخدموا الفيتو، فقط أصدروا قراراً من مجلس الأمن يقول إن وجود مقاتلي حزب الله على الأراضي السورية غير شرعي وأنه غزا سوريا، وحتى الآن لم يصدر القرار، ونحن نعلم السبب، لأنهم يريدون وقوع حزب الله في الفخ الذي سيخنقه.
أما محكمة الجنايات، فلم يحن نوعدها بعد، وسيأتي يوم يقدم بشار الأسد لمحكمة الجنايات الدولية، وأنا متأكد من ذلك.
حمدين صباحي سوريا
تذهب بعض التوقعات إلى أن "معارضة الداخل" أو من في حكمها، قد تزج بمرشح أو أكثر، كي تكتمل "لعبة الديمقراطية" رغم ما قاله القيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا ماجد حبو إن الانتخابات الرئاسية المقبلة منزوعه الشرعية الدولية سلفاً وليس لها أي شرعية وطنية.
فاروق طه يرى المهم في تعدد الترشيح أن توفر شرط التكافؤ في الفرص والإمكانيات المتاحة لكل من المرشحين.
فهل ستتوفر نفس الظروف والإمكانيات لأي مرشح مقابل؟! مازالت تجربة الجزائر الأخيرة طرية وواضحة.. في عالمنا الثالث، أصبح استعراض ما يمكن تسميته "الرابوق" الرئاسي مثيراً للسخرية، وتحضرني هنا حكاية "بورمية"- أعتقد: أن الفيل الذي رشح نفسه لترؤس الغابة سمح للنملة بالترشح مقابله "حرصاً على الديموقراطية".
في حين جاء جواب ميشيل كيلو لنا أكثر ألماً وصخبا: أتمنى ألا يترشح أحد، لأن ذلك سيضفي على الانتخابات صفة شبه شرعية، أتمنى أن يضع من بفكر بالترشح بحسبانه، أين هم الناخبون، من سينتخب، هل من اغتصبت نساءهم وسلخت جلودهم أم اللذين تهدمت منازلهم، أتمنى أن يتقوا الله بالناس، من له عين للترشح في واقع منافسة مع ديكتاتور سيكون رئيس جمهورية، ووزراؤه يقولون إن بشار الأسد هو بيضة قبان التوازن الداخلي وسوريا لن تكون سوريا بدونه.
من لديه ضمير ويحب الشعب، فليجس في بيته..إن بقيّ لديه بيتا.
أبواق النظام
تمهيداً لحملة وريث السلطة في سوريا، قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية: "إننا هنا لا نتحدث عن موعد قررته الحكومة السورية بل عن موعد محدد بقوة سريان أحكام الدستور السوري ومعلوم أجله منذ سبع سنوات مع بدء ولاية الرئيس بشار الأسد الرئاسية".
وقال المقداد في مقالة نشرها أخيراً: إن الانتخابات واحدة من مخرجات العملية السياسية التي يدعو إليها جنيف وهي انتخابات تحكمها مواعيد دستورية لا تحتمل التأجيل والعبث، وأن الذين كانوا يرون تنحي الرئيس بشار الأسد مدخلاً لعملية سياسية ناجحة وفقاً لزعمهم، هم الذين يرفضون إجراء الانتخابات عندما جاء الوقت الذي يمكن فيه الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، ليقول السوريون رأيهم في من يريدونه رئيساً".
وزير الإعلام عمران الزعبي لم يبتعد بالمبدأ عن ابن مدينته المقداد فقد قال: إن الانتخابات ستجري في جميع المحافظات السورية وفقا لأعلى معايير الشفافية والحياد والنزاهة وإن العبرة ستكون لعدد الذين سيشاركون وليس للجغرافيا، لافتا إلى أن الدولة السورية تعتبرها بمثابة اختبار لخطابها السياسي وإيمانها بالحلول السياسية واحترامها للدستور.
ولم يفت الزعبي خلال حديثة لقناة المنار الناطقة باسم حزب الله الذي يحارب إلى جانب الأسد، أن ينوه للضغط الشعبي والجماهيري الذي يتعرض له القائد الفذ: إن أغلبية ساحقة من السوريين تضغط وتطلب من السيد الرئيس بشار الأسد أن يستمر في قيادة البلاد عبر منصب رئيس الجمهورية.
خلاصة القول
يبدو أن الثورة السورية تؤثر على تغيير كل المفاهيم والأعراف، إذ تؤثر قبل انتصارها أن تقدم انموذجاً للعالم عن ثورة شعب سعى للكرامة، فحرفها الأشقاء ومدعو انتصارها، فسارت في غياهب المجهول لردح من الزمن، وأن من نفذ كامل فصول المسرحية، فقتل أكثر من ربع مليون سوري وهجر نحو عشرة ملايين، يعود للرئاسة على مسمع ومرأى الكبار، ليقول إني اخترت الاستمرار بالقتل ولتذهبوا أنتم وقوانينكم إلى الجحيم..لتك كلمة الشعب السوري هي الفيصل الذي سيودي بأركان النظام إلى المحاكم الجنائية، بعد أن يدفع الشباب ثمن صمت الآباء..قبل أن ينتصروا.
عدنان عبدالرزاق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية