أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وتبقى القضية الفلسطينية أولوية ... المحامي صدام عكاش


تناقلت وسائل الإعلام الموالية والمعارضة لنظام الأسد اعتراف قائد لواء القدس المدعو محمد السعيد عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر اللواء على أيدي الجيش الحر وفصائل المعارضة المسلحة وذكر أسماء بعض الذين قتلوا وبعض من جرحوا وقام تلفزيون النظام بتسليط الضوء على أن هذا اللواء يتكون من تجمع الشباب الفلسطيني . 
طبعا هذا اللواء المجرم مؤيد للنظام ومن الفصائل المقاتلة إلى جانبه ضد الشعب السوري كما أنه تابع للمخابرات الجوية ومدعوم من الجبهة الشعبية القيادة العامة التي يترأسها الارهابي أحمد جبريل ومقراللواء في مخيم النيرب بحلب . 
ولكن الذي أغفله إعلام النظام أن أكثر عناصر اللواء هم من السوريين الذين يقطنون الأحياء المجاورة لمخيم النيرب وإن اسماء الذين قتلوا وجرحوا تدل على ذلك . 
لمّا كان المقصود من هذا الخبر غير ما هو ظاهر و المخفي فتنة يعمل على اشعالها النظام منذ بدايات الثورة السورية فحري بنا نحن الشعب السوري أن نكون حذرين من دهاء ومكر هذا النظام الأسدي الذي يجتهد في سوقنا إلى أفخاخ قاتلة وأنفاق يصعب الخروج منها إلى الشمس . 
لاشك أن المدعو محمد السعيد المجرم هو فلسطيني وهو لا يقيم في مخيم النيرب أصلاً وإن بعض الذين قتلوا وجرحوا هم من الفلسطينيين وشبيحة وظفهم النظام ليس لقتل الشعب السوري المنتفض فحسب ، بل وأيضاً ليكونوا مؤشرات للفتنة التي ستخدم في المحصلة الكيان الصهيوني المحتل الذي يعمل على طمس حق العودة لأهلنا الفلسطينيين . وأيضاً ليحصل النظام على مصدر ضخ شبيحة من المخيمات الفلسطينية في سوريا ودول الجوار .
حقيقة الامر ان الفلسطينيين أهلنا وقبل احتلال سوريا من قبل الأسود المفترسة كان الفلسطيني يتمتع بذات الحقوق التي يتمتع فيها المواطن السوري وفق احكام القانون 260/1956 هذا لأن أوجه الشبه الفلسطيني والسوري كثيرة بالأصل ؛ ففلسطين امتداد الشام ولهما ساحل متصل والمناخ يتشابه بين الإقليمين إن لم نقل يتطابق فحينما تمطر في اللاذقية حتما سيكون لحيفا حصة من ذات الغمام ، كما وأن لسان الضاد يجمعنا والأديان هي ذاتها والتاريخ مشترك بيننا بصفحاته المضيئة والمظلمة . كما أن العادات والتقاليد متشابهة لاسيما وأنها نابعة من ثقافة واحدة ناهيك عن المصاهرة بين الشعبين .بالإضافة إلى كل هذه المشتركات اللجوء هرباً من المحتل الصهيوني بالنسبة للفلسطينيين والأسدي بالنسبة للسوريين ، وهرباً من القتل والاعتقال والتنكيل والحصار والتجويع الصهيوأسدي وفي المحصلة كلتاهما إقليمان من بلاد الشام . وقد تطابق الشبه بين الشعبين حينما حل الفلسطينيون في سوريا ضيوفا ريثما يعودون لوطنهم لولا أن طالت اقامتهم خارجه بسبب هذه الانظمة التي تاجرت ومازالت تتاجر بالقضية الفلسطينية وإن أحد اسباب ثورات الربيع العربي هو انكشاف تلك الأنظمة وسقوط الأقنعة عنها . 
لقد كان للفلسطينيين على المستوى الشعبي حضورهم في انتفاضة درعا وهم أول من اتهموا من قبل النظام الأسدي بالشغب وإحراق المؤسسات الحكومية لإخفاء انتفاضة أهالي درعا من جهة وتحذير مبطن للفلسطينيين من مغبة مشاركتهم بالانتفاضة لما لديهم من خبرات تنظيمية وثورية وعسكرية جبلوا عليها . وكان للنشطاء الفلسطينيين في المخيم القريب من درعا البلد المحاصرة دورا هاما بإيصال مستلزمات الحياة الى الحي كما أنشؤوا مشفى ميداني في المخيم لمعالجة الجرحى فيه وقد إعدام الناشط الفلسطيني موسى الطفوري في ساحة درعا البلد لنشاطه في هذا المجال ، وبعدها قصف النظام المخيم لينكشف للعالم أن الدم السوري والفلسطيني واحد في التركيب واللون والبذل والزكاء. وهذا ما دفع الفلسطينيين للانخراط في صفوف الجيش الحر ومثله حدث في اللاذقية ودمشق وحلب ، كما اصبحت المخيمات الفلسطينية الملاذ الأكثر أمانا للسوريين الهاربين من الضواري والوحوش الأسدية أمثال الفلسطيني محمد سعيد وغيره من الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والايرانيين والسوريين من المرتزقة وعبيد المعتقدات المزورة . 
بينما كان الموقف الرسمي الفلسطيني من الحراك في سورية لا يختلف عن موقف أحزاب المعارضة السورية حيث انتقل موقفهم من الصمت إلى الحياد المبطن الذي كان يستنكر بطش النظام وكذلك الحراك الغوغائي والشعارات العفوية ومن ثم إلى إعلان الموقف مع أو ضد ؛ الثورة أم النظام . عسكرة الثورة أم السلمية . ولن ننسى قطعا المثقف الفلسطيني ودوره الهام في النقد والارشاد والدعم . إن التهويل بحجم الشبيحة الفلسطينيين أمر يجب الوقوف عند مقاصده وغاياته فنظام الأسد الذي يستخدم سياسة الأرض المحروقة وخلط الأوراق لا يتوانى بالعمل على حرف مسار الجيش الحر وإشغاله في احترابات جانبية لاستنزافه واستثمار ردود أفعال الجانب الآخر كما هو الحال بصنيعته داعش وهذا اللواء الذي دنس القدس الشريف . وإن وجود ثلة من الشبيحة الفلسطينيين لن يولد العداء لجميع أهلنا الفلسطينيين وهنا ينبغي على الأحرار الفلسطينيين التعاون مع الجيش الحر لاسيما الكتائب المحاصرة للمخيم والكشف عن أسماء جميع هؤلاء المرتزقة من أجل محاسبتهم والتعامل معهم كأعداء وحدهم دون غيرهم لتفادي ردود الافعال غير المدروسة والتي قد تطال الأبرياء من سكان المخيم لاسيما وأن عدد سكان المخيم قد تجاوز الثلاثين ألف نسمة بين فلسطيني وسوري هذا من جهة . كما أن تولد الاحتقان المتبادل يجعلنا نحقق للنظام ما يصبوا اليه من جهة ثانية . وحتى لا نقع بأخطاء العام الماضي التي اقترفها عناصر الحاجز الذي كان يترأسه حسن الأعور الذي أساء كثيرا لأهل المخيم وتعامل معهم على أن جميعهم شبيحة مما وضع بين أيدي الشبيحة ذريعة أن الفلسطينيين مستهدفون لأنهم فقط فلسطينيون ليس إلا وهذا جعل أعداد الشبيحة تتزايد . 
لذلك لابد للجيش الحر المرابط على تخوم المخيم أن يميز بين الشبيحة ومن هم ليسوا كذلك ، لا سيما وأن إخواننا في المخيم قد زودوا الكتائب المحاصرة للمخيم بأسماء بعض الشبيحة الفلسطينيين والسوريين . كما أنه ينبغي أن تجنب اجراءات تهجير سكان المخيم مهما كلف الأمر وقد نمي الينا عزمها على ذلك وهذا لا يرضي أحداً كائناً من كان وإلا فأين تذهب النساء والأطفال والشيوخ ومن يؤوي كل هذا العدد . 
تبقى القضية الفلسطينية من أولويات القضايا التي تقع على عاتق الشعب السوري بعد تحرره من نير نظام الأسد . 
19/4/2014

(124)    هل أعجبتك المقالة (121)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي