أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إغلاق معبر الموت يقسم حلب وناشطيها إلى فسطاطين

أصدرت الهيئة الشرعية بحلب يوم أمس الاثنين، قراراً أمرت بموجبه بإغلاق معبر بستان القصر المنفذ الوحيد للمدن والمحافظات السورية الأخرى.

وقالت الهيئة في بيانها الذي وصفته بالـ "هام" أن قرارها جاء بسبب الاعتداءات المتكررة من قبل "عصابات الأسد" على المدنيين بالقنص والإذلال، وحددت موعد سريان القرار اعتباراً من اليوم الثلاثاء، حسب ما جاء في البيان الذي نشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وانقسمت آراء النشطاء الحلبيين بين مؤيد ومعارض لقرار الهيئة إغلاق المعبر الذي أضحى المنفذ الوحيد لهم من وإلى القسم الغربي للمدينة التي تشتعل جبهاتها منذ عدة أيام، خاصة بعد أن استطاع مقاتلو غرفة عمليات "أهل الشام" المشتركة من قطع جميع طرق الإمداد عن النظام وفرضوا حصاراً تاماً عليه.

الناشط الإعلامي حسان الحلبي مدير صفحة "شاهد عيان حلب" إحدى أكبر صفحات الأخبار الحلبية على"فيسبوك"، كان من بين مئات الناشطين المعارضين لإغلاق المعبر، معتبراً أن إغلاق المعبر سيكون سبباً بتعميق الشرخ بين سكان المدينة الواحد بضفتيها الشرقية "التي تقع تحت سيطرة الثوار" والغربية التي يسيطر عليها النظام.

وقال الحلبي في تصريح لـ"زمان الوصل" إنه من المعيب أن تقوم هيئة محسوبة على الثورة بإصدار بيان يزيد من الحقد بين الطرفين.

واستطرد الحلبي قائلاً إن على الجميع إدراك أن أبناء مدينة حلب على طرفي المعبر شعب واحد حسب تعبيره.

استثناء الحالات الإنسانية 
من جانب آخر اعتبر الناشط الإعلامي سيف عزام أن قرار إغلاق المعبر يجب أن يُطبق على البضائع والسلع الغذائية فقط، لافتاً إلى ضرورة فتح المعبر أمام الحالات الإنسانية والأهالي الذين يرغبون بالنزوح إلى مناطق سيطرة الثوار.

بينما أكد الناشط عباس قباني الذي يعمل كمصور حربي مع كتائب الثوار ضرورة إغلاق معبر كراج الحجز, واعتبر قرار الهيئة صائبا، ولكن اقترح أن تقوم الهيئة بالسماح للأهالي "الموثوقين" بالنزوح إلى مناطق سيطرة الثوار، مشدداً على أهمية ضبط هذه العملية لتلافي المشاكل التي قد تحدث في حال تم فتح المعبر لدخول النازحين بشكل عشوائي، معتبراً أن النظام لن يتوانى عن إرسال أناس مخترقين وخلايا نائمة مهمتها "تأجيج الشعب" وإحداث "فتنة" بين الأهالي حسب وصفه.

وقال قباني إن لا مكان للعواطف في الحرب، وأكد أن أحد أسباب تأخر وصول الثوار لساحة سعد الله الجابري "وسط مدينة حلب وإحدى أكثر قلاع النظام تحصيناً" هو وجود المدنيين، وعبر قائلاً "أفرغوا ساحة المعركة وخلال أيام نكون بساحة سعد الله".

وفي سياق متصل أكد مصدر مطلع لـ"زمان الوصل" أن النظام أصدر تعميماً أمر بموجبه بفتح معبر كراج الحجز من جهته، بعد أن كان يغلقه بوجه الوافدين بشكل تام إلى مناطقه ويفتحه أحياناً بوجه الخارجين إلى مناطق سيطرة الثوار.

يذكر أن قناصة النظام التي ترصد معبر كراج الحجز حصدت أرواح ما يزيد عن ألفي مدني أثناء محاولتهم العبور بين ضفتي المدينة منذ "تقسيم" حلب قبل أكثر من سنتين.



زمان الوصل
(318)    هل أعجبتك المقالة (536)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي