أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ماحقيقة "الإتفاق والتخاذل"… حمص المحاصرة: نظرتان من الداخل والخارج

من حمص المحاصرة لكم سلام - عدسة شاب حمصي

حملت حمص لواء الثورة السورية لفترة مكّنتها من الاستمرار وتوسيع الانتشار في عموم مناطق سوريا، لكنها مازالت تدفع ثمن ذلك حربا شعواء يشنها نظام الأسد بكل الأسلحة، بما فيها سلاحا الحصار والتجويع.

حرب بدأت بأحياء حمص القديمة التي ما زالت وبعض أحياء أخرى عصية على النظام، ولم تنتهِ في حمص الجديدة "الوعر" التي تعاني حصارا وقصفا يوميين تقريبا.

ولا تستثنى من تلك القاعدة مناطق الريف الثائر ضد نظام الأسد، لاسيما الريف الشمالي الذي ما زال صامدا تحت وطأة الحصار والقصف أيضا، بعد سيطرة النظام على بلدات الثوار في الريفين الجنوبي والغربي من حمص.

وأمام واقع الحصار المؤلم مترافقا مع تخاذل عالمي عن نصرة أبسط حقوق الإنسان، تنقسم الآراء والرؤى حول ما يجري في حمص المحاصرة.

فبعد اتفاق هدنة برعاية الأمم المتحدة، خرج نحو 300 محاصر من المدينة القديمة، مازال منهم نحو 50 معتقلا حتى الآن، في حين توقف تنفيذ بنود الاتفاق تحت تأثير خروقات النظام ومواليه الذين أظهروا موقفا عدائيا صارخا وصل إلى محاولات منع وصول القليل من المساعدات الغذائية.

ويفرض موضوع "المصالحة" نفسه حاليا أكثر من أي وقت مضى، في ظل أنباء تتوارد من حمص على محورين الأول عسكري يتمثل باشتداد موجة القصف على الأحياء المحاصرة، وسط ما يشاع عن تعزيزات لتجديد محاولات الاقتحام.

والمحور الثاني حديث عن مفاوضات بين ممثلين عن ثوار حمص وعن النظام للاتفاق على شيء ما لا أحد يعلم ما هو إلا المفاوضون أنفسهم، لكن التوقعات تشير إلى انسحاب آمن للثوار من حمص ليدخلها النظام بسلام.

وفي حين لا ترتقي تلك التوقعات إلى مستوى الحقائق المؤكدة، فإن الكلام حولها يتسيد المشهد الحمصي منذ ما قبل الهدنة الماضية التي نُفذ جزء منها خلال كانون الثاني/يناير الماضي بوساطة الأمم المتحدة كما أسلفنا.

لذلك حاولت "زمان الوصل" رصد آراء من في الداخل والخارج حول الوضع في حمص المحاصرة ومبررات الجنوح إلى ما يسمى "المصالحة".

* جنوح تحت ضغط "التخاذل"
وضمن هذا السياق ذكر أبو عمار الحمصي من داخل المناطق المحاصرة أن 
المجلس الشرعي بحمص المحاصرة أصدر منذ فترة فتوى بأن فعل تسليم النفس للجيش النظامي هو أثم، من غير أن يورد أي كلام عن محاكمة.

بينما حددت جبهة النصرة أن من يعطي معلومات تضر بمن بقي فقد ارتكب كبيرة من الكبائر وهي "الخيانة".

ووصف أبو عمار الوضع في حمص بأنه "أسوأ مما يتخيل أي أحد"، مشيرا إلى أن درجة الجوع لا تحتمل، ما جعل كثيرا من الشباب يضطرون إلى تسليم أنفسهم نتيجة نقص الغذاء.

وقال "أنا شخصيا صار نازل وزني 42 كيلو"، مؤكدا أن من المألوف أن تشاهد أحد المحاصرين وقع على الأرض فجأة أثناء السير في الشارع.

واعتبر أبو عمار أن أكبر مشاكل الداخل المحاصر الافتقاد إلى وحدة الصف تحت كلمة واحدة.

وقال إن بعض القادة في الداخل يمكن وصفهم بالمخطئين، نافيا وجود الخيانة أو العمالة للنظام بينهم، بل حصرها بأفراد فقط.

ونفى أبو عمار أن يكون النظام قويا بالقدر الذي يقدمه الإعلام، معلنا أن معظم الثوار على الأرض ضد "المصالحة".

غير أن "أبو عمار" رجع وعزا أي عملية جنوح إلى "المصالحة" إلى ما يشعربه الثوار من "تخاذل من حولنا القادرين على فك كربتنا، فضلا عن تخاذل العالم الخارجي عربيا وإسلاميا وعالميا".

* لا للتسوية
وفي ما يلي نبرز وجهة نظر من خارج الحصار لأحد أبناء مدينة حمص المحاصرة، وواحد من اوائل المؤيدين للثورة، حيث يقول عضو الائتلاف الوطني المعارض مروان حجو الرفاعي في رسالة حصلت عليها "زمانا الوصل": "لا للخيانات ولا للتسويات التي يسوق لها النظام المجرم بين ضعاف النفوس وممن زرعهم النظام واخترق بهم صفوف الثوار".

وأضاف"نقول لمن ركب غمار الثورة لدواعٍ مختلفة مادية أو فئوية، وظن أن الثورة أيام أو أشهر معددوه يظفر بعدها بالنصر والغنائم والنحل ويسجل اسمه في سجل الخالدين: بإمكانك أن تأخذ استراحة محارب أو تلقي سلاحك وتعطيه لإخوانك الثوار وتنسل تحت جنح الليل خارج الأحياء المحاصرة والثغور بصمت وهدوء، لك مالك وعليك ما عليك".

ومضى عضو اللجنة القانونية في الإئتلاف يقول "أما من يسوق ويروج من ضعاف النفوس وممن زرعهم النظام واخترق بهم صفوف الثوار ومن يقوم بالتسوية مع النظام المجرم، ويخرج بسلاحه ويقوم بتسليمه بدل أن يتركه للثوار وهم بأمس الحاجة إليه على الجبهات والثغور ويدلي بما لديه من معلومات عن المحاصرين الثوار أو مدنيين أو يفشي بأسماء الداعمين للثوار، فإن فعلا كهذا هو جرم الخيانة العظمى للأرض والأهل والوطن ولدماء أطفالنا وشهدائنا. فلا عصابات أسد المجرمة ستمنح من قام بالتسوية بعد الاستسلام الأمن والأمان وكلنا يعلم بأن ديدن عصابات أسد الطائفية الغدر والإجرام وسيرى ذلك عاجلا غير آجل، وسيلحق به الخزي والعار بين أهله ووطنه نتيجة خيانته وغدره، ومن ظن أنه سينجو بفعلته من يدي النظام، فلن ينجو لاحقا من المحاكمة الوطنية العادلة، فالنظام ساقط بإذن الله لا محالة وكل من أجرم وخان غدر بحق السوريين لن يفلت من العقاب."

وختم الرفاعي "الثورة ماضية في طريقها بأيدي مخلصة وأرواح طاهرة حتى تحقيق أهدافها وإنّا بإذن الله ربنا لمنتصرون.."

من البلد


هذا ما أفضت إليه مفاوضات الهدنة مع النظام في حمص !
2014-04-14
بعد مفاوضات مع النظام امتدت شهراً لم تزد الأوضاع الإنسانية والأمنية في حمص إلا سوءاً أصدر وفد مفاوضات الهدنة في المدينة بياناً أوضح فيه ملابسات ما جرى خلال الأسابيع الماضية بعد التوصل إلى مسودة اتفاق مع ممثلي النظام...     التفاصيل ..

زمان الوصل - خاص
(112)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي