لم يتحمل سائق الحافلة اللبناني في وسط بيروت كلمات عفوية من شابة سورية قالتها تعقيباً على مقتل فريق قناة المنار في معلولا، لينهال عليها بالضرب والشتائم النابية، ما أثار دهشة الركاب والأشخاص الذين كانوا في الشارع من تصرف السائق بحق فتاة تبدو بعمر بناته، وهو سلوك يعكس أزمة أخلاقية يمر بها أنصار حزب الله في لبنان تجعلهم يسيئون التصرف تجاه السوريين تحديداً.
الصحفية "ديما ونوس" ابنة الكاتب المسرحي الراحل "سعد الله ونوس" روت على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" ما حدث معها يوم أمس في وسط بيروت قائلة: نزلت من سرفيس وسط بيروت، بعد أن تعرضت للكمة ولطمة وشتائم هائلة من السائق.
وتضيف:"كنا نستمع إلى الراديو وأذيع خبر موت مراسل المنار في سوريا.. فعلقت تعليقاً غير مستفز على الإطلاق، فقال لي السائق: (لازم السيد ما يتدخل مشان داعش تفرمكم فرم وتفرم ولادكم.. يلعن أبوكم.. ارجعوا انقلعوا على سوريا يا كلاب.. ومد يده إلى الخلف ولطمني.. وسط صمت الناس المتفرجين في الشارع كون السائق من جماعة الحزب الإلهي).
هذا التصرف البعيد كلياً عن اللياقة والأدب أثار ردود فعل حادة بين مرتادي موقع فيسبوك.
ورأى الصحفي "عبد الكريم عفنان" أن السائق اللبناني الموتور الذي لطم "ديمة ونوس" في بيروت، وشتمها على مرأى من الناس، يعكس حجم العسكرة التي بلغها ما يسمى جمهور المقاومة، وأن التعايش مع حزب الله يعني فيما يعنيه التواطؤ على فكرة المقاومة الحقيقية وأضاف العفنان: (العبيد لايقاومون مهما أدعوا الحرية والشرف، وهم ليسوا أكثر من أدوات قاتلة يستخدمها السيد المزعوم حسب حاجته وعطشه للدم).
وعلقت "غنوة معماري" متسائلة: (كأننا مضطرون أن نشهد كل طقوس الإشارات في تحولات المقاومة والممانعة... شبيح شفاف).
وعقبت Jamilah Tate بحدة: (أشعر بالخجل أن تتعرض امرأة أي امرأة لموقف كهذا ولا يدافع عنها حتى رجل واحد، يا أشباه الرجال، ليتني كنت في نفس السرفيس.
وعلقت في مكان آخر: (أقسم لو كان كلب موجود معك لدافع عنك، أنا أعني الكلب الحيوان Dog، لأن فيه من الوفاء والأخلاق والشهامة والمحبة واللطف والنقاء أكثر بكثير ممن كانوا متواجدين ولم يتحركوا أو يبادروا إلى مساعدتك حتى لو كانوا من فكر أو طائفة مختلفة.. فالإنسانية هي الأهم).
أما "إيمان حميدان" فعلقت ساخرة يبدو أن ضرب النساء أصبح من مقومات الممانعة أيضاً.
بدوره عقّب "دينمو" الفيسبوك "آكاد الجبل" على الحادث قائلاً بلهجة مرة: (نتعرض للضرب في كل مكان، أينما ولينا وجوهنا رأينا وجه قاتل).
فيما فسّر "مروان خورشيد عبد القادر" ما جرى بأنه تعبير عن الحقد (سيقتلهم حقدهم وسيُرمون جميعاً في المحرقة السورية وقوداً للطغاة).
وعلق Jamal Yossif بدوره قائلاً: (انحطاط الممانعين بعد انزلاقهم في الجحيم السوري)، واستدرك قائلاً " مفكرينها حرب -إعلامية- مع اسرائيل".
يذكر أن "ديمة ونوس" كاتبة وصحفية معارضة للنظام تنشر في جريدتي "السفير" و"الأخبار" اللبنانيتين وهي خريجة أدب فرنسي ولديها مجموعة قصصية بعنوان "تفاصيل" ورواية بعنوان "الكرسي" ولها تجربة تلفزيونية كمذيعة في برنامج أضواء المدينة على قناة أورينت.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية