كانت نور تعتقد أنها تؤسس مشروعاً سيقيها وعائلتها شر النزوح في اسطنبول، إلا أن مطعم "مطبخ نور" لم يُكتب له الاستمرار أكثر من شهرين، والسبب، وفق صاحبته، هو فوز حزب أردوغان في الانتخابات الأخيرة!!.
"تصميدة" العمر..تتحول إلى لعنة
تقول نور: صرفنا على المطعم كل ما جمعناه أنا وزوجي خلال عملنا كمدرسين في حلب، وكنا نتوقع للمشروع النجاح، خاصة أن الزبائن الأتراك والعرب، أُعجبوا بالطبخ العربي كثيراً في البداية..إلا أن فوز أردوغان غيّر مجرى الأحداث، فوفق نور بدأ معارضو حزب العدالة والتنمية بصب جام غضبهم على المطعم السوري الموجود في منطقة "شيشلي" المحسوبة على المعارضة.
وتحكي نور أن المطاعم المجاورة لمطعمها بدأت بنشر شائعات مسيئة عن مطبخ مطعمها، وأنهم صاروا يتقصدون إزعاجها وزوجها كل يوم، فكسروا الزهور التي كانت تضعها نور على باب المطعم، ووضعوا الحجارة مكانها.
وحسب صاحبة المطعم، بدأت الأمور تأخذ منحى تصاعديا، بعد إعلان نتائج الانتخابات، حيث كتب أحدهم عبارات مسيئة على باب المطعم، تضمنت شتائم لأردوغان وطالبت نور بإغلاق المطعم، وبالرحيل إلى سوريا!!.. كما منع بعض أصحاب المحلات العاملين لديهم من التردد على مطعم نور، مهددين إياهم بالطرد.
وتقول نور: شعرت بخيبة أمل كبيرة، لأنني دفعت ثمن كل كرسي وكل طاولة في المطعم من المال الذي كنا قد خصصناه ليومنا الأسود..ولذلك شعرت أني وزوجي اشترينا يومنا الأسود بمالنا.
وتتابع: مع تناقص أعداد الزبائن، خسر المشروع، ولذلك قررنا إغلاقه، نظراً إلى أننا لانستطيع اللجوء إلى الشرطة للشكوى على الجيران، لأن ذلك لن يقينا شرهم أولاً، ولأني زوجي لا يمتلك جواز سفر ثانياً.
وتداري نور دمعتها وهي تقول: تحاول معظم العوائل سورية النازحة إثبات نفسها، بأقل الإمكانيات التي تملكها، فقد خسرنا منازلنا وأعمالنا، ومع ذلك مازلنا نسعى إلى النجاح..وتتساءل بحزن: لما كل هذا الحقد علينا؟
ماذنبنا إن فاز أردوغان أو خسر؟ ألا تكفينا الحرب التي هربنا منها في سوريا؟!
يُذكر أن العديد من المطاعم السورية فتحت مؤخراً في اسطنبول، ويتمركز معظمها في أماكن تجمع السوريين، مستهدفين الزبائن السوريين، على عكس "نور" التي أرادت تعريف الأتراك بالمطبخ السوري، لكنهم عوضاً عن الترحيب بالضيف الجديد، أغلقوا بوجهه جميع الأبواب.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية