أقام ناشطون ومختصون بعلم نفس الطفل سوريون حفلاً لتكريم الأيتام وأبناء الشهداء في صالة فندق الأوريتمان بولاية كلس التركية، وقد دعي إلى الحفل حوالي مائة طفل يتيم ليتم تكريمهم في خطوة تهدف لرفع معنويات الأطفال.
وقد أكد المشرفون على الحفل أن هذه الفعالية جاءت نظراً لما يعانيه الأطفال السوريون من حرمان، سواء على صعيد التعليم أو ممارسة حقهم باللعب والترفيه، جاء ذلك بعد دراسة نفسية قام بها مختصون وكانت نتائجها شبه كارثية فأكثر من ستين بالمائة من هؤلاء الأطفال يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والذي تظهر أعراضه على الكثير منهم كالتبول اللاإرادي والخوف غير المبرر والبكاء المفاجئ دون أسباب واضحة لذلك، مما دفع بالناشطين إلى القيام بهذه الفعالية علها تحسّن الوضع النفسي لدى الطفل، وطالبوا بتخصيص مدارس وبرامج تربوية وترفيهية خاصة بالأيتام وأبناء الشهداء بالتحديد.
حضرت الحفل العديد من الفعاليات الاجتماعية والمؤسسات الخيرية والشخصيات السياسية والتربوية ومنهم: جمعية الشام لرعاية وكفالة الأيتام وجمعية صلاح الدين الخيرية التي ساهمت بتكريم أمهات الاطفال اللواتي رافقن أبناءهن للحفل، كما حضر الحفل كلاً من وزيرة الثقافة بالحكومة المؤقتة الدكتورة تغريد الحجلي والدكتور باسم حتاحت، بالإضافة لمعاون وزير الصحة بالحكومة المؤقتة الدكتور مصطفى حامد.
اقتصرت فعاليات الحفلة على مقطع مسرحي قصير يعبر عن معاناة أطفال سوريا، وعدة فقرات فنية وأغاني وطنية، بالإضافة لفقرة السايكودراما الصامتة التي رسمها الأيتام بأجسامهم لتعبر عن واقعهم الحالي، وفقرة الأنشطة والألعاب الترفيهية والتي زرعت البسمة على وجوه الأطفال، بالإضافة إلى عدة كلمات ألقيت منها لزوجة شهيد ولزوجة معتقل، وفي نهاية الحفل خرج الضيوف مع الأطفال للاستمتاع بالمعرض الذي احتوى على تصاميم ورسوم وأشياء فنية مختلفة جهزها أولئك الأطفال.
حقق الحفل الهدف المرجو منه وهو زرع ابتسامة صغيرة على وجنات الأطفال خاصة بعد استلامهم لهدايا رمزية قدمت لهم، بالإضافة إلى تسجيل هؤلاء الأيتام لدى العديد من المنظمات الإنسانية، وقد أعلنت جمعية الوحدة والتعاون عن البدء بإقامة مدرسة للأيتام في كلس.
في لقاء مع المشرف النفسي والتربوي محمد إياد جعوير وهو المشرف على الحفل قال لــ زمان الوصل:
نظرآ لإحتكاكي الشديد بهذه الفئة وإحساسي بمعاناتهم أقسمت على نفسي أن أكون أباً وأماً لكل ابن شهيد وهذا ما يجب أن نقدمه لأبناء من بذل دمه رخيصاً فداء سوريا الحبيبة، كان حفلاً ناجحاً ومفيداً، لقد دمعت عيناي عندما رأيت أطفال سوريا بهذه المعنويات المرتفعة والإبتسامات التي تملأ وجوههم.
محمد إقبال بلّو - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية