أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أفكار ورؤى جهاديّة عن الساحل السوريّ: عبد الله بن محمد (نموذجا)

الثوار في لحظات استراحة قرب "البحر المحرر" في كسب باللاذقية…- وكالات

(لا يعبر ما في هذا المقال عن رأي الكاتب، بل هو نقل لأفكار ورؤى تخص موضوع المقال).

منذ توضح الظاهرة الجهاديّة في سوريا بدايّة عام 2012، أولت الحركات والمجموعات الجهادية، الناشئة في الداخل والقادمة من خارج حدود الجغرافيا السوريّة، منطقة الساحل السوريّ اهتمامًا كبيرًا لجهة التغلغل والتمركز والتوطن، والاستقرار. لكن انتقال الجهاديين والمجموعات الجهاديّة إلى الساحل أحيط بكثير من السريّة، فغالبية الجهاديين الذين استقروا في جبال الساحل، لم يمارسوا نشاطًا عسكريًا واضحًا في الفترة الممتدة منذ بداية عام 2012 وحتى بداية شهر آب/ أغسطس 2013، وانصرفوا للإعداد والتدريب وبناء المقرات، وتحصينها. أثار "توطن" الجهاديين في جبال الساحل كثيرًا من الأسئلة عن مغزاه، وأهميته. فالمنطقة بالنظر إلى الحاضنة الشعبية في أماكن التمركز (القرى السنية) لا تشكل بيئة جاذبة للجهاديين، إضافة إلى وجود بيئة معاديّة بالمطلق (القرى العلويّة). ساهم مسار الصراع خلال عامي 2012، 2013 في غض الطرف عن النشاط الجهادي المبهم في الساحل. ولكن وما إن بدأت المواجهة الأولى في بداية آب/أغسطس 2013، حتى بدأت أسماء تشكيلات جهاديّة تظهر للعلن وغالبيتها غير سوريّة مثل "كتبية المهاجرين"، و"كتيبة الليبين"، "صقور العز"، "شام الإسلامية"، و"مجاهدي القوقاز"، بالإضافة إلى الكتائب الجهادية والإسلامية المعروفة "جبهة النصرة"، و"أنصار الشام"، و"تنظيم الدولة في العراق والشام"، وحركة أحرار الشام..الخ. 

حقيقة الأمر لم يكن تغلغل وتمركز الجهاديين في الساحل لغايات آنيّة تتواءم مع مسار الصراع المسلح، بل كان مدورسًا ومخططًا بناء على استراتيجيّة جهاديّة صاغها عبد الله بن محمد في كتيب سماه "استراتيجية الحرب الإقليمية على أرض الشام". وعبد الله بن محمد هو كاتب جهادي معروف بتحليلاته العميقة، وتحظى كتاباته بانتشار كبير في الأوساط والمنتديات الجهاديّة، كما تتابعها أجهزة مخابرات عالمية كونها تعبر عن دوائر مقربة من التنظيم العالمي لقاعدة الجهاد، والتنظيمات الجهاديّة الإقليمية المنتشرة في أصقاع عدة من المعمورة.

 أما كتيب "استراتيجية الحرب الإقليمية على أرض الشام"، فيقدم رؤيّة حالية واستشرافية للمشروع الجهادي في سوريا، وتشعباته، وارتباطاته الإقليمية والعالميّة. وندعي أن هذا الكتيب واسع الانتشار في الأوساط الجهاديّة يمثل "الرؤية الاستراتيجية" بالنسبة لغالبية الحركات الجهادية في سوريا وفي مقدمتها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية.

لماذا منطقة الساحل:
يفند عبد الله بن محمد في هذا الكتيب، الدوافع التي تجعل من منطقة الساحل منطقة هامة للمشروع الجهادي في الشام ومن أبرزها،
• الحيز الجغرافي الملائم: يقول عبد الله بن محمد "عندما تفحصت الخارطة السورية وجدت أن الحيز الوحيد الذي يصلح جغرافيا لقتال وحروب العصابات التي تناسبنا من خارج المدن هو الشريط الجبلي الممتد من لواء إسكندرون إلى لبنان باتجاه الجنوب فهذا الشريط المقابل للساحل الشامي يتمتع بغطاء نباتي جيد في كثير من أجزائه وهذا مهم لتجنيب السكان المحليين مخاطر القتال بينهم".
• قطع الطريق على مخطط النظام بإقامة دولة علوية "إلا أن الأهم في الموضوع هو أن أي تمركز لنا في أعلى هذا الشريط من الجانب السوري وتحديدا في محيط جبال النصيرية سيعمل على تهديد مشروع خط الرجعة للدولة العلوية وسيربك تكتيكات النظام المحسوبة مسبقا وسيقدم لنا فرصة جيدة للرد المباشر على كل اعتداء تتعرض له مدن أهل السنة بعمليات مماثلة ضد قرى ومناطق النصيرية وهذا ما سيفقد العدو القدرة على الردع وسيفقده كذلك القدرة على الاشتباك بأسلحته المتفوقة كالطيران وسلاح المدرعات وسيعمل على زعزعة وحدة الصف النصيري بعد أن يذوقوا شيئا مما ذقناه ! وسيقلل من فائدة عمليات الاختراق الاستخباراتي في صفوفنا"
• تأمين الغنائم: يرى عبد الله بن محمد أن النظام سوف يجهز قوات عسكرية كبيرة لشن حملات متتابعة على هذه المنطقة، ويعتبر ذلك فرصة لتأمين الغنائم والعتاد اللازم لبناء المشروع الجهادي، ويقول "فبمجرد وجودنا وتمركزنا بشكل قوي في هذه المنطقة الحساسة بالنسبة للنظام سوف يجلب لنا حملات عسكرية متتابعة وهذا ما يجب أن نستثمره في الحصول على الغنائم وغيره أي أن الموقع سيكون بمثابة كمين ضخم ودائم بقدر ما هو تهديد مباشر للوجود النصيري وبانتهاء هذه المرحلة نكون قد أمنّا المحيط الجغرافي الذي سننطلق منه إلى المراحل اللاحقة".
• الحصول على منفذ بحري: يركز عبد الله بن محمد على ضرورة وجود منفذ للتغلب على مسألة الإمداد من الخارج والمرهون بالقوى الإقليمية، ولاسيما تركيا وفق الآتي "فالمنفذ البحري هنا ضروري لاستقبال الدعم الخارجي أو لاستجلابه حتى لا نقع تحت رحمة الأتراك في تمرير ذلك، وهذا ما استفاد منه المجاهدون في ليبيا عندما استخدموا البحر والمنافذ البحرية في كسر حصار النيتو والدول المجاورة بخصوص السلاح والنقل بل وفي كسر جمود الموقف العسكري عندما أنزلوا قرابة 200 قارب على سواحل العاصمة في عملية "فجر عروس البحر". 
• إفشال أي حل سياسيّ تطرحه القوى الدولية": يحذر عبد الله بن محمد في صحفات كتيبه من أن القوى الدولية الكبرى لن تسمح بإسقاط النظام، وبأنها سوف تلجأ إلى تسوية سياسية بين النظام والمعارضة، لإنتاج نظام جديد موالٍ للغرب ومعادٍ للمشروع الجهاديّ. ولدى محمد قناعة بأن السيطرة على هذه المنطقة سوف يفشل هذا التوجه "فهذه النقلة الشطرنجية على ساحة الصراع ستقطع الطريق أمام الحل السياسي للقضية بعد كل هذا المشوار الذي قطع في ترويض الشارع والمعارضة والمحيط الإقليمي والدولي لأن هذا التمركز وما سيعقبه سيقدم فرصة ثمينة للمراهنة على نجاح الحل العسكري.
• اللعب على التناقضات الإقليميّة: يتوقع عبد الله بن محمد نشوب حرب إقليمية على الأراضي السوريّة بين حلفين "سني"، و"شيعي" وبرأيه فإن هذه الحرب سوف تصب في مصلحة المشروع الجهاديّ "أما الأهم في هذه المسألة أن دخولنا في هذه المرحلة إن تم قبيل أو بعد نشوب الحرب الإقليمية بين الحلفين الشيعي والسني سيجلب لنا عروض الدعم العسكري والمالي والفني من قبل تلك الدول السنية وعلى رأسها السعودية. فنشوب الحرب الإقليمية سيعيد ترتيب الأولويات لدى تلك الأنظمة وسيخرج التيار الجهادي من دائرة الأعداء إلى دائرة الحلفاء بهدنة مشروطة، أو ما شابه فتقاطع المصالح الذي ستحضره الحرب الإقليمية معها سيكون بمثابة بطاقة دعوة لنا للدخول على خط الصراع الإقليمي وبذلك نكون قد كسرنا معادلة النظام السوري الذي يحتمي بها.
• تفكيك الجيش السوريّ: يرى عبد الله بن محمد أن القتال في عموم المناطق الجغرافية السوري لا يساهم بأي حال في تفكك الجيش السوريّ لأنه بنيّ على "أساس طائفيّ"، وأن المعركة في الساحل هي من تحقق هذا الهدف وفق الآتي: "وأي نجاح نحققه هنا سيعرض بقية فرق الجيش في الوسط والشرق والشمال والجنوب السوري إلى أن تكون مكشوفة وتقدم أيضا فرصة كبيرة لإحداث الانشقاقات وتفتيت وحدات الجيش بسقوط منطقة الرأس منه ! وهذا ما لا تفعله السيطرة على الشمال أو الشرق أو الجنوب لأن النظام يرتكز على وجوده العسكري والطائفي القوي في هذه المنطقة ولذلك جعل منها مخزنا إستراتيجيا للسلاح والذخيرة وهذه نقطة يجب أن نراعيها عند ترتيب أولوياتنا في العمليات الهجومية فانطلاقنا من خط إدلب- الساحل إن تم بطريقة هندسية تؤدي وتعمل على إحداث انهيار عام بين وحدات الجيش السوري سيقود ذلك إلى ترك المعسكرات ومخازن السلاح دون مقاومة كما حدث معهم في الجولان 67 وكما يحدث عادة مع كل عملية هجومية جريئة وشجاعة !"

من كتاب "زمان الوصل" ضمن قسم "إسلام وجهاد"
(127)    هل أعجبتك المقالة (128)

سالم حنفي

2014-04-13

يقول الكاتب في كتيبه :أستطيع القول بأن الجهاد قد ينتقل في هذه المرحلة من جهاد الطليعة أو النخبة إلى جهاد الأمة وهو الأمر الذي افتقدناه منذ سنين وعقود طويلة وهو الأمر الذي سيسجل أيضا كنجاح باهر لإحدى أهم الإستراتيجيات التاريخية في استنهاض الأمم والتي وضع أولى لبناتها الشيخ المجدد أسامة بن لادن رحمه الله !!! وتحليلات الكاتب في كتيبه كثير منها جاء على عكس الواقع تماما .كما أنه كعادة فرقته زور الحقيقة حين أوهم أن الغرب كان ضد سقوط القذافي وأنه لم يشارك في عملية فجر عروس البحر وهذا كذب ظاهر بارد وعار فاضح فلا أحد يجهل مواكبة الطيران الغربي والشديد للعملية وأنه أعان على القبض على القذافي . وباختصار الرجل لا يخطط للانتصار أكثر من تخطيطه للجهاد دون تقريب النتائج والحسم ..


الهرمزان الصفوي

2014-04-14

المشروع الجهادي على غموضه يعتمد على عاملين اثنين اولا لا فعل بدون فاعل اي كما تغنى الشيوعيون ان لا شيوعية بدونهم ايضا لا جهاد بلا جهاديين و المشروع القومي لم يكن لينجح لولا وجود الارضية الداعمة له اي انه لا يمكن تمرير اي مخطط ارهابي بدون ارضية او حاضنة اجتماعية و الغريب ان الغرب بعمومه و امريكا خصوصا احسن من يصنع ارضية حاضنة للارهاب فلو لم تترك الحيوان يقتل و يقصف و يشرد و يذبح و انهت الامر بحل اني بعد احداث درعا بتامين انقلاب عسكري تذهب عائلة الاسد ضحيته لكان هناك مقال اخر اما ان تترك ابا يشهد على ذبح ابنائه و اغتصاب زوجته و بناته و تطلب منه ان يسكن و يرعوي فهذا هو المحال فالرجل اصبح ارهابيا و يبحث عمن يقتله ليتخلص من كوابيسه التي تزوره كل ليلة او يقتل هو ليحقق جزءا من العدالة التي انمحقت امام عينيه في وقت مصيبته..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي