شهدت المنطقة المحاصرة من مدينة حمص يوم الأحد الماضي 6 نيسان/أبريل، انفجارا ضخما هزالمدينة بأكملها الساعة السادسة صباحا تقريبا.
الانفجار بحسب روايات الناشطين ناجم عن سيارة مفخخة كان يتم إعدداها لاقتحام منطقة يسيطر عليها الجيش لتنفيذ عملية استشهادية والبدء بمعركة للسيطرة على هذه المنطقة.
وكشف أبو عزام الانصاري قائد كتيبة "الأنصار" إحدى الكتائب المشاركة في العملية والتي قتل منها ما يزيد عن 15 شابا، أن أحدا لايمكنه معرفة ما جرى بالضبط، لأن معظم المتواجدين قرب السيارة قضو نحبهم مباشرة، علما أن تهجيز السيارة كان يتم في أعلى درجات الأمان.
وأضاف في تصريح لـ"زمان الوصل": عند وصولنا إلى مكان انطلاق السيارة, قمنا بتوديع الاستشهادي، وكان المقاتلون الذين سيقتحمون بعد تنفيذ العملية متواجدين بعيدا عن السيارة المفخخة قبل انطلاقها
بعشرين مترا تقريبا، وقبل الانطلاق بلحظات سمعنا انفجارا ضخما بعد رجوعنا إلى الخطوط الخلفية. "أبو محمد" وهو أحد الذين قاموا بتجهيز السيارة ونجى من الانفجار يقول إن السيارة كانت مجهزة للتفجير عن بعد، بحيث إنه إذا توافرت للاستشهاد الظروف أن يترك السيارة ويرجع إلى المناطق الآمنة أن يفعل ذلك.
وأوضح "أبو محمد" أيضا أن احتمالات سبب الانفجار لا يمكن معرفتها، مشيرا إلى إمكانية حصر الموضوع -فرضيا- بخطأ بوصل دارة التفجير عندما كان يتم تفّقد السيارة في اللحظة الأخيرة قبيل الانطلاق.
وأشار إبو محمد إلى احتمال آخر يتمثل بوجود ماس كهربائي أدى إلى الانفجار.
السيارة كانت تحوي ما يزيد عن 300 كغ من المواد المتفجرة التي تم جمعها من القذائف والصواريخ والاسطوانات التي يطلقها النظام علينا ولم تنفجربحسب قول "أبو محمد".
نتج عن الانفجار دمار كبير جدا أدى إلى سقوط المبنى التي كانت تقف السيارة بقربه بشكل شبه كامل.
وبينما أكدت مصادر طبية من الداخل وصول أكثر من 25 جثة للمشفى الميداني، يقول أبو حسين وهو ممرض في المشفى الميداني بحمص المحاصرة لـ"زمان الوصل" إن أغلب الجثث التي وصلت كانت أشلاء، حيث من الصعب جدا التعرف عليها، مؤكدا أنها تعرضت لحجم ضغط وشظايا كبير جدا.
واستبعد معظم الناشطين أن تكون للنظام يد بتفجر السيارة، فمن الصعب على عميل للنظام أن يقوم بالتفجير لإلحاق الضرر بالموجودين دون أن يكون هو أول المقتولين، فكمية المتفجرات ضخمة جدا.
ونفى الناشط الميداني أبو صلاح، أن يكون لأي إنسان إرادة مسبقة لتفجير السيارة في هذا المكان قبل انطلاقها، لافتا إلى أن التجهيز للعملية كان يتم بأعلى درجات السرية التي لم يعهدها المقاتلون في المنطقة المحاصرة.
وأكد أن أغلب المشاركين بالعملية لم يتم إخبارهم بموعد العملية إلا قبل ساعات من التفجير.وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن عدد الضحايا بلغ 35 شخصا، وتباينت الروايات حول أسباب الانفجار في أحياء حمص المحاصرة، فمنهم من عزاه إلى استهداف مستودع للأسلحة يتجمع قربه الثوار داخل حمص، وبعضهم رجح فرضية وقوع مجموعة المقاتلين الشهداء في كمين لقوات الأسد، بينما كان سيناريو تفجير المفخخة قبل وقتها نتيجة خطأ هو الأقرب إلى الواقع، وذلك ما أكدته عدة مصادر لـ"زمان الوصل" من داخل حمص المحاصرة.
حمص المحاصرة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية